Al Jazirah NewsPaper Tuesday  30/06/2009 G Issue 13424
الثلاثاء 07 رجب 1430   العدد  13424
عندما تتفوق الزوجة
د. خالد محمد الخضر

 

للزوجة دور حيوي في حياة كل رجل، بل إن هذا الدور يتجاوز حدود مساحة الاحتضان وتقاسم الهموم والمتاعب، إلى دور أكثر إيجابية وأبعد عمقاً إنه ذلك الدور الذي ينقل الرجل من خط الظل إلى دائرة الضوء ومساحة الشهرة والنجاح، كثير من الرجال انقلبت حياتهم انقلاباً نحو الإيجابية والمسار الفاعل ومنحنيات الإبداع، إنه التأثير الكيميائي الذي تلعبه المرأة الناجحة لينعكس هذا النجاح على الآخرين بدءاً من الزوج وانتهاءً بأصغر ابن في خارطة تلك الأسرة المبدعة، كل العظماء والمبدعين والمبرزين في كافة المجلات الأدبية والفنية والصناعية، حتماً ستجد المرأة تلعب دوراً بشكل أو بآخر في حياة أولئك المبدعين أو هؤلاء المبرزين، هل نأتي بجديد إذا قلنا: إن الاستقرار الأسرى والتوازن النفسي وحتى التوافق في الميول بين الزوجين هو من أهم معطيات النجاح داخل وخارج الأسرة، جُل المبدعين والناجحين وراءهم امرأة تلعب دوراً حيوياً على كافة الصعد النفسية والمعنوية، أنها إكسير الحياة إذا أعطت وأخلصت وأدت ما عليها من دور ومهام، ولكنها في ذات الوقت المعضلة والمعرقلة عندما تتخلى عن دورها وعن أهم ما يناط بها من مهام في هذه الحياة، فالأنبياء والرسل للمرأة الدور البارز في حياتهم، بل إن المرأة لعبت الدور البالغ في حياة كثير من الأنبياء ولنا في رسول الهدى وخاتم الأنبياء المثل الأعلى والقدوة الحسنة، فقد كان لخديجة بنت خويلد رضي الله عنها الدور الأعظم والمؤثر في حياة محمد بن عبد الله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، فهي أول من آمن به من النساء وهي من آزره واحتضنه وشد من أزره، ولقد ناصرته ومسحت العرق عن جبينه الطاهرة، فعندما استقبل رسول الهدى النداء الإلهي من جبريل عليه السلام فقال: يا محمد (أنت رسول الله وأنا جبريل) أسرع عليه صلوات الله وتسليمه إلى الحضن الراعي والصدر الداعم وألقى بنفسه بين نحره وسحر خديجة وقالت كلمتها المشهورة: (ابشر يا بن عم، وأثبت فوالذي نفس خديجة بيده، إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة) ثم أخذ الروع منه بالزوال واقترب منها وقال: (لقد خشيت على نفسي) وتجيبه خديجة رضي الله عنها بأن الله سينصرك (فإنك لتصل الرحم، وتصدق الحديث، وتحمل الكل، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق).

وهي من ذهبت معه لابن عمها ورقة بن نوفل عندما نزل الوحي على رسول الهدى، ولا أدل من ذلك الدور الذي لعبته أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها، حيث سمي عام وفاتها ووفاة عمه حمزة عام الحزن تجسيداً لحجم الفراغ الذي تركته عليها رحمة من الله ورضوان ولا أحد يغفل الدور الذي قامت به أمهات المؤمنين وعلى رأسهن عائشة رضي الله عنها وكيف كان حال الرسول آخر أيام حياته وهو يردد: أين أنا منكم هذه الليلة، حباً وشوقاً أن يكون عند عائشة وكان له ذلك عليه أفضل الصلاة والسلام وهو في آخر حياته، أقول: كيف لا يكون دور المرأة دوراً مهماً في حياة الرجل، وهي تلعب هذا الدور العظيم مع الرسل والأنبياء الذين هم مؤيدون ومنصورون من الله وينّزل عليهم الوحي ويكلمهم الله تكليماً كيف للإنسان الضعيف والذي لا حول له ولا قوة إلا بالله ومن ثم الزوجة الداعمة، والناصرة والحاضنة التي تعينه على نوائب الحياة، ومصاعب الدهر ونوازل الليالي أقول: كيف للإنسان الضعيف إذا لم يجد الدعم والمشاطرة والمؤازرة من قبل الزوجة، كما أن لقصص القرآن العبر العظيمة، وها هي هاجر زوجة أبينا إبراهيم عليه السلام ومشاركتها في أعظم فصول التاريخ عندما هاجرت مع أبينا إبراهيم من مصر إلى مكة المكرمة في وادي غير ذي زرع، لتكافح وتصبر وتقول لإبراهيم هل هذا الاختيار هو أمر ربنا؟ قال لها نعم، فصبرت تلك العظيمة وهي تحتضن ابنها النبي إسماعيل لتسطر للتاريخ أعظم مواقف الصبر مع الزوج وأجلها، المرأة أيها السادة هي حجر الزاوية في كل نجاح في هذه الحياة، بل إنها المحرك الأساسي لكافة مفاصل النجاح، لي في هذا المقام كلمة قبل ختام مقالي هذا وهو أن تقوم وزارة العدل قبل إتمام عقد الزواج تشترط أن على الزوج والزوجة أخذ دورة تدريبية في الحياة الزوجية لا تقل عن شهر وهذا يعد شرطاً لعقد الزواج مثله مثل أخذ العينات الخاصة بالدم وبعض الأمراض.

kmkfax2197005@hotmail. com



 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد