بالأمس دخل الإسلام خمسة صينيين عن طريق الإقناع لا الإركاع ولا الإرواع، وكما تقتضي شريعتنا الإسلامية السمحة تماماً التي تدعو إلى (مجادلة الناس بالتي هي أحسن) وبالحكمة والموعظة الحسنة، لا بالتهديد والوعيد والويل والثبور وعظائم الأمور. وهنا نقول بارك الله فيمن أقنعهم بالإسلام دين الحق، وبارك الله في المهتدين الذين يعتبرون مكسباً جديداً للمسلمين، ولا سيما أننا نعرف أن الجالية الصينية ليست من العمالة الهامشية الرثة، بل أجزم بأنهم من الكفاءات المتخصصة، وبالطبع حينما يسمع قومهم (البوذ) هناك بإسلامهم سيغضبون عليهم لأنهم (تركوا ملتهم) ورضوا بملة الإسلام، وبالطبع سيكون وقوف هؤلاء المسلمين الخمسة - بارك الله فيهم - أمام بليون صيني من قومهم، وبليون آخر من أصحاب ديانتهم المتفرقين في الأرض، أقول إن موقف هؤلاء الخمسة هو موقف مشرف وباسل وصلب، بل سيُعدّ واحدهم - وهو بهذه الصلابة والثبات - بـ 5 ملايين مسلم لا يخدم الإسلام بالشكل الصحيح أو ينفر الناس من هذا الدين الإنساني الحنيف.
***
ولكن المؤسف والمخجل حقاً أنه لم تمر فترة وجيزة على إسلامهم الباسل، وبينما هم يؤدون الصلاة وفي بيت الله المسجد وكانوا بالطبع - حينها - في قمة السجود والخشوع، وكان كل واحد منهم يضع جهازه المحمول أمامه إلا وقفز ثلاثة من الصبية السفهاء المحسوبين على الإسلام (!!) وفي أقذر انتهازية تفكر فيها حتى الكلاب - أجلكم الله - ليخطفوا أجهزة المسلمين الصينيين الجدد ويلوذون بالفرار، بالطبع كان ذلك في مسجد بحي النسيم الشرقي وفي شارع الحمزة تحديداً، وبالطبع لنتصور ماذا سيحدث لهؤلاء المسلمين الجدد من تشفٍّ من شعوبهم الذين سيقولون لهم: هذا هو الإسلام وهذا ما فعله بكم المسلمون وفي بيت الله! بالطبع ستكون فضيحة وعاراً بل وشنار على من (يدعون) الإسلام ويشوهونه هكذا، ألا والله إن هذا أخطر من الإرهاب فواعيباه.. فواعيباه!