Al Jazirah NewsPaper Sunday  12/07/2009 G Issue 13436
الأحد 19 رجب 1430   العدد  13436
أضواء
تنازل عربي عن كلِّ فلسطين..!!
جاسر عبد العزيز الجاسر

 

إذا ما انساق الفلسطينيون والعرب وراء ما تقوم به إسرائيل من مخططات، وتوجيه الاهتمام لمواضيع بعينها، وتصويرها كأهداف يُعَد تحقيقها إنجازاً استراتيجياً وسياسياً يعزز الطرف الذي يستطيع انتزاعه من الطرف الآخر ...

... إذا ما انسقنا وراء هذه المخططات، نكون قد أضعنا كلَّ شيء في فلسطين، ولا يتبقّى لنا حتى اسم فلسطين..!!

كيف..؟!

لنتتبّع استراتيجية الإسرائيليين منذ بن غوريون وجولدا مائير، ومروراً بكلِّ المخادعين من ساسة إسرائيل، من شامير إلى شارون وأولمرت ونتنياهو، نجد أنهم - وبالتنسيق مع حلفائهم - يصعِّدون أحاديثهم ومواقفهم حول جزئية من أجزاء القضية الفلسطينية، ليتم تغييب (الهدف الأساسي) ... لنوضِّح أكثر، ولنتتبّع ما حصل بعد حرب 67 واحتلال ما تبقّى من فلسطين وأجزاء من أراضٍ عربية لدول مجاورة لفلسطين ...

المنطق والمفروض أن ينحصر الحديث عن تحرير جميع الأراضي العربية التي احتلتها إسرائيل عام 1967، إلاّ أنّ إسرائيل وبمساعدة حلفائها من الغربيين، الأوروبيين والأمريكيين، أشغلوا العرب بالحديث عن الانسحاب من الأراضي المحتلة عام 1967، وجعلوهم ينسون ما احتل عام 1948، حتى أصبح الحديث عن أرض 1948 تجاوزاً وتهديداً لليهود..!!، وبعد الإشغال والانشغال وصدور قرار 242 وما تبعه من قرارات وتوصيات تطلب من إسرائيل الانسحاب من أرض احتلّتها بعد حرب، والمواثيق والأعراف الدولية تمنع الاستفادة من نتائج الحروب وفرضها كواقع، إلاّ أنّ إسرائيل فرضت نتائج حرب 1967 كواقع، ولم تنفِّذ أيّاً من قرارات الأمم المتحدة، حيث حماها (الفيتو) الأمريكي من أيّ عقاب..!!

واستمرت تفرض واقع الاحتلال، ومن هذا الواقع إقامة مستعمرات صهيونية على الأرض الفلسطينية، في البداية قرب المدن الفلسطينية لخنقها اقتصادياً، ثم داخل هذه المدن كما فعلت في الخليل ونابلس والقدس، ونتيجة لتركيز الحديث عن هذا العمل الإسرائيلي، انشغلنا عرباً وفلسطينيين، بالحديث عن وجوب وقف إقامة المستوطنات وتفكيكها، وتركنا ما يجب أن نركِّز عليه وهو إنهاء الاحتلال أصلاً، فالمطلب الذي يجب أن نصرَّ عليه هو وجوب تحرير جميع الأراضي التي احتُلّت عام 1967، وأن كلّ ما أقيم على هذه الأرض المحتلة.. من مستعمرات .. أو جدار عازل وقواعد وغيرها من الإجراءات الإسرائيلية باطل بقوة القانون الدولي، وكل هذا يمكن أن يتم ويحصل إذا رافقته إرادة سياسية يساندها موقف مبدئي صلب من الفلسطينيين والعرب .. فلا يمكن قبول التفاوض إلاّ على مبدأ تحرير جميع الأراضي العربية المحتلة، وتنظيف وإزالة كلّ ما أقيم على هذه الأرض .. أما أن تجرّنا أمريكا وإسرائيل في الحديث عن وقف إنشاء المستعمرات وتغييب الهدف الرئيسي، وهو تحرير كلّ الأرض المحتلة، فهذا تسليم مسبق من قِبل الفلسطينيين والعرب بالتنازل عن كامل فلسطين.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد