Al Jazirah NewsPaper Tuesday  07/07/2009 G Issue 13431
الثلاثاء 14 رجب 1430   العدد  13431
لقاء الثلاثاء
مأزق الشركات الراعية
عبدالكريم الجاسر

 

المأزق الذي وضعت شركة (زين) واتحاد الكرة الأندية السعودية فيه هو حديث الساعة.. فالعقد الاستثماري الذي وقعته هيئة دوري المحترفين السعودي يبدو أنه تجاوز الحدود المفترض أن يشملها العقد ليصل إلى قمصان اللاعبين الخاصة بالأندية.. وهذا حق من حقوق الأندية هي الأولى باستثماره ولا يجب أن يشاركها فيه أي جهة كانت حتى وإن كانت الجهة المنظمة والراعية للدوري.. وهذا ما نشاهده في الدول الأخرى وأعني هنا الدول الأوروبية.. فالدوري الإنجليزي على سبيل المثال هو دوري (باركليز) بموجب الرعاية الحصرية للدوري، لكنه لم يصل إلى قمصان اللاعبين وإنما يكتفي بالمسمى الخاص بالدوري والنواحي الإعلامية المحيطة به من إعلانات داخل الملعب ومؤتمرات صحفية وما إلى ذلك، بينما تستفيد الأندية من قمصان لاعبيها وتستثمرها بالشكل الذي تراه يحقق مصالحها..

ولو تحدثنا بمنطق (المال) فإن شركة تمنح نادياً واحداً مبلغ 70 مليون ريال في العام سيكون من مصلحتها أن تدفع 100 مليون سنوياً لتحصل على كل الأندية كما هي (زين).. ونفس الشيء ينطبق على الاتصالات التي ترعى أربعة أندية بمبلغ يتجاوز الـ124 مليون وبالتأكيد أنها مستعدة لدفع مبلغ أكبر من (زين) للحصول على ما حصلت عليه (زين) مقابل 100 مليون سنوياً..

** شخصياً سبق أن أشدت بالفكرة ونجاح هيئة دوري المحترفين في توقيع العقد لكن عند اتضاح التفاصيل أجد أن المبلغ زهيد وزهيد جداً إذا كان سيوضع شعار (زين) على قمصان جميع الأندية السعودية.. فالمسألة هنا تختلف والوضع يحتاج إلى إعادة نظر بوضع مصلحة الأندية ورعايتها وقبل ذلك الالتزام بالعقود والاتفاقات في المرتبة الأولى لأن الأندية أحوج وأكثر استفادة من مبالغ رعايتها، فالهيئة لن تكون خدمت الأندية حين تحرمها من عشرات الملايين من الرعاية وتقدم لها بضعة ملايين بالتأكيد لن يتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة.. فضلاً عن التأثير السلبي لمثل هذا الوضع على مستقبل الاستثمار وابتعاد الشركات عن الدخول في المجال الرياضي طالما الأمور ستصل إلى هذا الحد.. وبدون شك فإن إيقاف دفعات شركات الرعاية للأندية حدث غير طبيعي ونذير كارثة ستحل بالأندية، خصوصاً أن لديها العديد من العقود الضخمة مع اللاعبين والأجهزة الفنية وغيرها من الالتزامات، ولو أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب تدخلت في عقود الأندية مع الشركات لتضع فيها من الشروط ما يحمي توجهاتها وأنظمتها بدلاً من البصم بالعشرة على العقود ومن ثم نقضها لكان أفضل وأكثر فائدة ولجميع الأطراف.. ولعلني هنا أؤكد على أن مثل هذا الوضع سيجد الحل المرضي والعادل لجميع الأطراف طالما يقف على رأس الهرم الرياضي لدينا صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد وسمو نائبه الأمير نواف بن فيصل، فهما الأحرص على مصالح الأندية وعلى إرساء قواعد ثابتة وراسخة لمستقبل واعد للرياضة السعودية بإذن الله. وبالتأكيد فإن مثل هذا الوضع يتطلب مساءلة ومحاسبة الإدارات المسؤولة عن حدوث مثل هذه الإزدواجية المزعجة في عقود الرعاية..!

