لا أحسب أن الإسلام بحاجة لأن يعززه أحد من البشر فقد عزَّزه خالق الكون، ربُّ الأنبياء والرسل من ختم أديانه على الأرض به، لكن الإسلام يحتاج لأبنائه لأن يتجاوزوا جبال الثلج التي انتصبت في غفلتهم بينهم وبين البشر في أنحاء الأرض، وأن يعيدوا صياغة سلوكهم الفكري والعملي، ويظهروا مواقفهم الصادقة نحو دينهم، لا يتقاعسون لشهرة، ولا يتجاوزون لعلو، ولا يفرطون لغاية، ولا يتهاونون لخوف، ولا يتخلفون عن عمل، ولا يهملون نعم الله فيهم فيتكالب عليهم من يجمد الثلج ليجعل منه جبالاً حاجزة بين حقيقة أنهم خير أمة أخرجت للناس، ويتبنى هذه الخيرية من يعلون بالعلم وينتشرون بمنجزاته ويسيطرون بعقولهم ودأبهم وجدهم، الإسلام ليس بحاجة لمنصات المتحدثين عنه بما هو فيه فيظنون أنهم المانحون له أكف السلام أو بوصلات العبور، الإسلام هو الأنور في المنصات والأسمى في المحافل، والأول في القوائم، خضعت له جبابرة الفرس والروم وعزز به القاصي والداني وعلا به الفقير والغني وأنصف بعدله المظلوم من الظالم وتباهى بمعارفه العالم على الجاهل وتواضع بقوته المكين أمام الأضعف،.. فمتى يقفز المسلمون جبال الثلج ويذوبونها لتجري أنهاراً يُبحر فيها المتجهون لمرافئ الإسلام النقية ومواقف المسلمين الجلية..؟
إنها رسالة المربين المنشِّئين لتكون لهم شاهد صدق.