Al Jazirah NewsPaper Saturday  11/07/2009 G Issue 13435
السبت 18 رجب 1430   العدد  13435
على مدى عام دراسي كامل
صحة الرياض تنجح في ترسيخ مفاهيم الصحة من خلال حملة (النظافة وقاية)

 

إعداد : خالد الحارثي :

في إطار خططها وبرامجها الصحية (الوقائية والعلاجية والتأهيلية) للحفاظ على صحة وسلامة المواطنين والمقيمين بمنطقة الرياض بكافة شرائحهم نفذت الشؤون الصحية بمنطقة الرياض الحملة التوعوية لطلاب مدارس منطقة الرياض تحت شعار (النظافة وقاية)، وذلك على مدار العام الدراسي الحالي 1429-1430هـ. وهدفت صحة الرياض من خلال تنفيذ هذه الحملة إلى تعريف الطلاب بالمفاهيم الأساسية للنظافة، وغرس المبادئ الأساسية للنظافة، وجعل الطلاب وسيلة لنقل المعلومات للآباء والطلاب الآخرين، وتغيير المفاهيم الخاطئة لدى الطلاب وذويهم.

وجاء التركيز من خلال هذه الحملة على شريحة الأطفال (طلاب المدارس) واستهدافهم للتأكيد على أن الكثير من الممارسات المتعلقة بالنظافة تمثل عادات مستمدة من ثقافة المجتمع.

كما يأتي تنفيذ هذه الحملة إيماناً من صحة الرياض بأن تغيير الكثير من الممارسات والسلوكيات الخاطئة يكون أكثر فعالية في السنوات الأولى من عمر الإنسان، بالإضافة إلى أنهم قناة فعّالة لنقل الرسائل التوعوية لآبائهم أو للأطفال الآخرين؛ حيث إن الآباء أنفسهم يكونون أكثر تقبلاً للرسائل العفوية التي يستقبلونها من أطفالهم؛ لأنها تبعدهم عن الحرج.

وبشهادة الطلاب أنفسهم وأولياء أمورهم فقد حققت الحملة أهدافها المرجوّة والمتمثلة في ترسيخ المفاهيم المعززة للصحة العامة والشخصية وصحة البيئة، وفي المقابل تصحيح المفاهيم الخاطئة؛ حيث أصبح الطلاب نواة حقيقية لنشر الوعي الصحي داخل أسرهم وداخل الحي والنادي الذي ينتمون إليه.

مظهر صحي

وقد أكدت الحملة طوال العام الدراسي المنصرم وخلال برامجها التوعوية على أهمية محافظة الطلاب على نظافة ملابسهم وكتبهم وكذلك المحافظة على نظافة فصلهم من جدران وكراسي وطاولات، وكذلك المحافظة على نظافة ساحة المدرسة والمحافظة على نظافة الحافلات تمثل آداب إسلامية يجب أن يحرصوا عليها، لما تلعبه من دور كبير في الحفاظ على الصحة العامة والوقاية من الأمراض حيث اهتم ديننا الإسلامي بصحة الإنسان عامة وبصحة الطفل خاصة، واعتبر أن جسم المسلم أمانة يجب أن يحافظ عليها، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لبدنك عليك حقا)، فعليك أيها الطالب أن تحافظ على نظافة جسمك وعلى صحتك وذلك بأداء بعض التدريبات الرياضية الخفيفة يوميا والابتعاد عن كل ما يؤذي جسمك أو يسبب لك الإمراض، فحرصك على الوضوء يجعل جسمك نظيفا، وكذلك عنايتك بتقليم أظافرك وتقصير شعر رأسك، ولقد علمنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - إن تقليم الأظافر من الفطرة. وغسل يديك قبل الأكل وبعده وبعد استعمال المرحاض وكذلك غسل الشعر يوميا وتغيير الملابس الداخلية والخارجية وتنظيف الأسنان وعدم المشي بدون نعال، وعدم البصق على الأرض لأن كثير من الأمراض تأتي من رذاذ الفم.

وتنقسم النظافة العامة إلى ثلاثة أقسام مهمة وهي النظافة الشخصية ونظافة الطعام والشراب ونظافة البيت والبيئة.

