تتفق وتختلف المفاهيم الثانوية في علم الإدارة، اتفاقاً واختلافاً يؤدي بالنتيجة إلى تدعيم وإثراء هذا العلم على كافة محاورة وأبعاده، وقد كانت المفاهيم السائدة في الحقبة الزمنية الماضية تقوم على تكريس مفهوم نظرية إدارة الوقت التي تعني بالضرورة أن الإنسان عند إدارته للوقت فإن ذلك يحقق الكثير من النتائج والنجاحات المرسومة، وهذا منحى لا يختلف عليه أساطين الإدارة من حيث الصحة النسبية ولكنهم يختلفون من حيث الصحة المطلقة، إذ إن الكثير من أساطين الإدارة وعلمائها يعتبرون أن الوقت لا يتجاوز العمر المقرر له في اليوم ولا تستطيع أن تزيد أو تنقص في عدد الساعات إلا أنك تستطيع بالضرورة ترتيب وإدارة الوقت بحيث تجعل لنفسك مساحة من الزمن تستطيع من خلالها أن تكسب وفراً في الوقت من خلال تلك الإدارة وذلك التنظيم، ولكن الذي يتفق عليه معظم علماء الإدارة وصانعي نظرياتها أن إدارة الطاقة هي من المعادلات السحرية التي تشي بكثير من النجاحات وتدعيم الخطط والإستراتيجيات المرسومة، ومن المعروف أن لمصادر الطاقة أربعة مناحٍ وأقسام هي: الطاقة الجسمانية، الطاقة العاطفية، الطاقة الذهنية، الطاقة الروحية، وهي بتعريفاتها البسيطة: فالطاقة الجسمانية هي الطاقة الناتجة من احتراق المواد الغذائية بفعل الأكسجين من جسم الإنسان نتيجة عمليات التنفس والهضم.. لذا يجب الاعتماد الكلي على مقدار الطعام ونوعية وأسلوب تعاطيه، وأيضاً معدل ساعات النوم والأوقات المناسبة لذلك، أما الطاقة العاطفية فهي تحويل المشاعر السلبية مثل الخوف والانزواء إلى مشاعر إيجابية فاعلة كالإقدام والولاء، ويكمن تعريف الطاقة الذهنية بقدرة الشخص على التركيز على المهام الموكلة إليه من أعمال، وننتهي بالطاقة الروحية بأنها تتمحور في الأهداف والغايات وهي مجموعة المبادئ والقيم والأسس التي تُبنى عليها حياة الأفراد وسلوكياتهم، وقد خرجت النظريات الإدارية الحديثة بمفهوم يقوم على أنك لا تستطيع أن تملك أوقات الآخرين أو تدير حياتهم الزمنية قبل المكانية إلا أنك وبنفس القدر والقوة تستطيع أن تبث روح الحماس والولاء والعطاء من خلال كلمة واحدة إيجابية لأحد الموظفين فتدفع طاقته الذهنية والعاطفية وحتى التفاعلات الداخلة بالطاقة الجسمية ورسم وتعديل والتأثير بالسلوكيات الروحية من خلال تلك الكلمة، وبالمقابل فإنك قد تؤدي بالمنشأة إلى كارثة من خلال أسلوب سلبي أو تعامل يقوم على التعنيف واستنقاص الآخرين والذي يؤدي بدوره إلى الانتهاء بكارثة من خلال تراجع تلك الطاقات لدى الإنسان، بل إنها قد تصل إلى أن تكون معطلة أو عند أدنى درجات الفاعلية، وقد اتفق العلماء على أن الاستغراق الكامل في منظومة تلك الطاقات يؤدي بالتالي إلى أعلى درجات الفاعلية والنجاح من خلال تفاعل تلك الطاقات عند وصول كل واحدة منها إلى أقصى درجات الفاعلية والكفاءة، ومن المحقق ذكره هنا أن إدارة الوقت في السابق تركز على عدة عوامل منها أنها تتعامل مع الوقت، وأيضاً تجنب الضغوط وتعتمد على الإنجاز من خلال ترتيب الأوليات بطريقة صحيحة، أما إدارة الطاقة وقوة الاستغراق تلك فهي تتعامل مع الذات، وإدارة الضغوط، وتعتمد على الإنجاز من خلال إطلاق الطاقات الأربع بطرق صحيحة، حتى على مستوى الشخص فإن اكتشافك للطاقات غير المفعّلة داخل كيانك الإنساني فإنك ستكتشف أن هناك أكثر من 70% من الفاعلية المهدرة لديك وذلك ناتج عن جهلك في تلك الطاقات التي يملكها كل منا ولكن لا يستطيع إدارتها وتفعيلها، وإذا انسحبت هذه النظريات على مستوى الشركات والمنشآت في قطاع المال والأعمال فإنك تجد كثيراً من التراجعات والإخفاقات في تحقيق النتائج والوصول إلى النجاحات المرسومة تعود بغالبيتها إلى إهدار تلك الطاقات وعدم تفعيلها داخل دائرة الموارد البشرية وعلى وجه الخصوص في عالمنا العربي، وأنك إن أمعنت النظر في المنشآت التي تقع خارج خارطة أوطاننا وبالذات في الدول المتقدمة فإنك تجد لتلك الطاقات كثيراً من الرعاية والعناية الكفيلة بتفعيلها وشحذها لتعطي أقصى النتائج وتصل إلى أعلى معدلات النجاح، ولنا في رسول الهدى صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة فما من مجال هو في صالح الأمة وداخل أُطر مصلحتها وخيرها إلا تصل له تلك اليد الحانية والفاعلة بالخير والتوجيه، فقد كان عليه أفضل الصلاة والسلام يتعامل مع تلك الطاقات في الحروب والسلم خير تعامل تارة بتفعيل الطاقة
الجسمانية وتارة بشحذ الطاقات النفسية والروحية وأخرى برفع همم الطاقة الذهنية كل حسب الحاجة ومعطيات الموقف.
Kmkfax2197005@hotmail.com