أبها - متابعة وتصوير - عبدالله الهاجري
ارتكز صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد أمير منطقة عسير رئيس مجلس التنمية السياحية، في رؤيته للمفهوم السياحي الوطني على نظرة وطنية تكاملية، فكونها ذات بُعد اقتصادي واعد ورافد من روافد الناتج المحلي، إلا أن عسير تؤكد على البعدين الثقافي والاجتماعي.
وقال سموه في كلمة ألقاها أثناء رعايته لانطلاقة مهرجان أبها يجمعنا 1430هـ، بحضور الأمين العام للهيئة العامة للسياحة الأمير سلطان بن سلمان: (نحن في عسير - ولله الحمد - في وضع يطمئننا على سلامة المنهج السعودي في بناء الفكرة السياحية الوطنية التي تتفق مع ثوابتنا وأصالتنا، ولا مكان فيها إطلاقا لما يخدش الثوابت).
وتمسك سموه بما يسمى (الخصوصية السعودية) بوصفها منهج حياة ورسالة شعب إلى كل المحيطين به، وقال (لا غضاضة حين أقول إن لنا خصوصية، وأنا أرحب بهذه الخصوصية السعودية وأشدد عليها، ولا وجل لدي إن قلت إن هذه الخصوصية بالنسبة لنا جميعاً منهج حياة ورسالة شعب إلى كل المحيطين به).
وأشاد سموه بجهود الهيئة العامة للسياحة والآثار في تفعيل ودعم منظومة التنمية السياحية في مناطق المملكة.
واستطرد سموه قائلاً: اسمحوا لي أن أتحاشى إلقاء كلمة تدشين أو ترحيب مكررة، فالمكان والقلوب التي اتسعت في صيف عسير الدائم لكل الأطياف الوطنية التي قدمت لتاريخ مهرجان عسير هي ذاتها الأمكنة والقلوب التي تفخر على الدوام بأن (عسير الصيف) تأبى إلا أن تكون صورة الوطن السعودي الكبير بكل الأسماء والمدن والمناطق وفي قسمات الأوجه من كل أبناء الوطن الذين اختاروا هذه العسير قمة لقاء والتقاء. وتابع أمير عسير في كلمته: (شكراً لقائد علمنا كيف يكون الشعار تابعا للفعل، ولولي عهده الذي سيعود بإذن الله وفيا على العهد، وللنائب الثاني الذي كان عظيم المسؤولية على كامل الوعد).
وأبان سموه: لقد أثبتت عسير عبر تاريخ طويل من تجربتها السياحية أن السياحة كانت رافدا إضافيا إلى نسيجها الاجتماعي، وأن الخوف الفطري المقبول من التأثير السالب للسياحة على الإنسان والبيئة كان معدوما ثانويا بالمقارنة مع مكتسبات الانفتاح البنّاء الذي أتاح لإنسان هذه المنطقة فرصة التلاقح والتعارف والالتقاء بين القواسم المشتركة للإنسان السعودي، وكم هي آلاف الدلالات الموجبة التي اكتسبتها وكسبتها عسير حين أبت لنفسها إلا أن تكون قبلة السياحة الصيفية الأولى على الخارطة الوطنية. وأضاف: نحن نؤمن بأن في العمل السياحي جانباً جوهرياً للفكر السوي المتزن وخصوصاً لقيم العائلة وقطاع الشباب، ونحن هنا في برنامجنا السياحي لا بد أن تكون تلك الفكرة الوسطية لا مكان فيها لتشريق أو تغريب أو فكر شاذ من اليمين أو اليسار.
وكان الحفل المعد لهذه المناسبة قد بدأ بتلاوة آيات من القرآن الكريم، بعدها ألقى رئيس الغرفة التجارية الصناعية بأبها عبدالله المبطي كلمة الرعاة. بعد ذلك ألقيت قصيدتان بهذه المناسبة.
ثم كرم سمو أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان الأمين العام للهيئة العامة للسياحة والآثار، كما كرم سموه المدير العام لوكالة الأنباء السعودية المكلف ورؤساء تحرير الصحف والرعاة وأصحاب المراكز الأولى في بطولة الطيران الشراعي.