وتشمل النظافة الشخصية نظافة الجسم والطعام والشراب، حيث تقي نظافة الأيدي من انتقال الأمراض إلى الجسم والى الطعام، وفي المقابل تتسبب الأيدي المتسخة في الإصابة بأمراض كثيرة، لذلك يجب عليك غسل الأيدي بالماء والصابون دائما قبل الأكل وبعده وكذلك بعد استعمال دورة المياه وبعد لمس المريض وقبل إعداد الطعام.

نظافة البيئة

أما نظافة البيت والبيئة فإنها تتطلب الاهتمام بتنظيف دورة المياه وعقّمها بالمطهرات وكذلك جمع النفايات بطريقة صحيحة وسليمة وضعها في وعاء محكم الإغلاق واحرقها في مكان خاص والمحافظة على البيت نظيفا وخاصة الأرضية والنوافذ والأبواب والخزائن مع غسل الشراشف والملابس وانشرها تحت أشعة الشمس وعدم رمي المياه القذرة خارج البيت كي لا تصبح مكانا لتكاثر البعوض وعدم البصق على الأرض لأن كثيرا من الأمراض تأتي من رذاذ الفم وغلّق جميع الثقوب التي يمكن أن تدخل منها الجرذان والحشرات وعدم رمي النفايات في مياه البحر لأنها تضر بالأحياء المائية وتلوث المياه.

ولقد اهتمت الدولة بنظافة البيئة وتبذل جهودها من اجل المحافظة عليها، حيث تقوم البلديات بعمل دؤوب للمحافظة على نظافة البيئة لذا يجب علينا جميعاً كبار وصغار المحافظة الدائمة على النظافة والنظام في كل نواحي الحياة.

وسائل الوقاية

وعن هذه الحملة وما حققته من نتائج تحدث الأستاذ خالد العرابي الحارثي نائب مدير الإعلام والنشر بصحة الرياض فقال: تحظى النظافة الشخصية باهتمام واسع وكبير من الوجهة الصحية كما تنال أهمية كبرى وهي مقياس لاحترام الشخص وقبوله في المجتمع، كما أنها إحدى الوسائل المهمة للوقاية من الأمراض المعدية.

ويقصد بالنظافة الشخصية نظافة جميع أعضاء الجسم خاصة الأماكن الكثيرة التعرض للتلوث كالوجه واليدين والأظافر ومخارج الجسم عموماً والأماكن الكثيرة الإفراز كالقدمين والإبطين وثنيات الفخذين.

وتمثل العناية بأكثر أعضاء الجسم تعرضاً للتلوث والتي تأخذ أشكالاً عديدة أهم مظاهر النظافة الشخصية حيث يجب العناية بنظافتها وغسلها بالماء والصابون بعد قضاء الحاجة وقبل وبعد تناول الطعام حيث روى أنس بن مالك رضي الله أنه سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول (من أحب أن يكثر الله خير بيته فليتوضأ إذا حضر غذاؤه وإذا رفع) والمراد بالوضوء هنا غسل اليدين. وعن أبي هريرة رضي الله أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال) من نام وبيده غمر لم يغسله وأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه (ويقصد بالغمر ريح الطعام).

ومن أوجه النظافة الشخصية العناية بالأظافر حيث إنه من الضروري العناية بالأظافر وقصها لأنها تراكم القاذورات بينها وبين الأصابع والامتناع عن قضمها لأنها تؤدي إلى غرس الجراثيم داخل الجلد تحت الأظافر.

وأضاف الحارثي: كما تمثل العناية بالوجه أحد أوجه هذه النظافة حيث يجب غسل الوجه بالماء والصابون قبل النوم وعند الاستيقاظ صباحاً.

أما الاستحمام والعناية بالجسم عموماً فهو يعتبر ضروري مرتين أسبوعياً شتاء وصيفاً يومياً بالماء مع تغيير الملابس الداخلية للمحافظة على نظافة الجسم وإزالة إفرازات الجلد الدهنية والتخلص من رائحة العرق، الجلد يغطي جميع الجسم وبه فتحات الغدد العرقية والغدد الدهنية ويتكون من طبقتين، وله وظائف هامة لذا وجبت العناية بنظافة الأنسجة الداخلية من الأشعة الشمس )، فهو يحفظ حرارة الجسم، والإفرازات العرقية والدهنية التي تفرز منه تقيه من الجفاف والخشونة، ويتكون فيه فيتامين (وهو ضروري لصحة الجسم .

