ماذا تعني تلك الإحصائية التي تقول: إن ثلث ضبطيات المخدرات يتم ضبطها وهي متجهة للمملكة تحاول اجتياز الحدود لتصل إلى عقول الشباب لتدمرها! بالتأكيد أن لذلك ثلاثة معانٍ مهمة:
أولاً: إن جهاز مكافحة المخدرات الذي تشرفت بزيارة مقره مؤخراً واطلعت على إنجازاته في استعداد دائم للمواجهة مع مجرمي وعصابات الترويج وأنه يبلى بلاءً مشرفاً ويتحمل مسؤولية وطنية عظيمة ويستحق أن يحصل على وسام دولي تقديراً لجهوده في مكافحة المخدرات، ويعني ثانياً: إن المملكة جادة في مكافحة هذا الوباء العالمي الذي يفوق وباء إنفلونزا الخنازير خطورة على البشرية ولكنه لا يحظى عالمياً بنفس الاهتمام! وثالثاً: تعني تلك الإحصائية أيضاً أن شباب المملكة مستهدفون من جهات معينة، بالتأكيد أن مسؤولي المكافحة يعرفونها تماماً وقد استطاعوا أن يرصدوا من أين تنطلق تلك المؤامرات الخارجية التي تدق طبول الحرب ضد شبابنا؟
الإدارة العامة لمكافحة المخدرات تسعى إلى أن تكون المكافحة مسؤولية وقضية اجتماعية ومعها كل الحق في ذلك، فهي ليست قضيتها ومسؤوليتها لوحدها ولكنها مسؤولية الجامعات والمدارس والمساجد والأسر ووسائل الإعلام!
ومن المفرح أن يسمع المرء أرقام تلك الضبطيات التي يقوم بها الأبطال الذين يواجهون بعزيمتهم وأرواحهم المجرمين وقد سقط منهم عدد من الشهداء إلا أن تلك الأرقام تشير إلى أن هناك إصراراً مستمراً لاجتياز الحدود وبيع السموم وخاصة الكبتاجون التي أصبحت الآن سماً صريحاً بعد أن أغلق مصنعها الرسمي واستغل اسمه المروجون ليقوموا بتصنيع حبوب أسهمت في التأثير على مخ المتعاطين ونسبة كبيرة ممن يشاهدون هائمين على وجوههم في الشوارع هم من ضحايا تلك الحبوب!
سهولة السفر والإنترنت وضعف الإشراف من المدرسة والأسرة أسهم في أن يكون الشباب صيداً سهلاً لعصابات الترويج التي تغير من أساليبها وطرقها وهي في كر وفر مع رجال المكافحة.
اليوم العالمي لمكافحة المخدرات مر هذا العام دون أن يكون له أي تأثير بسبب أنه صادف وقت الاختبارات، فلم تستطع المؤسسات التربوية استثمار مناسبته ولم تستطع الإدارة العامة للمكافحة تقديم برامجها التوعوية كما تعودنا منها بسبب أن الطلاب في موسم الامتحانات، لذلك فهل نحن نحتاج إلى يوم خاص بنا نضع له تاريخاً مناسباً ليكون متوافقاً مع ظروف المدارس، فالتوعية أصبحت الآن من أهم أساليب المواجهة التي يجب أن نتصدى لها جميعاً!
alhoshanei@hotmail.com