عقب ذلك بدأ العرض الفني (الأوبريت) بعنوان عشق أبها من كلمات وألحان عبدالله الشريف وأداء الفنانين صالح خيري وعبدالله القرني ومحمد الزيلعي.
وعرض الأوبريت خمس لوحات تحكي علاقة الحب والانتماء والافتخار بالوطن. وفي الختام تبارت الألعاب النارية في إنارة سماء الحفل.
وفي ختام الحفل أبدى أمير منطقة عسير سعادته بهذا الحفل الذي وصفه بالتميز ونال استحسان الحضور من أبناء المنطقة وزوارها، مؤكدا سموه في تصريح ل(الجزيرة) أن هذا ليس إلا البداية لفعاليات مهرجان أبها هذا العام الذي سيعقبه العديد من الفعاليات المتميزة التي تدخل البهجة على كل زائر ومصطاف للمنطقة.
وأجاب سموه على سؤال من (الجزيرة) عن مدى تعاون الهيئة العامة للسياحة والآثار مع مجلس التنمية السياحية بالمنطقة فقال: لا شك أن دور الهيئة ممثلة في أخي الأمين العام للهيئة صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان مثمر، ونعمل بفريق العمل الواحد فيما يخدم السياحة الداخلية وخصوصا في منطقة عسير.
وعن قناة أبها الفضائية أكد أمير عسير (للجزيرة) أنها تحت دراسة الجدوى، وقال إنه في حالة الاستفادة منها فستكون منبراً إعلامياً ينطلق من أبها، كما أبدى سمو أمين الهيئة العامة للسياحة والآثار الأمير سلطان بن سلمان سعادته بانطلاقة مهرجان أبها يجمعنا، واصفا فعاليات هذا المهرجان بالمتميزة عن الأعوام السابقة. وأضاف أن عسير مقبلة على انطلاقة سياحة وطنية متميزة في الأعوام القادمة وتحديدا ما يتعلق بالمرافق وتطوير الخدمات، وأن أمير عسير حريص على انطلاقة جديدة لمفهوم السياحة، ونحن في الهيئة العامة نعمل يداً بيد مع إمارة المنطقة ومجلس التنمية السياحية ومحافظات المنطقة أيضا بهذه الانطلاقة. وعن انتقال قطاع الإيواء للهيئة أبان سموه (للجزيرة) أن الهيئة تسلمت منذ ستة أشهر هذا القطاع، وقال إننا انطلقنا بخطط مدروسة لتصنيف وتطوير هذا القطاع ليكون لاعباً رئيسياً في تطوير السياحة الداخلية. مضيفاً أننا سنطلق هذا العام برامج التمويل بحسب ما صدر من مجلس الوزراء لإعطاء المواطنين فرصة لتمويل مشاريع وفنادق جديدة. وعسير تحتاج إلى هذا التمويل، واعدا بسماع أخبار سارة عن السياحة الداخلية خلال هذا العام.
وعن انعكاسات الأحداث العالمية سواء الأزمة الاقتصادية أو مرض إنفلونزا الخنازير على السياحة الداخلية أكد سموه أن السياحة الداخلية قوية وتحتاج إلى مزيد من التطوير وأن تكون المرافق في متناول الجميع بأسعار معقولة، مشيرا إلى أن تلك الأحداث ليس لها أي تأثير في السياحة الداخلية. وكشف سموه في حديث مع (الجزيرة) عن نقص كبير في مرافق الإيواء السياحي، والدولة تسعى الآن لتمويل هذا النقص من خلال المنتجعات والمواقع التراثية، والعامان القادمان سيكونان مهمين للسياحة الداخلية ولاسيما أن القطاع السياحي رافد مهم للاقتصاد الوطني. وأبدى الأمين العام للهيئة سعادته بالدور الكبير الذي تقوم به وسائل الإعلام السعودية في دعم وتشجيع السياحة وإبراز أبعادها في كافة المجالات.