التسريبات الصادرة من الدائرة الضيقة المتحكمة بمصير الجبلين توحي وتؤكد أن الجبلين ما زال حبيس ورهن نفس الفكر الواحد الذي ظل منذ العام 1422هـ، وخياره وقراره لم يتجاوز إبعاد الهذيلي وتنصيب السيف، والعكس، وحينما يكون الهذيلي رئيساً يكون السيف نائباً له!!

وكأن ما في الجبلين غير هذين الشخصين حتى يتم تكرارهما بهذا الشكل الممجوج. الآن وبعد أن أثبت السيف فشله المركب في تقديم أي شيء يرضي الجبلاويين، وبعد أن فشلوا في الإبقاء على السيف رئيساً، ها هم يسعون لإعادة المبتعد الأخ عبدالله الهذيلي للمرة الثالثة!! والاعتراض هنا ليس على الهذيلي في شخصه؛ فهو رجل تربوي ومحترم وفاضل، ولكن الاعتراض على هذه الرؤية الضيقة الغارقة بالإقصائية لكل من لا يتوافق مع رؤيتها ولا يقدم عقله وكرامته عربونا لقبوله، وبالتالي يأسر اجتهاداته ويحجمها وفقا لرؤية وهوى المستحكمين!

أندية كثيرة تقدمت وتطورت لأنها انعتقت من الاستحكام الفردي وسمحت لأشخاص جدد ليسوا امتدادا أو تابعين لأحد بالعمل وتحمل المسؤولية، فكسبتهم وزادوها وهجاً وضمنوا استمرارها وتقدمها وتجدد نشاطها وحماسها وفكرها ودعموها ماديا وطوروا أساليب العمل فتقدمت تلك الأندية، فيما تراجع الجبلين لأنه ظل أسير وجهة نظر (كلم أبو سالم شف وش رأيه)!!.

إن المستحكمين بالجبلين وهم يختارون إعادة الهذيلي إنما يفعلون ذلك بعد أن عجزوا عن امتصاص غضب الجماهير الجبلاوية وامتعاضها من استمرار السيف رئيساً رغم البيان الذي صدر منسوباً شكلياً للمجلس التنفيذي الذي لم تعره الجماهير الجبلاوية أي اهتمام، وبالتالي كان كعدمه.

كنا سنرحب بعودة الأخ عبدالله الهذيلي لو كانت هي رغبته هو وبمبادرة منه، لكن أن يؤتى به إقناعاً وإلحاحاً ووعوداً لمجرد إيهام الجمهور بأن هناك تغييرا حصل فهذا المرفوض من معظم الجبلاويين، وحتى الذين رحبوا بها إنما فعلوا ذلك لمجرد رغبتهم في تحقيق ابتعاد السيف، والأخ عبدالله الهذيلي أكبر من أن يحذره أحد خاصة أنه سبق له أن مر بنفس التجربة سابقاً حينما أقنعوه ووعدوه، وفي الأخير استكثروا عليه أن يتلقى تبريكات الفوز على اعتبار أنه ليس من مثلث النجاح.

ليت الجبلاويين يجعلون من الترشيح لرئاسة النادي وعضوية مجلس الإدارة حقاً مشاعاً لكل الجبلاويين بدلاً من تداوله بين عدد ضيق لا يتجاوز أربعة أشخاص، وكل شخص من هؤلاء الأربعة لديه قائمة ممنوعين يهمه أن يقصيهم عن الجبلين، وهكذا يتم البحث عن رئيس اليد من فوقه.