Al Jazirah NewsPaper Monday  08/06/2009 G Issue 13402
الأثنين 15 جمادىالآخرة 1430   العدد  13402
مستعجل
فوضوية الأراضي.. صكوك مضروبة 2-2
عبد الرحمن بن سعد السماري

 

تحدثت في الحلقة الأولى من هذه الزاوية عن معاناة من حصلوا على صكوك ولم يستطيعوا التصرف فيها.. إما لأنها صكوك مزدوجة.. أكثر من صك على قطعة واحدة.. أو لأن هناك مشكلة في الأرض نفسها.. أو الأرض المفرغ أو لأن الصك الأصلي غير صحيح أو لأي سبب من الأسباب التي جعلت هذا المسكين أو ذاك يدفع كل تحويشة العمر.. وفوقها أسلاف وديون.. ثم يفاجأ أنها طارت كلها في ورقة صغيرة لاتساوي أي شيء.. وهذه كما أسلفت.. مصيبة أكبر من مصيبة ضياع الفلوس في سوق الأسهم.. عندما شفط هذا السوق كل أموال الضعفاء.. غير أن سوق الأسهم أبقى لهم بعض الشيء.. وأتاح لهم فرصة الحصول على أرباح سنوية ووفر لهم سندات ذات قيمة، وقد ترتفع هذه الأسهم في يوم من الأيام.. وربما تعود إلى سابق قيمتها أو أكثر.. لكن هذا الصك (المضروب) الصادر من كتابة العدل.. لاقيمة له على الإطلاق..

* نسمع عن مخططات موقوفة.. وعن صكوك مزورة.. وصكوك متداخلة.. وصكوك عليها مشاكل.. وصكوك تحتاج إلى مراجعة وهي كلها.. تحمل اسم (صكوك شرعية) صادرة من كتابات العدل.

* أين المسؤولية؟

* وأين المسؤول؟

* وكيف وصل الأمر إلى هذا الحد؟.. وكيف صارت بعض الصكوك الصادرة من كتابات العدل.. غير سليمة؟

* هل المسؤولية مشتركة بين كتابات العدل والبلديات؟

* وهل البلديات تتحمل جزءا من المشكلة؟

* ما سبب الإشكالية التي لازمت كتابات العدل لدينا أكثر من نصف قرن؟

* نحن نعايش هذه المشكلة.. ونعرف عنها.. ونسمع بها منذ نصف قرن.

* نسمع عن أراض موقوفة.. وصكوك عليها مشاكل وتداخلات وازدواجية منذ أكثر من خمسة عقود.

* نسمع عن نقل فلان ومعاقبة فلان في كتابات العدل منذ عقود.. أو كما يقول العوام (من سنة جدي) لكن الضحية و(الطقة) دائماً في رأس الضعفاء المساكين.

* نعم.. كتاب العدل وحدهم.. يتحملون الكثير من مشاكل ما يحصل عندنا.. وعليهم مسؤولية أكثر.. ومن هنا.. كانت المحاسبة والملاحقة.

* إن المشكلة التي أود التطرق لها في هاتين الزاويتين: هي ليست السعي لحل مشاكل الاراضي لدينا.. فتلك ربما تكون مشكلة عويصة وصعبة.. بل و(كايده)؟، ولكن المشكلة التي أود طرحها هنا.. وأريد أن يتدخل المسؤول لحلها.. هي مشكلة هؤلاء المساكين الضعفاء.. الذين يحملون أوراقاً كبيرة على أنها صكوك شرعية تملكهم أراضي وهي في حقيقتها لاشيء.

* هؤلاء الضعفاء الذين جمعوا (التحويشة) مضافاً إليها أسلاف وقروض.. واشتروا أرضاً على أمل تملك منزل.. واكتشفوا أنهم تعرضوا لعملية (نصب) موثقة.

* ما الحل؟

* وأين الحل؟

* من يعيد لهؤلاء فقط.. فلوسهم؟

* رأس المال فقط..؟

* هم فقط.. يريدون السلامة.

* من ينصفهم ممن باعهم أو ضحك عليهم؟

* الشرع يقول.. عليك الرجوع على ما باعك؟!

* وأين من باعه؟ ويرجع على من؟!

* بعض الصكوك يحمل أكثر من عشر عمليات شراء.. وفي النهاية يكتشف الأخير عند رغبة البناء أو البيع.. أن الصك مضروب.

* إنني أتحدث فقط.. عن مشكلة هؤلاء الذين اشتروا أراضي بمئات الملايين طمعاً في الحصول على مسكن ووجدوا أن هذه الأرض سراب ليس لها وجود.

* أريد أن أسأل عمن ينصف هؤلاء فقط.

* ليست مشكلتي هنا.. البحث عن حل لمشكلة كتابات العدل ولا كتاب العدل (وأن أكثرهم بفضل الله علماء أجلاء لهم مكانتهم ومنزلتهم وهم أعوان القضاة.. بل هم قضاة.

* المشكلة هنا.. مشكلة المسكين.. الذي دفع (بقريشاته) ثم طارت بصك (يبله.. ثم يشرب مويته)..!!




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد