وادي الدواسر -رصد وتصوير قبلان الحزيمي
ما أن لاحت بشائر الخير بقرب نضج تمور النخيل بوادي الدواسر واكتست حبات البلح بألوانها الحمراء والصفراء حتى تسابق تجار التمور من داخل المملكة وخارجها للظفر بشراء أكبر قدر من ثمار مزارع النخيل بمحافظتي وادي الدواسر والسليل بأسعار مرتفعة نسبياً هذا العام، حيث الطلب المتزايد على شراء نخيل تمور السري خاصة وبأسعار تجاوزت العام الماضي بحوالي 10%، وتعد الأسعار الجديدة معتدلة كونها تحقق توازناً بين إيرادات ومصروفات مزارع النخيل ذات الدخل السنوي والمصروف اليومي خاصة مع ارتفاع تكاليف الإنتاج.
ودخلت عدة شركات وطنية في المنافسة على طلب تمور وادي الدواسر بالإضافة لتجار التمور المصدرين للدول المجاورة والتي يأتي على رأسها دولة اليمن الشقيقة، وكان لقلة الإنتاج في بعض المناطق والمحافظات التي شهدت جفافاً طيلة السنوات الماضية الأثر الأكبر في توجه الكثير من التجار والشركات إلى تمور وادي الدواسر والسليل، كما أن توافق موسم صرام (جذاذ) النخيل هذا العام مع شهر رمضان زاد من الطلب عليه، فمن المتوقع جاهزية التمور ووصولها للمستهلك هذا العام مع دخول الشهر الكريم.
وتشكل تمور (السري) النوع التجاري الأول في محافظتي وادي الدواسر والسليل وهو الأكثر طلباً من التجار المصدرين ويتميز بقيمته الغذائية الممتازة بالإضافة لتحمله ظروف النقل والتخزين لفترات طويلة، يليه تمور الخلاص بنوعيه (خلاص الوادي وخلاص الحسا) والذي يزداد الطلب عليه محلياً برغم أسعاره المرتفعة ويشاركه في ذلك تمور الصقعي والهشيش وبعض أنواع النبوت حيث وصل سعر كرتون الموز الكبير سعة 20 كيلوجراماً من خلاص الحسا إلى 275 ريالاً ومن خلاص الوادي 180 ريالاً بينما وصل سعر الكرتون من الهشيش إلى 200 ريال.
وطرق بيع محصول ثمار النخيل بوادي الدواسر قد أخذت مساراً جديداً خلال السنوات الخمس الماضية بعد زيادة التجار المتنافسين على الشراء حيث كانت طرق بيع التمور بعد نضجها تحدث بطريقة الوزن المتعارف عليها منذ القدم ثم تحولت الآن إلى البيع بكامل المزرعة بحيث يتولى التاجر صرام تلك الثمار وتسويقها بعدة طرق حسب حاجة وجهة التسويق ومسافة النقل.
ولم يعتد المزارعون بيع ما يسوّق رطباً على مثل هؤلاء التجار حيث يتم تسويق ما يجنى من تلك المزارع يومياً ويشتريه المستثمرون في تجارة الرطب من السوق في (بورصة) ترتفع وتهبط حسب العرض والطلب اليومي في أسواق المملكة المستهلكة لتلك التمور وتعتبر أسعارها هذا العام مناسبة حيث بلغ متوسط سعر الفلينة من الخلاص سعة 1 كلجم تقريباً حوالي 8 ريالات بينما تقل أسعار بعض الأنواع الأخرى عن هذا السعر.
ووفقاً لأحد مزارعي النخيل ومنتجي التمور بوادي الدواسر فإن عدداً كبيراً من مزارع النخيل بالمحافظة قد بيعت بأكملها مبكراً هذا العام. من جانبهم جدد المزارعون مطالبتهم بلدية وادي الدواسر بتخصيص سوق للتمور بالمحافظة التي تعد من أكبر المناطق الزراعية في إنتاج التمور بعيداً عن العشوائية التي شهدتها الأسواق المبعثرة وتذمر منها المواطنون كثيراً من منتجين وتجار ومستهلكين خلال الأعوام الماضية والتي لم يظهر أي بوادر هذا العام لتحسينها حتى كتابة هذا التقرير.
وناشدوا المجلس البلدي بالمحافظة بمناقشة شكواهم واستعجال وضعها حيز التنفيذ، كما طالبوا بالتنسيق بين كافة الجهات ذات العلاقة لجعل مثل هذه المواسم مهرجاناً تسويقياً وسياحياً أسوة بعدد من مناطق المملكة الزراعية.
يذكر أن محافظة وادي الدواسر تعد أول المناطق الزراعية في طرح الإنتاج الجديد من الرطب والتمور في كل عام ويصل تسويقها إلى معظم مناطق المملكة والدول المجاورة.