بيروت - وكالات
شهدت مراكز وصناديق الاقتراع حركة كثيفة جداً من المقترعين في كافة المراكز الانتخابية في دوائر بيروت الثلاث. وتميزت عمليات الاقتراع بمشاركة كبار المسؤولين في الدولة وعائلاتهم من أبرزهم رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيسي مجلس الوزراء فؤاد السنيورة والنواب نبيه بري والوزراء والنواب والشخصيات السياسية فضلاً عن المرشحين إلى الانتخابات من قوى الموالاة والمعارضة. وقد اشتكى العديد من المقترعين من صعوبة الوصول إلى صناديق الاقتراع لكثافة الزحام وأشار بعضهم إلى أنه بقي لأكثر من ثلاث ساعات قبل التمكن من التصويت.
يشار إلى أن كثافة المشاركة في الانتخابات الحالية وفقا لما أفادت التقارير فاقت التقديرات وهي غير مسبوقة في تاريخ لبنان. وفتحت صناديق الاقتراع صباح أمس حيث تجرى انتخابات نيابية تعتبر مفصلية بسبب حدة التنافس بين قوى 14 آذار الممثلة بالأكثرية الحالية والمدعومة من الغرب وقوى 8 آذار القريبة من دمشق وطهران.
وبدأ الناخبون اللبنانيون بالادلاء بأصواتهم عند الساعة 7.00 بالتوقيت المحلي 4.00(ت.غ) صباح الأحد وسط إجراءات أمنية مشددة لضمان الأمن خلال يوم الانتخابات. ويتولى حوالى خمسين ألف عنصر من الجيش وقوى الأمن الداخلي الحفاظ على الأمن ضمن خطة أمنية كبرى. ويجري التنافس على 125 مقعداً في البرلمان اللبناني من أصل 128 مقعداً بعدما فاز ثلاثة مرشحين بالتزكية. ومقاعد البرلمان موزعة مناصفة بين المسلمين والمسيحيين يتم انتخابهم وفق النظام الأكثري البسيط. ومدة ولاية المجلس النيابي أربع سنوات. ويبلغ عدد أقلام الاقتراع حوالى 1700 في 26 دائرة انتخابية. وعدد الناخبين يبلغ بحسب القوائم الانتخابية الصادرة عن وزارة الداخلية، ثلاثة ملايين و257 ألفاً، إلا أن نسبة كبيرة منهم موجودة خارج البلاد.
إلى ذلك أكَّد وزير الداخلية اللبناني زياد بارود أمس الأحد أن الاقبال على الاقتراع في الساعات الأولى لليوم الأحد كان (كثيفاً) معتبراً أنه (دليل عافية) ولافتاً إلى أن الاشكالات حتى الآن (نادرة جداً).
وقال بارود بعد الادلاء بصوته في مسقط رأسه في جعيتا (شمال شرق بيروت) (الاقبال الكثيف على الاقتراع دليل عافية، المهم أن نفسح المجال ليتمكن أكبر عدد من الاقتراع). وأوضح أن الوزارة بدأت (توزيع معزل إضافي في األام الاقتراع لتسريع العملية) خصوصاً وأن استخدام المعزل الزامي. ويتوقع أن يكون للقادمين من الخارج والذين تقدر أعدادهم بالآلاف وصلوا خلال الأيام الماضية، بحسب مصادر ملاحية وماكينات انتخابية، دور مهم في ترجيح كفة هذه أو تلك من الجبهتين السياسيتين المتنافستين.
ويشارك في مراقبة الانتخابات حوالى 2200 مراقب محلي وأكثر من مئتي مراقب أجنبي، أبرزهم من الاتحاد الأوروبي ومنظمات دولية غير حكومية. وستتركز المعركة على حوالى ثلاثين مقعداً فقط، إذ يجمع المحللون على أن المقاعد الأخرى محسومة أو شبه محسومة بسبب الاصطفافات الطائفية الحادة ولا سيما في المناطق ذات الغالبية السنية والغالبية الشيعية. وتتوزع المقاعد المتنازع عليها في الدوائر الانتخابية ذات الغالبية المسيحية، كون المسيحيين مقسومين بين الأكثرية والمعارضة. ويرى المحللون أن الأغلبية في البرلمان ستحدد بالاستناد إلى عدد ضئيل جداً من المقاعد. وينتظر أن تعلن النتائج الرسمية للانتخابات اعتباراً من بعد ظهر اليوم الاثنين، علماً أنها المرة الأولى في تاريخ لبنان التي تجري فيها الانتخابات في كل المناطق اللبنانية في يوم واحد.
يشار إلى أن قوى 14 آذار تشغل 67 مقعداً في المجلس النيابي الحالي بينما حصة المعارضة فيه 55، وهناك خمسة نواب مستقلين، بالاضافة إلى مقعد شاغر في البرلمان منذ اغتيال النائب انطوان غانم في ايلول/سبتمبر 2007م.