في أكثر من مناسبة نحضرها أو نقرأ عنها نجد مناسبة أو ندوة للحديث عن الراحل الفلاني، وفي بعض الأحيان يقدّم لأبنائه درع تقديراً لجهود والدهم في خدمة الثقافة والأدب، وهذا أمر يحتمل أن يكون إيجابياً، وقد يكون سلبياً إذا كان حديثاً وثناءً لا يتبعه خطوات أخرى أهم من الحديث أو تقديم الدروع وصور المكرّم مع فلان وعلان!! الميت لا يحتاج أن تلقى في مناقبه قصيدة، لأنه باختصار ميت، وبشكل عملي لا يستفيد من هذه القصيدة ولا يستمتع بها!! وأبناء هذا المكرّم أو ورثته ماذا يستفيدون من درع يقدّم لهم عن والدهم بشكل عملي؟! لا شيء أكثر ما يحتاج إليه الميت صاحب العمل الإبداعي هو إبقاء ذكره في مجتمعه لينهل من نتاجه الإبداعي، ويترحم عليه ويدعو له مما يخدم الميت بطريقة عملية.
إبقاء الذكر يكون بالدرجة الأولى بنشر نتاجه بشكل مرض ليبقى نفعه حاضراً، ثم بالدرجة الثانية الحديث المنضبط عنه ليستفيد الآخرون من نتاجه وعمله وما كتبه.
من أجل هذا وذاك أنا أدعو كل جهة أو فرد يريد أن يكرّم ميتاً بحفل أو ندوة أن تكون هذه الندوة أو الحفل هي بداية التكريم وليس المحطة الأولى والأخيرة كما نشاهده عند الحديث عن الأموات.
Tyty88@gawab.com