كنت في طريقي لإيداع حقيبتي واستلام بطاقة صعود الطائرة، أدهشتني نظامية الخط البشري الذي وقف كالألف لا يسعى واحد ليتجاوز الآخر، بينما أحد المرتدين حلة رسمية أشار للنساء بالوقوف عن يمين الخط، وأخذ بأولهن ينجز أوراقها، راقني هذا منه، بينما احتجّت إحداهن وهي تصر على الوقوف حيث كانت، تقول له: هذا تخلف،.. دقائق كانت كفيلة بأن تتسلم كل منهن بطاقة صعودها للطائرة وتمضي، بينما تلك لا تزال في الخط، وتحتاج لوقت ما حتى يأتي دورها..

ما زاد في دهشتي أن واحدة التفتت إليها وهي تغادر وقالت لها: أظن أن واحداً منهم لم يعيا بحمل جنين بل أجنة في أحشائه، ولم يتقلب الليل أنيناً من ثقل جَهده وكَرْهه، ويركض النهار خلف قلبه النابض فوق الأرض, أظن أن الرفق بالمرأة واجب ولا يسلبها حقها الذي تفعلين..

نظرت تلك شذراً فيها وهي تعالج وضع نظارتها الشمسية الثمينة فوق عينيها، بينما الأخرى لم تكن تعبأ بغير ما قالت..

تضاعفت دهشتي وأنا أبسط صفحات المقارنة في أولويات ما تتنابز من أجله النساء، وفي منتهى ما ستحصده بعد ذلك.. من القشور أو اللباب..