Al Jazirah NewsPaper Tuesday  30/06/2009 G Issue 13424
الثلاثاء 07 رجب 1430   العدد  13424
هذرلوجيا
يهربون إلى أين؟!
سليمان الفليح

 

أعتقد أنه لم تبق أسرة سعودية واحدة لم تعان من مشاكل العمالة المنزلية الوافدة، وخصوصاً العمالة الآسيوية الرخيصة التي يتطلَّب استقدامها مبالغ باهظة رغم قلة إنتاجها وسوء تدبيرها وعدم التفاهم معها لوقت طويل قد يستغرق نصف مدة إقامتها أو أكثر، وذلك لأن تلك العمالة تتعمَّد (أحياناً) عدم الفهم والتفاهم مع مشغليها لتقليص وقت عملها الحقيقي قدر الإمكان ناهيك عن افتعالها للمشاكل والاحتجاج على تلك المشاكل (بالإضراب)..

ومن خلال تجربة المواطن السعودي مع تلك العمالة، فإنه مهما كان كريماً وعطوفاً وإنساناً حقيقياً معها إلا أنها لا تتورع عن الهروب من منزله إلى جهة مجهولة مهما طالت مدة خدمتها لديه وثقته العمياء فيها.. بالطبع نحن هنا لسنا بصدد مناقشة سلوكها وطريقة التعامل معها.. لكننا بصدد هروبها المستمر والمتفاقم والمتزايد يوماً بعد يوم حتى غدا ظاهرة مقلقة لمستخدميها ومستقدميها، وذلك لأن تلك العمالة تتعرَّض إلى إغراءات من قِبل مجهولين من أبناء جلدتها وتحريضها على الهروب نظير وعود (وهمية) برواتب أعلى.. ل

ذا كثيراً ما تستيقظ الأسرة السعودية لتجد خادمتها الأمينة والطيبة قد هربت بغتة ودون سابق إنذار، بل ومؤثر أيضاً..إلا أن الغريب في الأمر أن تلك الخادمة قد تترك عدة رواتب من مستحقاتها لأنها تطمح إلى دخل أكثر وأكبر.

***

كانت تلك ظاهرة تخص الخادمات.. لكننا اليوم إزاء ظاهرة تتفاقم شيئاً فشيئاً بل ومحيرة، ألا وهي هروب السائقين والخدم ورعاة الأغنام على وجه التحديد.. أي أن تلك العناصر (الخفية) التي تُغري هؤلاء أخذت تمد حبائلها حتى للرعاة في الصحراء، لذا فإنني أعتقد هنا بأنه قد حان الوقت لأن يكون استقدام تلك العمالة عن طريق التنسيق بين وزارتي العمل والداخلية وعبر إدارة مسؤولة عن هروبها والبحث عنها والقبض عليها، لأن السكوت على هذه الظاهرة يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.. والله ولي التوفيق.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد