استكمالاً للموضوع السابق حول سلوكيات وممارسات بعض أبنائنا وبعض تصرفاتهم الغريبة أو الخطيرة.. وما ينجم عنها من أخطار تنعكس عليهم في حياتهم.. أو ربما تُنهي مستقبلهم بشكل أو بآخر أوكد أنه وحسبما يظهر لي أن هذه السلوكيات الخاطئة في تزايد مستمر.
* يظهر ذلك من متابعة سلوكيات وتصرفات بعض الشباب.. ويظهر ذلك من خلال الأخبار التي نسمعها أو نقرأها.. سواء في الصحافة الورقية أو الصحافة الإلكترونية التي صار كل تركيزها وكل همها وكل هاجسها.. النشر عن الجرائم والمشكلات والتجاوزات والأخطاء (فقط) فصارت أشبه بصحافة الفضائح.
* أعود وأقول.. إن من يسأل أو يتابع دوائر الشرطة أو هيئة التحقيق والادعاء العام أو المحاكم.. أو يتابع نشر ما يصدر عنها من تقارير.. يدرك أن هذه السلوكيات بالفعل وصلت إلى أرقام مزعجة.. وبالتالي علينا التنبه واليقظة والحذر والقيام بدورنا المطلوب تجاه أبنائنا مراقبةً ومتابعةُ وتربيةً واستخدام كل الأساليب التربوية المطلوبة، والحذر كل الحذر من انجرافهم مع شلل أو مجموعات تجرهم إلى هذه المزالق الخطيرة.
* لو تابعت سلوكيات بعض أبنائنا في الأسواق أو في الشوارع أو في المطاعم والمقاهي أو حول المدارس لوجدت ما يندى له الجبين ولاعتصرك الألم والمرارة.
* ستجد طيشاً وتصرفات أشبه بالجنون
* مجموعات يلفها سلوك غريب
* تجد في يد كل واحد سيجارة
* وتجد كل واحد منهم يتصرف برعونة
* وتجد مزاحاً من النوع الثقيل
* وتجد تصرفات مخيفة.. وكل هذا ربما يقود إلى كارثة
* والكارثة عندما تقع فإنما تقع خلال ثوان وبتصرف غير محسوب، وأبسطه أن ينطلق شاب بسيارته مسرعاً (طاير) ويتجاوز الإشارة الحمراء ثم يتسبب في حادث مروري شنيع يخلف قتلى وجرحى قد يكون واحدا منهم ويُنهي حياته أو مستقبله الحياتي.. وقد يودع السجن بحكم شرعي يصل إلى عشر أو عشرين سنة، وهنا أيضاً يضيع مستقبله حيث يمضي الجزء الأهم من عمره وزهرة شبابه في السجن ولا أحد يستطيع مساعدته في تلك الحالات، وقد يقع وسط شلة فاسدة تمارس سلوكيات أو أعمالا خطيرة.. مخدرات.. معاكسات وتوابعها.. إرهاب مع اختلاف هذه الجرائم إلا أنها كلها تقود في النهاية إلى السجن ومهالك السجن لسنوات.
* قضايا كبيرة لشبابنا بدأت صغيرة.. أو حصلت خلال غمضة عين ومع ذلك كانت كفيلة بإنهاء حياته.. إما بالموت أو بالعجز المرضي أو خلف قضبان السجن فمن يعتبر؟!
* تمنيت لو يضاف إلى المناهج الدراسية (مادة) ولو مرة بالشهر وليس كل أسبوع تُدرس فيها مثل هذه الأمور، يقوم بتدريسها إما ضباط من الشرطة أو محققون من هيئة التحقيق والادعاء العام أو رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أو قضاة أو ضباط سجون أو مختصون من خبراء تربية واجتماع وعلم نفس وعلوم الشريعة وهكذا.
* يجب أن تبسط هذه القضايا وهذه السلوكيات بكل وضوح أمام شبابنا ويُعرفون بنهاياتها.
* يجب أن تسرد عليهم جملة من القضايا المضبوطة والموجودة لدى دوائر الشرطة أو هيئة التحقيق والادعاء العام أو المعروضة أمام المحاكم أو القضايا المنتهية بأحكام شرعية.
* يجب ألا نعطيهم موضوعات جافة أو موضوعات عمومية بل يجب أن ندخل في الموضوع بشكل مباشر ونسرد لهم جملة من القضايا التي حصلت ونقول إن هناك أشخاصا حصل منهم كذا وحصل عليهم كذا، فمنهم من مات ومنهم من صار في حكم المعوقين ومنهم من دخل السجون لمدة عشر أو عشرين سنة، ثم نوضح لهم كيف أن هؤلاء الشباب وبأيديهم أنهوا حياتهم أو حطموا مستقبلهم.
* لا بد أن نغزو المدارس ونصل إلى هؤلاء الشباب ونعطيهم دروساً مباشرة بطريقة مشوقة ومقبولة وليس بأسلوب مدرسي جاف لا يحظى بالقبول.
* لا بد أن نحرص على أن نجعلهم يصغون لنا ويدركون ماذا نقول وماذا نريد أن نصل إليه.
* عندما تجلس مع ضباط شرطة أو مع رجال هيئة التحقيق والادعاء العام أو مع بعض القضاة أو مع رجال الهيئة تسمع عن قضايا مخيفة تورط فيها شبابنا أنهت حياتهم أو حطمت مستقبلهم، يجب أن تُنقل هذه القضايا إلى الشباب كل الشباب يجب أن يسمع شبابنا مثل هذه الممارسات التي أفضت إلى كوارث.
وليس هناك أصدق ولا أبلغ تأثيراً من أن تسرد قصصاً حقيقية (دون الإشارة للأسماء).
* وليس هناك أكبر تأثيراً من أن يُقدم مثل هذه المواد رجال شرطة أو رجال قضاء أو رجال هيئة التحقيق أو هيئة الأمر بالمعروف.
* أجزم بأن الشباب سيصغون وسيتأثرون وستترك هذه الدروس لديهم أثراً بالغاً.
* يجب ألا نغفل عن قضايا شبابنا ولا نكتفي بمجرد محاسبتهم ومعاقبتهم.
* يجب ألا نكتفي بدور الشرطة وهيئة التحقيق والادعاء العام والمحاكم، بل يجب أن نعمل بكل ما نملك من إمكانات لتفعيل الأساليب الوقائية والتوعوية.
* يجب أن نعرف كيف نصل إلى عقول هؤلاء الصغار والشباب ونستخدم أساليب التوعية المقبولة ذات الأثر الفعال.
* ليت هذه القضية تُطرح للنقاش ونبسط فيها كل الآراء ونسمع من الجميع، علنا نخرج بخطة أو تصور شامل لمعالجة هذا الأمر الخطير الذي يهدد مستقبل شبابنا.