Al Jazirah NewsPaper Tuesday  30/06/2009 G Issue 13424
الثلاثاء 07 رجب 1430   العدد  13424
شيء من
الإيرانيون: أهل البيت أولى
محمد بن عبداللطيف آل الشيخ

 

يبدو أن الجناحين المتصارعين داخل أروقة الدولة الإيرانية يتجهان إلى التصالح والاتفاق على نقاط وسطية. غير أن الخاسر النهائي على ما يبدو ستكون الحركات الثورية خارج إيران وعلى رأسها حزب الله وحماس. كل المؤشرات تؤكد أن الصرف (غير المسؤول) حسب تعبير الإصلاحيين الإيرانيين على الحركات الثورية في الخارج هو أحد أسباب التذمر والغضب الذي حرّك الشارع ضد المحافظين وتحديداً ضد حكومة أحمدي نجاد. الشباب الإيراني الذي ملأ شوارع المدن الإيرانية معترضاً على نتائج الانتخابات همه الأول الشأن الاقتصادي، وندرة الفرص الوظيفية، وتزايد البطالة، وارتفاع نسب الفقر، ومن المتوقع أن يكون الحل (التوافقي) الذي سيصل إليه الجناحان المتصارعان ينطلق من ضبط الشأن الاقتصادي، وجعل أولوية الصرف تتجه إلى الداخل بدلاً من الخارج، وهذا يعني في النتيجة أن سنوات عجاف تنتظر حزب الله وحماس، من شأنها خلط الكثير من الأوراق، مما سيؤثر في النتيجة على موازين القوى في المنطقة.

في البداية، وبُعيد إعلان فوز نجاد، أبدى غالب أبو زينب عضو المكتب السياسي في حزب الله ترحيبه بالفوز، وعلق قائلاً: (هناك خطوط ثابتة في إيران، والانتخابات لم تكن على الثوابت، ومن يفهم جيداً طبيعة إيران يُدرك أن الموقف الإيراني الإستراتيجي لا يتغير، حتى لو جاء رئيس آخر غير أحمدي نجاد). وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حركة حماس إن فوز نجاد: (مدعاة لكثيرٍ من الأطراف لتغيير سياستها تجاه الحالة الرسمية الإيرانية، وبالذات الدول التي فشلت في أن تخلق من إيران عدواً بديلاً عن الكيان الصهيوني).

غير أن عاصفة الاحتجاجات والمظاهرات الكبيرة التي جاءت بعد إعلان الفوز، وكادت تُسقط نجاد، خلقت واقعاً جديداً من شأنه أن ينعكس بقوة على سياسات إيران في المنطقة، الأمر الذي سيجعل سياسة الدعم غير المحدود للحركات الثورية في المنطقة، هي أهم النقاط التي سيجري عليها النقاش والمراجعة بين المعسكر الإصلاحي والمعسكر المحافظ في الداخل الإيراني.

ربما أن حزب الله سيكون أقل خسارة من حماس لأسباب محض طائفية، فهذا الحزب يعده كثير من الملالي جزءاً من إيران، أو بمعنى أدق امتداداً للثورة الإيرانية، بينما أن الخاسر الأكبر كما تقول كل المؤشرات ستكون حركة حماس تحديداً التي يواجه دعمها مالياً عاصفة من الانتقادات، وبالذات من أقطاب التيار الإصلاحي. مير حسين موسوي الذي تصدى وما زال لأحمدي نجاد قال منتقداً سياسة إيران الإقليمية، ودعمها غير المحدود للحركات الثورية في الخارج على حساب الداخل: (لا يجوز الحديث عن عزة لبنان، وفلسطين وتجاهل عزة إيران). وهذا ما اختصره أحد الشباب الإيرانيين المؤيدين لموسوي عندما قال: (موسوي سيوقف نهب مال الإيرانيين وإعطائه للآخرين في الخارج، فالمصباح الذي يحتاج إليه البيت حرام على الجامع)، كما جاء في أحد التقارير الإخبارية التي تتحدث عن التوجهات المتباينة بين نجاد وموسوي.

عبارة (المصباح الذي يحتاج إليه البيت حرام على الجامع) التي رددها الشاب الإيراني تختصر مطالب الإصلاحيين في إيران، وفي الوقت نفسه تصلح لأن تكون مطلباً إصلاحياً حينما يكون الصرف على الخارج (مقدماً) على الصرف على الداخل في أي مكان وأي زمان. إلى اللقاء




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد