حدثني زميل، وهو مسؤول تعليمي رفيع سابق، قائلا: ذهبت في بداية السبعينيات الميلادية إلى شارع الوزير بالرياض بحثاً عن مهندس معماري يصمم منزلي. يقول الزميل: دخلت أحد المكاتب الهندسية فاستقبلني مهندس عربي، واستثمرت فرصة غيابه لإحضار الشاي لأتمعن في شهادته الجامعية المعلقة على جدار مكتبه. يقول الزميل: لقد وجدت ذلك المهندس حاصلا على بكالوريوس من كلية الهندسة بتقدير مقبول، فقررت لحظتها أن أغادر مكتبه على عجل. إذا كان هذا المسؤول التعليمي قد رفض أن يقوم مهندس حاصل على تقدير مقبول بتصميم منزله، فهل تظنون أنه سوف يقبل بمعلم حاصل على تقدير مقبول لكي يعلم ابنه؟
هناك نسبة من معلمينا تخرجوا وما زالوا يتخرجون في كلياتهم بتقدير مقبول، ولا أطن أننا في إطار توجهنا اليوم نحو تأكيد الجودة والنوعية في مؤسساتنا التعليمية العليا سوف نرضى بتخريج معلمين عند هذا المستوى الأكاديمي المتدني. كثير من الجامعات الغربية اليوم لا تمنح بكالوريوس بتقدير أقل من جيد. وبناء عليه فإني آمل أن نتخذ قراراً بعدم تخريج أي معلم بتقدير مقبول، أليس المعلمون هم رأس حربة التعليم بل وعصب التنمية الرئيسي في أي مجتمع؟
جامعة الملك سعود