روى أحد مسؤولي المستشفيات الكبرى أن منتظري الخدمات السريرية رقم (مئوي) كبير، وفيهم مرضى بالأورام؛ ما يعني أن من لم يبلغوا حتى حظوة (فتح الملف) أضعاف هؤلاء، وهو ما يضيف عبئا على مخططي ومنفذي الخدمات الصحية؛ شأنهم شأن من ائتمنهم الله على قضايا الفقر والتعليم والطرق والإعلام والتوظيف والمخصصات والعمل الاجتماعي الرسمي وعبر مؤسسات التنظيم المدني.
** حقيقة أولى أشار إلى جانب مهم منها الدكتور غازي القصيبي (أعظم الله أجره في توالي أحاسيس الفقد التي عاشها في السنوات الأخيرة، وجاء كتابه (المواسم) معبرا عن ذاكرة وادكار؛ فقد خشي أبو سهيل - حفظه الله - من موقفه غدا بين يدي الله حين يسأله عما صنع لحل مشكلة البطالة؛ فلا يدري كيف يجيب.
** كلنا سنسأل؛ فالمرض والجهل والفقر والكذب والتزييف والحوادث وأدواؤنا الاجتماعية والاقتصادية من صنعنا، ومن شاء إصلاحا فالطريق سالكة، ومن أعيته الوسيلة فليعتذر من الله قبل ألا يكون عذر ولا عذير، ولا ينفع تفسير ولا تبرير.
** الخوف من الله ليس مرتبطا بشكل يصنعه الواهمون الذين يزكون أنفسهم بمظاهرهم؛ ف(التقوى هاهنا) و(رب أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره)، ويجافي الحقيقة من يظن خيرا من هيئة مجردة، ومن خبر الحياة عرف كيف يختبئ بعضنا خلف إطار يبدو جميلاً؛ حتى إذا جربه وجد محتواه مخالفا، أو على الأقل مختلفا.
** وفي عالم الإعلام تتصدى أقلام لمحاولة إخفاء الندوب، أو ترتيق العيوب، وربما نفوا أن فينا من يتسول الخدمة، أو يتوسل بمن يتسول، أو يحتاج إلى معروض يقدمه بين يدي حقه وأحقيته، وإثمها الاجتماعي أكبر من إثم المسؤول الذي لا يحاسب أداءه كل ساعة؛ فيرى كيف أفاد، وماذا استفاد.
** لم يعد الزمن آذنا بتعتيم؛ فالصورة الحية المباشرة في متناول الجميع بلمسة زر، ولمن لا يعلم ؛ فلدينا - في العالم العربي - نصف مليون مدون، أي نصف مليون كاتب (غير رسمي)، ومعظمهم من الشباب، وفيهم واعون ومثقفون (من الجنسين)، والرقم ضئيل؛ لا يمثل سوى واحد في المائة (فقط) من مدوني العالم، وهؤلاء لا تحكمهم (الرقابة) - مهما أحكمت واستحكمت -؛ ما يجعل الرأي (الكتابي) الرسمي محدود التأثير أمام الآراء غير المعروفة التي يقدم بعضها طرحاً راقياً يتوارى أمامه القادرون، والواقع المتغير والمتطور بسرعة مذهلة بحاجة إلى من يفهمه ويتفهمه، مدركا أن (لكل زمان دولة ورجالا) ونساء كذلك.
** الرقيب الذاتي أقوى وأبقى.