وقد حثنا الدين الإسلامي الحنيف على النظافة الشخصية لقوله تعالي في كتابه الكريم (وثيابك فطهر) كما جاء في السنة الشريفة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم (النظافة شطر الإيمان).

مهمة صعبة

من جانبه تحدث السيد فرانك هوفس مدير عام شركة ديتول بالمملكة فقال: توعية المجتمع بالنظافة الشخصية وانعكاسها على صحته أمر في غاية الصعوبة لاختلاف آلية انتقال البكتيريا والفيروسات من شخص إلى آخر.. وأضاف هوفس: أننا في شركة ديتول حاولنا في هذه الحملة التركيز على الطرق الشائعة التي يمكن من خلالها انتقال البكتيريا والفيروسات إلى أبنائنا والآلية المثلى للتخلص منها.

وهدفنا الأسمى في ديتول هو ترسيخ الأسس الصحيحة للنظافة بين أفراد هذا المجتمع ولا سيما الأطفال، لذا أطلقنا بالتعاون مع وزارة الصحة حملة (النظافة وقاية) قمنا من خلالها بعمل زيارات لطلاب المدارس بهدف توعيتهم بأهمية النظافة الشخصية ليصبحوا بمثابة سفراء للحملة في منازلهم وبين أقرانهم من خلال تعليمهم الأساسيات التي تتمثل في آلية غسل اليدين وتطهيرها بالإضافة إلى تطهير أجزاء الجسم الأخرى لضمان حمايتهم من مسببات الإصابة بالأمراض.

وأضاف: كانت الحملة في سنتها الأولى تستهدف 600000 طالب في مختلف مناطق المملكة الكبرى، وستؤتي هذا الحملة ثمارها في القريب العاجل لما يمتلكه أبناء هذا الوطن من قابلية في اكتساب كل ما من شأنه مساعدتهم على الحفاظ على صحتهم وزيادة ثقافتهم ووعيهم الذي سينعكس قريباً على من حولهم.

تفاعل الطلاب

من جانبهم أعرب عدد من طلاب المراحل

الابتدائية والمتوسطة والثانوية بمنطقة الرياض عن سعادتهم بالمشاركة في فعاليات حملة النظافة الشخصية التي نظمتها المديرية العامة للشؤون الصحية بمنطقة الرياض مؤخراً تحت شعار: (النظافة.. وقاية).. مؤكدين استفادتهم الفعلية من هذه المشاركة التي انعكست إيجاباً على سلوكياتهم وممارستهم اليومية وذلك من خلال تطبيقهم العديد من النصائح والإرشادات الصحية التي تلقونها من القائمين على الحملة من وزارة الصحة ووزارة التربية والكتيبات والمطبوعات وكذلك العروض المسرحية التي عرضت أثناء الحملة.

ويقول الطالب فهد الشمري بالمرحلة المتوسطة إننا كنا قبل الحملة لا نعي خطورة كثير من الممارسات الخاطئة مثل عدم تقليم الأظافر وعدم غسل الأيدي قبل الأكل.. أما بعد الحملة فقد وقفنا على فوائد النظافة الشخصية ودورها الحيوي في الحفاظ على الصحة العامة والوقاية من الأمراض والأوبئة.. ونأمل من وزارة الصحة الاستمرار في تنفيذ مثل هذه الحملات التي تستحق الثناء لأنها تتعلق بالحياة اليومية والصحة الشخصية والمجتمعية.

أما الطالب عايض القحطاني بالصف السادس الابتدائي يقول إننا كنا نمزح مع بعضنا البعض دون مبالاة ومعرفة بخطورة هذا المزاح الذي قد يسبب الكثير من الأمراض حيث كنا نعطس في وجه بعضنا البعض.. مشيراً إلى أن الحملة علَّمتنا خطورة هذه الممارسة على صحتنا وصحة أُسرنا عندما ركزت من خلال فعالياتها المختلفة على كيفية الوقاية من الأمراض والابتعاد عن مسبباتها قدر الإمكان.. مؤكداً أنه تحصَّل على كثير من المطويات التي تشير إلى أساليب التوعية الصحية والحفاظ على الصحة العامة والذي قام بدوره بنقلها إلى البيت حيث اطلع عليها أفراد الأسرة.

