لدينا في المملكة مواهب وطنية شابة مبدعة بحاجة إلى دعم ورعاية، كثير منهم قد لا يحمل شهادة دراسية، لكنه يملك موهبة وإبداعاً في مجال ما يفوق حاملي الشهادات العليا. هؤلاء المبدعون تجدهم في كل منطقة وهم في الغالب تنقصهم المادة والقدرة على تطوير مواهبهم. بعضهم قاتل وحاول أن ينمي موهبته؛ فاقترض مالاً لكي ينجح، وبعضهم خاب أمله بسبب عدم وجود مَن يرعاه ويدعمه ويحتضنه حتى ينجح؛ فمات مشروعه مع خيبة أمله.
كان ذلك سابقاً واقعاً مراً لكل موهوب وصاحب فكرة إبداعية، أما الآن فيبدو أن الوضع قد تبدل وتغير للأفضل؛ فقد أولت حكومتنا الرشيدة الأمر أهمية وقام المشروع الجبار مؤسسة الملك عبدالعزيز ورجاله لرعاية الموهوبين (موهبة)؛ ليكون أحد الروافد المهمة الداعمة للمبدعين والمبتكرين من أبناء الوطن، وشاهدنا نماذج وأمثلة ناجحة جداً لأبناء الوطن بعد أن وجدوا مَن يتولى رعايتهم ودعمهم.
مشروع آخر لا يقل أهميةً عن (موهبة) وأعجبت بفكرته كثيراً، وأعتقد أنه حل مناسب جداً لتنمية المواهب المبدعة هو برنامج (بادر) لحاضنات التقنية، والذي تبنته مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية التي تسعى من خلاله لتفعيل تنمية المواهب في مجال الاتصالات وتقنية المعلومات، وحاضنة بادر لتقنية المعلومات والاتصالات هي أول حاضنة يتم تأسيسها ضمن هذا البرنامج وبدأت عملها فعلياً، وقامت باحتضان مجموعة من المواهب الشابة الوطنية. ولا يقتصر احتضانها للموهبة على قبول الفكرة بل تعمل على تطويرها وتحويلها من فكرة إلى مشروع تجاري صغير أو متوسط.
وقفت شخصياً أثناء زيارتي لحاضنة بادر على نماذج مشرفة لمواهب وطنية مبدعة وموهوبة وجدت مَن يحتضنها وهي بكل تأكيد نماذج لمشاريع تجارية صغيرة قادمة للسوق.
في اعتقادي أنه مع وجود جهات مختصة في دعم الموهبة والإبداع، فإننا قد وصلنا إلى جزء كبير من حل المشكلة.. تمنياتنا بالتوفيق والنجاح للقائمين على برنامج بادر من الكفاءات الوطنية المؤهلة، وأجزم بنجاح البرنامج إذا علمنا أن مَن يقف خلفه شخص في قامة معالي رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل.
* Fax2325320@ yahoo.com