لمسات

** إدراج الأهلاويين لاسم الشيخ عبدالرحمن بن سعيد ضمن المكرمين من قبل خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله- بصفته رئيساً سابقاً للأهلي لمدة سنتين وثمانية أشهر (تقريباً) يؤكد الرقي الأهلاوي والعقلية الأهلاوية الناضجة التي تحفظ التاريخ وتفخر بكل من ساهم في وضع لبنة من لبنات تأسيس هذا النادي العظيم..

والأهلاويون وهم يتوجون بسفير الوطن يقدمون الدروس المجانية لكيفية التنافس الرياضي الشريف وكيفية الإسهام إيجابياً في خدمة شباب الوطن عبر الرياضة.

***

** يقول أحد الهلاليين إن مغادرة ويلهامسون ستحدث فراغاً في الجهة اليمنى سواء في الوسط أو الهجوم وذلك بالنظر لعدم توفر نوعية ويلهامسون في بدلاء الهلال.. فباستثناء عمر الغامدي لا يوجد من يستطيع أن يلعب في الوسط الأيمن بخلاف ويلي..

الرأي الهلالي فيه من المنطقية الشيء الكثير.. وقد أجبته بأن الإدارة الهلالية المحترفة تؤمن كل متطلبات المدرب ولا تتدخل في اختياراته وهذا هو ما حدث مع كوزمين الذي قدم فريقاً لا يهزم ولذلك فهي ستستمر في نفس النهج.. وعلى أي حال فالموسم طويل ولدى الهلاليين الوقت لمعالجة أي وضع فني لفريقهم يتضح خلال الموسم، فلا توجد مشاركات قريبة وفي الدوري، خصوصاً دوره الأول لن يكون على الهلال أي خوف بكل تأكيد.

***

** الوضع المعلق للنجم الشاب الدولي عبدالله الزوري يحتاج إلى تدخل سريع لحسم أمر التوقيع معه قبل أي صفقة أخرى، فالحفاظ على لاعبي الفريق أهم من أي لاعب قادم.

***

** بعد الصفقات الضخمة لريال مدريد الإسباني سيكون الفريق الملكي الأكثر مشاهدة على مستوى العالم في الموسم القادم.. فقد جمع المتعة بجميع أطرافها وإذا ما نجح في ضم الفرنسي ريبيري فسيكون بذلك قد جمع أفضل لاعبي العالم.

***

** البعض يعتقد أنني ضد المدرب الوطني.. ولهؤلاء أقول: إنني أبحث عن الكرة الحديثة والمتطورة والمدرب المؤهل علمياً والقادر على إفادة فريقه وتطوير أداء لاعبيه وأساليب لعبهم ومستوياتهم وهذا أقوله عن أي مدرب سواء كان وطنياً أو أجنبياً.. لأن التدريب اليوم والكرة عموماً علم قائم بذاته حيث أصبحت مهمة اللاعب نقل الكرة وفق أساليب اللعب المتطورة التي تركز على السرعة والجماعية والجمل التكتيكية ولعب أطول فترة ممكنة بالكرة، حيث تقاس هذه الأمور بالكمبيوتر الذي يوضح كم يجري اللاعب من كيلومترات وكم تمريرة صحيحة لعبها وكم سدد على المرمى وما إلى ذلك وإذا وجد من المدربين من يقدم لنا ذلك فأهلاً وسهلاً سواء كان أجنبياً أو وطنياً..!

***

** نجاح سمو الأمير عبدالله بن مساعد في تخفيض قيمة عقد الكوري الجنوبي لي يونج من مليون وثمانمائة يورو لمدة موسمين يؤكد أهمية التفاوض الجاد والأمين الباحث عن المصلحة العامة وعدم إهدار الأموال جزافاً.. وهذا ما فعله ويفعله دائماً سموه في كل ملف يتولاه.. لذلك أتمنى ألا تبرم الإدارة الهلالية أي صفقة ما لم يصادق عليها أمير الاستثمار عبدالله بن مساعد..!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد