لا يزال حديث سمو رئيس الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد التلفزيوني الأخير هو حديث الساعة للجمهور الهلالي بشكل رئيسي والجمهور الرياضي عموما، وذلك لما احتواه ذلك اللقاء من محاور مهمة وآراء صريحة من سموه، وسأتناول هنا بعضا من هذه المحاور التي تطرق إليها وأبدأ بعنوان هذا المقال، قناة الزعيم وما أدراك ما قناة الزعيم؟! لو كانت هناك مفردة تختزل الكثير من مضامين الارتجالية والانتقائية والقص واللزق الإعلامي فلن نجد أفضل من مفردة (قناة الزعيم) التي قامت بتشغيلها مجموعة راديو وتلفزيون العرب بإشراف الزميل الإعلامي وليد الفراج.
في الحقيقة تحدث الكثير من الأساتذة الكتاب عن هذه القناة التي أخذت على عاتقها التفنن في استفزاز جمهور الزعيم والنيل من الهلال، عبر قناة يفترض أن تكون عوناً له وليس العكس؛ مما أثار الكثير من مشاعر السخط والغضب والاحتقان لدى جماهير الهلال وهم يتساءلون عن جدوى استمرارها تحت مظلة راديو وتلفزيون العرب؟! وأبرز الأمثلة عبّر عنها بصراحة الأمير عبد الرحمن بن مساعد عندما قال إنه شاهد نهائي دوري المحترفين السعودي الذي خسره الهلال أمام الاتحاد عبر قناة الزعيم أكثر من حلقات مسلسل نور التركي!! وسط ابتسامات (صفراء) من وليد الفراج! وأصدقكم القول بأني توجّست خِيفة من هذه القناة المفلسة بكل المقاييس الإعلامية الاحترافية منذ تصريح عضو شرف نادي الهلال والمشرف على ملف استثمارات النادي الأمير عبد الله بن مساعد، وهو يصف النجاح الباهر في تعديل عقد الشراكة الرسمي مع اتحاد الاتصالات (موبايلي)، ثم عن المفاوضات مع راديو وتلفزيون العرب لإطلاق قناة الزعيم، حيث قال سموه إنه قاد المفاوضات في البداية ثم ترك المهمة لبعض مسؤولي الهلال؛ مما جعلني أضع علامات استفهام كثيرة حول هذه الجزئية وأصبحت لدي قناعة بأن مشهد الإنجاز الكبير في تعديل عقد الرعاية مع موبايلي الذي أثمر عنه زيادة مداخيل النادي بنسبة 100% لن يتكرر مع راديو وتلفزيون العرب عبر قناة الزعيم؛ لأن الأمير الخبير بشؤون الاستثمار لم يكمل المفاوضات بل ترك المهمة لمن هم أقل منه خبرة ربما في هذا المجال، وهذا ما حدث بكل أسف والضحية كالعادة جمهور الأزرق الذي لا يستحق كل ما حصل له في هذا الموسم، لن أسرد الشواهد والدلائل على فشل هذه القناة المفلسة لأنها باتت معروفة لكل ذي عينين، ولكنني أقترح على سمو رئيس نادي الهلال بعدم التجديد مع راديو وتلفزيون العرب كنوع من رد الاعتبار لجمهور الزعيم، ولأن هذه القناة لم تقدم شيئا يقنع المشجع الهلالي على الاستمرار معها بل على العكس بدا وكأن الهدف غير المعلن للقائمين على هذه القناة رفع ضغط المشجع الهلالي لكي يصل إلى مرحلة أن يلعن الساعة التي اشترك فيها مع هذه القناة!! وصدقني يا سمو الرئيس لن يخسر الزعيم شيئا لو تم الاستغناء عن هذه القناة وإن كان ثمة خاسر فهو المقاول الإعلامي الذي حاول جاهدا في اللقاء التلفزيوني أن (يتميلح) و(يستخف دمه)؛ في محاولة لترميم الجفوة بهدف تمديد العقد المبرم مع نادي الهلال، في تصوري لو أقدم الهلاليون على هذه الخطوة المنتظرة بإنهاء التعاون مع راديو وتلفزيون العرب لن يندم عليها أي شخص هلالي، بمعنى أن الهلال لم ينفصل عن قناة cnn مثلا أو قناة bbc أو قناة (الكأس) حتى يتحسر المتابع الهلالي على اللمسات الفنية أو البرامج الإبداعية أو المهنية العالية التي كان يشاهدها! بل على العكس تماما سيفرح الجمهور الهلالي بخبر كهذا، فالآمال معقودة بسمو رئيس الهلال الذي يفرحه بلا شك ما يفرح جمهور ناديه ويحزنه ما يحزنهم بأن ينهي التعامل مع مقلب قناة الزعيم بالطريقة التي أبعد بها المقلب سيئ الذكر والذكرى (سول)، وفي المقابل ما أكثر الهلاليين الموهوبين والمؤهلين أكاديميا رهن الإشارة لإدارة القناة بعيدا عن النطيحة والمتردية وفاقدي أدوات الإبداع والتأهيل الإعلامي، هذه أمنية كثيرا ما سمعتها في مجالس هلالية عامة وخاصة ورأيت من واجبي بسطها في هذه المساحة.