ويؤكد الطالب عبد العزيز الدوسري بالمرحلة الثانوية ضرورة مثل هذه الحملات لتوعية الطلاب وبخاصة الذين شارفوا أو يعيشون مرحلة المراهقة لأنهم في هذه المرحلة لا يهتمون إلا بإشباع رغباتهم دون معرفة عواقب ما يفعلون فتجدهم يأكلون في الطرقات دون الاكتراث بملوثات الهواء كما أنهم ينشغلون عن النظافة الشخصية على حساب سلوكيات أخرى يعتقدون أنها أهم مثل شرب الدخان والشيشة.

وعن تأثير هذه الحملة على سلوكيات الطلاب يقول والد الطالب محمد الشهري إن ابنه محمد تغيَّر لديه كثير من السلوكيات والممارسات الخاطئة.. بل أصبح كثير الاهتمام بالنظافة الشخصية، حيث أصبح يتأكد من نظافة ثوبه الذي سيذهب به صباح الغد إلى المدرسة منذ الليل وكذلك أصبح يهتم بتقليم أظافره وحلق شعر رأسه.. مشيراً إلى أن ابنه ذهب إلى أكثر من ذلك عندما قام بتقليم أظافر جدته وإخوته الصغار وينصح الكبار بالاهتمام بالنظافة الشخصية.

نظافة الغذاء والماء

وفي ذات السياق وضمن النشرات والمطبوعات التي نشرتها حملة (النظافة وقاية) فقد أثبتت الدراسات والبحوث العلمية أن الموارد الغذائية تعد من الأوساط الملائمة لنمو الجراثيم بكافة أنواعها في حال لم يكن التعامل بالشكل المطلوب من حفظ وطهي وتناول وتخزين وغيرها من أشكال التعامل مما يوجب علينا العناية بنظافة الغذاء من خلال جوانب مهمة أبرزها العناية بنظافة المطبخ وخزانة الطعام والأواني والأدوات المستخدمة، وتغطية صندوق القمامة وإفراغه باستمرار، وكذلك منع وجود الحشرات والحيوانات بالمطبخ مع الاهتمام بالنظافة الشخصية والمتمثلة في غسل اليدين جيداً قبل تجهيز الطعام، تغطية الجروح والحروق بالأيدي قبل التعامل مع الغذاء، وغسل الخضراوات والفواكه بشكل جيد كما انه يفضل عدم استخدام الأواني المنزلية القابلة للصدأ.

وتواجه عناصر الغذاء والطعام تحديات كبيرة تهدد سلامتها وصلاحيتها للاستخدام الآدمي أهمها الميكروبات التي تلوثها، ويأتي في مقدمة موارد الغذاء التي تتعرض لخطر التلوث المياه والتي تعتبر عموده الفقري وأهم مكوناته؛ حيث قال تعالى {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَي أَفَلَا يُؤْمِنُونَ} بل يعتبر الماء عنصرا ضروريا في استمرار الحياة. وتتعدد ملوثات الماء التي تغير لونه الطبيعي أو مذاقه أو رائحته مثل الملوثات الكيميائية والمتمثلة في مبيدات والملوثات العضوية مثل الجراثيم والديدان والطفيليات والملوثات الصناعية والمياه المستعملة كالمجاري.

ومن المهم أن يعي الجميع أن نظافة البيئة أمر يقوم به الإنسان من أجل صحته وإن الإنسان الجاهل هو الذي يسيء إلى البيئة (البيت - الحدائق - الطرقات - الأسواق وذلك من خلال إسهامه في إحداث ملوثات البيئة ومن ذلك سلوكياته المؤدية إلى تخريب البيئة مثل تكسير مقاعد المدرسة، والكتابة على الجدران والعبث بمفاتيح الكهرباء وتقطيع الأشجار بالإضافة إلى وضع الأوساخ داخل الفصل وفي ساحة المدرسة أو في قارعة الطريق من داخل السيارة.

لذا كانت التوجيهات الإسلامية واضحة وصريحة في هذا الشأن لقول النبي -صلى الله عليه وسلم- (اتقوا الملاعن الثلاث: التبول في الموارد وفي الظل وفي طريق الناس). وقوله -صلى الله عليه وسلم- (إماطة الأذى عن الطريق صدقة).

