عندما تثار قضية أدب الطفل السعودي وثقافته، وقيمة تعميق معاني معينة داخل ذاته، يتبادر إلى الذهن ما تحققه (القصة) في وجدان ذلك الصغير، فالحكاية والقصة بكل مسمياتها جزء من التراث الإنساني الذي يؤكد قيمة الحكاية والقصة في حياة الطفل خصوصاً في سنواته الأولى.
من هنا، فالقصة التاريخية التي تحمل معلومات مبسطة عن رموز معينة في التاريخ، أو تحكي عن فترة أو تصف أحداثاً، وهي بلا شك عندما توجه إلى الطفل سيكون أثرها كبيراً في ذهنه إذ إنها تفتق خياله وتربطه عاطفياً بالشخصية التي قرأ عنها في المقال القصصي، وهي من جانب على درجة كبيرة من الأهمية لأنها تنقل الحقائق في قالب قصصي ووسيلة تقترب من القارئ، حيث يتعايش مع الأحداث التي تسرد بأسلوب روائي، ويستخدم في بعض الأحيان جانباً خيالياً لتغطية جوانب قد لا تكون واضحة في المسار العام للقصة.
وقد تقوم القصة التاريخية على حقيقة أولية ثم تحول إلى قالب روائي يغلب عليه الخيال، وفي الأدب العربي هناك مجموعة من القصص التاريخية التي كتبها جورجي زيدان منها الأمين والمأمون وصقر قريش والعباسة أخت الرشيد، حيث لجأ إلى تشويه التاريخ الإسلامي من خلال نوعية هذه القصص.
أعتقدُ أن وزارة الثقافة والإعلام معنية بمسألة كهذه، وهو تبني مشروع إصدار قصص تاريخية للأطفال في المملكة العربية السعودية إذ من خلالها تقدم شخصيات محلية في قالب قصصي، أو حتى الكتابة عن نواحٍ مختلفة تخص المجتمع، والهدف هو التصاق الطفل السعودي ببيئته، وتعميق مثل عليا من أهمها حب الوطن والاعتزاز به، وان تكون هذه القصص أداة جذب حتى لا يكون جيلنا فريسة سهلة لأي ثقافة أخرى أو أفكار دخيلة.