ومن المحاور التي تحدث فيها سمو رئيس الهلال صمته أمام بعض من يهاجمه شخصيا، وتفسير ذلك الصمت من قبل البعض بأنه مثالية مبالغ فيها من سموه، في الحقيقة أعجبتني عبارة سموه التي برر فيها موقفه وصمته تجاه تجاوزات البعض التي لا تمت للنقد البناء بصلة، عندما أكد أنه من المناسب أن ترد على كل شخص بما يتناسب مع مكانة شخصه، وبالتالي عندما ترد على أي شخص فمجرد ردك عليه يعطيه تكريماً لا يستحقه! وصدق سموه في ذلك ولا أعتقد بأن ذلك غرور أو تكبر، بل أرى أنه عين العقل والحكمة والصواب، تخيلوا معي لو أن إدارة الهلال تركت أعمالها هذه الأيام وتفرغت لصياغة الردود على عميد الكذابين الذي ملأ الدنيا صخبا وأجلب بخيله ورجله في كل مناسبة وكل مقال بهلالية ابنه وكأنه قد أتى بالذئب من ذيله! حتى بدا للقارئ بأن اسم ابنه (فيصل بن صلاح الدين الأيوبي)!! تخيلوا كم من الوقت سيضيع على إدارة الهلال للرد على ذلك المريض الهرم؟! باعتقادي أن الأمير عبد الرحمن يؤسس لمنهج عقلاني متزن في التعامل مع الإعلام، خصوصا تلك الآراء التي لا ينطلق أصحابها من حقائق واضحة أو براهين مثبتة بل من مجرد أهواء صادفت قالبا خاليا فتمكنا! أحد المحاور التي تطرق إليها سموه ذلك الموقف الذي جمعه بإحدى الشخصيات وبحضور الفراج عندما قالت تلك الشخصية: إن أكثر الأندية صخبا واعتراضا وإزعاجا هو أقل الأندية إنجازا وبطولات! وبالتأكيد هذه النقطة بالذات لا تحتاج الى كثير من الذكاء لتفسيرها فما علينا سوى النظر في برامج الإعلام الرياضي ثم مقارنتها بأرض الواقع لندرك بأن من في هذه الأندية (يحلمون) وهم مستيقظون!.
وأختم بجزئية ذكرها سموه حول ما أثير من أخبار للتعاقد مع المحترف المغربي في صفوف نادي الاتحاد هشام بوشروان، ونفي سموه القاطع لهذه الأخبار لسبب بسيط كون عقد بوشروان مع الاتحاد لم يزل ساريا، نعلم جميعا بأن هذه ليست المرة الأولى وأعتقد أنها لن تكون الأخيرة التي يتم فيها إقحام الهلال في قضية التفاوض مع اللاعبين، حيث باتت أسهل الطرق لتحقيق مطالب اللاعبين في الأندية الأخرى التي شبع لاعبوها من أكاذيب بعض أعضاء الإدارة أو مجلس الشرف لديهم مجرد إشاعة خبر كاذب عن اتصالات هلالية معه، بعدها يتم تنفيذ مطالب ذلك اللاعب بسرعة البرق! وأمام هذه الحالات المتكررة أقترح على إدارة الهلال دراسة إمكانية أخذ نسبة من كل عقد يوقعه لاعب مع ناديه بسبب إقحامه للهلال!! وإذا ما تمت الموافقة عليه فغني عن القول بأن حقوق الاقتراح محفوظة! ودمتم سالمين.
بالمختصر المفيد
- لو قامت قناة العميد بإعادة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال بنفس عدد المرات التي قامت فيها قناة الزعيم بإعادة نهائي دوري المحترفين السعودي أعتقد بأن مقر إدارة راديو وتلفزيون العرب سيصبح أثرا بعد عين!!
- الأستاذ خلف ملفي قدم مشكورا استشارة مجانية على الهواء لمصداقية بعض وسائل الإعلام من عدمها، خصوصا تلك التي اختلقت القصص لتبرير ابتعاده عن الوسط الرياضي!
- لاشك أن ابتعاد الأستاذ خلف عن المشهد الرياضي خسارة كبيرة نتمنى أن لا يطول هذا الابتعاد.
- ما يقدمه الكابتن بدر المطوع حالياً في المنافسات المحلية الكويتية من مستويات باهرة تقف في صف منطقية المطالبة به في صفوف أحد الأندية السعودية التي ستشارك في النسخة القادمة من دوري المحترفين الآسيوي!
- من الأشياء الغريبة التي لاحظتها في القناة الرياضية على الشريط الإخباري هو وصف منتخبنا الوطني أثناء عرض نتائجه بالمنتخب السعودي!
- هذا مقبول في القنوات الأخرى ولكن في قناتنا الرياضية السعودية ذات الهوية السعودية والشعار الرسمي السعودي كان الواجب كتابة (منتخبنا الوطني يحقق فوزا غاليا،،، إلخ).
- لاحظوا الفرق حتى في النطق بين (السعودية ستقابل كوريا) أو (منتخبنا الوطني سيقابل كوريا)!!