كتب - علي العبدالله
هذا هو باختصار ما يجري في الحبكة الدرامية للمسلسل الاجتماعي (أسوار2) المغرق بالحزن والميلودراما الكئيبة، حيث أراد من خلاله المؤلف حسن عسيري أن يقدم أفكاراً جديدة ويكسر حاجز التقليدية في الأعمال السعودية فاختار الجرأة والأحداث الواقعية.
ما ترونه في (أسوار2) ليس من وهم وخيال المؤلف وكل ما يطرح فيه قصص وقعت وحدثت -على حد قول- العسيري، ولكن كيف يتم طرح هذه القصص بطريقة درامية احترافية متماسكة؟
لا ينبغي في عالم الدراما أن تزج بأكبر حدث من المشاهد المحزنة المفجعة في مطلع الحلقات دون خطوط درامية متوازنة متصاعدة بأفعال لا تخدش الحياء ولا الذوق العام فجرأة السينما تختلف عن التلفزيون الذي بات يدخل كل بيت ويشاهده جميع الفئات العمرية بينما السينما فلا.
وما نراه في (أسوار2) لا يطلق عليه خبراء الدراما تراجيديا، فالتراجيديا الحقيقية هي التي تخاطب عقل وقلب المشاهد ولا تضغط على أعصابه وتوتره بأحداث مضخمة مغلفة بالحزن الأسود، ومشاهد الاغتصاب والقتل والمخدرات لا تقدم بهذه الطريقة.
الحبكة الدرامية تحتوي على مجموعة من العقد المتشابكة التي تسير بتدرج منطقي، وأداء متقن متوازن.
نعم أتفقُ مع المؤلف على القضايا المهمة التي طرحها كالأخطاء الطبية وارتفاع معدل الجريمة في مجتمعنا وهذا واقع ملموس.
حسن عسيري اجتهد في عمل استخدمت فيه تكنولوجيا متطورة في الإنتاج والتصوير ولكن لو تم تقديم أسوار بطريقة ورشة عمل في السيناريو والحوار لوصلت رسائله بطريقة أعمق وأفضل للمتلقي، ولأعطت هذه الورش البعد الدرامي الرائع للشخصيات الموجودة في العمل.
الإخراج ولغة الكاميرا
لا يمكن بأي حالٍ من الأحوال أن نطلب من المخرج الأردني سائد الهواري أن (يغربل) العمل ويعيد صياغته من جديد فهو ليس ابناً للمجتمع السعودي ليلم بتفاصيله وخصائصه، ولا ننكر أن المخرج أبدع في لغة الصورة لذلك ظهرت الكاميرا وكأنها تتحدث في مشاهد كثيرة وما يؤخذ على المخرج المبالغة في الموسيقى التصويرية الحزينة التي تضغط على أعصاب المتلقي وتوتره عوضاً عن هدفها الأساس وهو جذب وتفاعل المتلقي مع المشهد الدرامي.
نتمنى أن يعيد الكاتب حسن عسيري الذي اتكأ على خبرته التمثيلية في تقديم هذا العمل ليقدم لنا المزيد من الأعمال التي تعكس واقع مجتمعنا فما زالت هناك الكثير من الأمور التي تستحق الطرح الدرامي.