«الجزيرة» - سعود الشيباني
كشف اللواء يوسف بن أحمد المنصور مدير إدارة الشؤون العامة بوزارة الداخلية والمشرف على مركز الأمير محمد بن نايف للرعاية والمناصحة بوزارة الداخلية عن جهود الداخلية في رعاية وتأهيل (5000) مواطن كانوا قد عادوا من عدة دول بمركز الأمير محمد بن نايف ومناصحة (500) شخص، مشيراً إلى أن ستة أشخاص من الفارين بعد مناصحتهم وتأهيلهم داخل المملكة فروا للخارج قد عادوا بعد اقتناعهم بأن الهروب ليس في صالحهم وان العودة هي النجاة لهم، مؤكداً خلال إجاباته لأسئلة (الجزيرة) أن هناك اتصالات تُجرى الآن مع أقارب الفارين لتسهيل مهمة عودتهم لأرض الوطن، مؤكداً أنه ليس بالسهولة العودة.
وبين اللواء المنصور أنه ليس لدينا مركز تأهيل للنساء، مؤكداً أن مركز الأمير محمد بن نايف للتأهيل والمناصحة بذل جهوداً مضنية فاقت التوقعات بدليل الإشادات الدولية على هذا المركز على الرغم من أن عمره عامان إلا أن إنجازاته فاقت التخيلات.
وحول إنشاء فروع لهذا المركز قال اللواء يوسف إن خطة الداخلية التي رسمت مشاريع مماثلة سترى النور بكل مناطق المملكة، حيث سيتم تعميم التجربة التي تشير إلى أنه خدمة لأهالي من يخضعون للمناصحة بعد دعمهم بالكوادر المؤهلة.
وبين اللواء يوسف أن جميع العائدين من معتقل خليج جوانتانامو والبالغ عددهم (120) شخصاً قد تم مناصحتهم وتأهيلهم وإطلاق سراحهم جميعاً عدا الثلاثة الذين تم استعادتهم يوم السبت الماضي سوف يخضعون لبرنامج حسب الخطط المدروسة والبرامج السابقة، مؤكداً حرص صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز النائب الثاني وزير الداخلية وسمو نائبه ومساعد وزير الداخلية على الاهتمام برعاية ومساعدة أسر العائدين من معتقل خليج جونتانامو.
وقال اللواء يوسف إن الأمير محمد بن نايف دائماً يحرص على نقل الأخبار السارة للمواطنين، حيث إنه أول من يقوم بإبلاغ الأهالي في حالة إعادة المعتقلين وكذلك إبلاغهم في حالة إطلاق سراحهم بعد تصحيح أفكارهم.
وأضاف أن هناك من العائدين لهم جهود كبيرة في التعاون مع رجال الأمن لما يخدم الصالح العام.
وكانت لجنة المناصحة برئاسة اللواء يوسف بن منصور قد عقدت صباح أمس اجتماعاً بأهالي العائدين في فندق قصر الرياض قدم اللواء شرحاً مفصلاً عن الجهود التي سوف تعمل للعائدين بمركز الأمير محمد بن نايف حيث إن هذه المجموعة هي المجموعة الثانية عشرة التي استعادتهم المملكة من معتقل خليج جونتانامو بعد أن وجه الأمير نايف بن عبدالعزيز بطائرة خاصة لنقلهم للمملكة مكونة من طاقم طبي وأمني حيث تم عمل فحص طبي كامل لهم ونقلهم لسجن الحائر لتكملة الإجراءات المعمول بها مع العائدين، بعد ذلك سوف يتم نقلهم لمركز الأمير محمد بن نايف لتأهيلهم بعد أن مكنا أهاليهم بمقابلتهم على مدى ثلاثة أيام، وبعد ذلك سوف يكون هناك تواصل معهم بالاتصالات وكذلك الزيارات وأيضاً سوف يتم إطلاق سراحهم على دفعات وفي أوقات محددة واستعادتهم مره أخرى.
وبين اللواء يوسف المنصور لأهالي العائدين أن أبناء الوطن مكثوا في المعتقل ما يقارب (8) سنوات وخلال هذه المدة تغير الكثير في المملكة وبعضهم كبر أولاده ويصعب عليهم معرفتهم مستشهداً بقصة أحد العائدين عندما زارته ابنته وتوقع أنها شقيقته حيث تأثر جميع من حضر ذلك المشهد فكيف يعرف رجل غادر الوطن وابنه في رحم زوجته وبعد سنوات عاد مرة أخرى.
وبيّن اللواء للأهالي بأن العائدين سوف يخضعون لمقابلة أعضاء لجنة المناصحة يستمعون لمحاضرات وبرامج وزيارات، مطالباً من الأهالي التعاون اللامحدود مع الداخلية لدمج العائدين في المجتمع والاستفادة مما تقدمه الداخلية في مساعدة العائدين والمساهمة في تزويجهم ومساعدتهم مادياً وكذلك إعادتهم لأعمالهم ليكونوا مواطنين صالحين.
كما تحدث عددٌ من أهالي العائدين، حيث بدأ المواطن مسفر المعيلي بكلمة شكر وتقدير لولاة الأمر على جهودهم في استعادة الأبناء من الخارج وصرف ملايين الريالات في دمجهم في المجتمع.
كما شرح بعض الأهالي المعاناة التي واجهتهم خلال حضور أبنائهم في المعتقل وأنهم عانوا الأمرين من الأخبار التي تردهم عبر الهلال الأحمر ورسائل متقطعة عن الأبناء، مؤكدين أن بعض أبنائهم لم يشاهد بعض أولاده لأنهم حالة ولادتهم كانوا في المعتقل كما أن بعضهم من الأبناء لم يشاهدوا آباءهم بسبب صغر سنهم لحظة القبض على آبائهم.
كما قدم الأهالي اعتذارهم لما حصل من أبنائهم عند انضمامهم وخروجهم من المملكة دون علم أهاليهم والدولة.
وطالب أحد أبناء العائدين ويدعى سعد بن خالد السيف البالغ من العمر (12) عاماً من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف عبر كلمة مؤثرة استمع إليها الحضور بأن يتم إطلاق سراح والده خلال شهر رمضان لتكتمل الفرحة بحلول الشهر الكريم ولم شمل أسرة العائدين في شهر الخير.