أسلوب حضاري

وتعد النظافة سلوكاً بناءً للإنسان المتحضر في جميع مجالات الحياة، من مدرسة ومنزل وشارع ومكان عمل وذلك لما لها من مزايا وفوائد تعود على الفرد والمجتمع منها الأمن الصحي، حيث تقل معدلات الاحتمال لانتشار الأوبئة والأمراض المعدية. ولقد علمنا القرآن منذ 14 قرناً ما هي البيئة وفرض علومها على المؤمنين، حيث بها تتم تنميتها واستثمارها والمحافظة على نظافتها.

وتنعكس النظافة على حياة الفرد والمجتمع بشكل مباشر، وقد حث ديننا الإسلامي على النظافة والالتزام بها في أكثر من موضع في الكتاب والسنة، فوصل بذلك إلى أعلى درجات الرقي والتحضّر وساد العالم بتعاليمه، بل يعتبر الإسلام دين النظافة لقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم: (نظّفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود)، ويمثّل الوضوء أبسط صورة حقيقية للنظافة؛ فغسل الوجه وسائر الأعضاء الأخرى (5) مرات يومياً هي النظافة بحد ذاتها.

ومن هنا يجب علينا المحافظة على البيئة لأنها هبة ونعمة من الله تعالى تستوجب الشكر والرعاية والمحافظة عليها نظيفة والعمل على تصحيح كثير من السلوكيات الخاطئة التي سادت في هذا العصر العالم بصفة عامة ومجتمعنا بصفة خاصة، حيث شوّهت يد الإنسان الكثير من جمال البيئة وقلّلت من نفعها وأفسدت عناصرها (الماء والهواء والغذاء) مما أسهم بشكل مباشر في تفاقم خطر التلوث البيئي، حيث إن الكثير منا لا يستطيع التحكم في بيئته ما لم يتحكم في نفسه عن طريق الاهتمام بنظافة الشوارع والبيوت.

نشر الوعي

كما يجب علينا نشر الوعي من أجل حماية البيئة للحد من الخطر المحدق بنا نتيجة السلوك السلبي للإنسان، فقد حثنا الدين الإسلامي على الجوانب الروحية وأكد على نظافة الروح والقلب وطهارتهما حتى يسمو الفرد إلى أعلى درجات الإيمان لقول رسولنا الكريم:( النظافة من الإيمان).

وحتى نكون جميعاً من المواطنين الصالحين المستقيمين بمشيئة الله علينا المحافظة على النظام والنظافة في بيئتنا، والمحافظة على الحدائق العامة التي تعطي الدولة أو الأرض التي تعيش عليها صورة جميلة، كما علينا المحافظة على نظافة المدرسة وعدم إلقاء المخلفات إلا في الأماكن المخصصة لذلك لقوله تعالى:(وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ) صدق الله العظيم، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:(إن الله طيّب يحب الطيّب، نظيف يحب النظافة..) حيث يعلمنا في هذا الحديث الشريف الرسول صلى الله عليه وسلم إن الله تعالى طيّب في صفاته وأقواله وأفعاله، وأنه سبحانه وتعالى يحب من عباده أن يطيعوه بالطيبات من الأقوال والأفعال، كما يحب لعباده أن يتناولوا من طيّبات الطعام والشراب والزينة. ويعلمنا الرسول صلى الله عليه وسلم أن الله نظيف يحب المؤمن النظيف في جسمه وقلبه وثيابه وبيته ومسجده وبلده. وقد دعا الإسلام إلى سبل النظافة كالغسل والوضوء والسواك وتقليم الأظافر وإزالة الأوساخ.

وإن أبرز مظاهر هذا تكريم من الله تعالى للإنسان هو تسخير البيئة كلها حوله لخدمته ومنفعته، لقوله تعالى: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِّمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً}. وهل يعني هذا التكريم إلا توجيهاً إلهياً بضرورة الحفاظ على البيئة براً وبحراً وجواً. وكذلك الحفاظ على مكوناتها من ماء ونبات وحيوان ومناخ ليستمتع الإنسان بحياته، ويؤدي دوره كسيد لهذه الأرض.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد