Al Jazirah NewsPaper Sunday  07/06/2009 G Issue 13401
الأحد 14 جمادىالآخرة 1430   العدد  13401

في الوقت الأصلي
عذراً أيها الزميل.. هم لا يكرهون الهلال؟!
محمد الشهري

 

زميلنا الكاتب بجريدة الوطن الأستاذ محمد الزهيان.. كتب مقالاً تحت عنوان: (لماذا يكرهون الهلال)؟!.

* تناول في ثنايا مقاله ذاك جملة من الشواهد والقرائن التي تدين ممارسات الكثير من منسوبي وأنصار الأندية الأخرى تجاه الهلال تحديداً.. واصفاً ذلك التعاطي ب(الكره).

* ودلل على ذلك بما تلاقيه أندية القمة المماثلة للهلال في معظم بلدان العالم من ممارسات تنطلق من مفهوم (كل ذي نعمة محسود)؟!.

* وإن كان لي من تحفظات أو ملاحظات على ما جاء في طرح الزميل (الزهيان).. فلن تتجاوز مسألة عدم التوفيق في وصفه للحالة ب(الكره).

* ذلك أن الكره من الأمور متعددة الدواعي والاتجاهات.. فقد يكون في الدين، وقد يكون في السلوكيات، وقد يكون في الأخلاقيات، وقد يكون في اختلاف الطباع.. إلى ما هنالك من الأسباب والمسببات.

* أما ما يواجهه الهلال من دسائس ومكائد، ومن حروب معلنة وغير معلنة على أكثر من صعيد وأكثر من اتجاه.. فمن المؤكد أن الباعث الأساسي لها هو أحد أطوار (الحسد) الذي قال فيه الراجز:

(لله در الحسد ما أعدله

بدأ بصاحبه فقتله)

كما قال فيه الشاعر:

(اصبر على كيد الحسود

فإن صبرك قاتله

فالنار تأكل بعضها

إن لم تجد ما تأكله)

* وهنا يتضح مدى ما يمثله داء الحسد من خطر الإيذاء والإضرار بصاحبه قبل غيره.. فالراجز وصفه بالقاتل لصاحبه، والشاعر وصفه بالنار التي تأكل بعضها (عياذاً بالله).

* والمعروف أن أطوار الحسد تبدأ بالغيرة التي تتمثل في استكثار النعمة على المحسود.. ثم ينتقل إلى الطور الثاني المتمثل بتمني زوال تلك النعمة، وتدريجياً يتحول إلى حالة من (الحقد).. ثم يتحول في آخر أطواره إلى مرض يعرف ب(الغل)، حيث تجتمع في نفس المصاب به الكثير من الأبليات التي من أبرزها النظر إلى المحسود بعدائية (؟!).

* كذلك فإن من المعروف أن هذا النوع من المرضى لا يعملون، وإذا عملوا فإن الفشل حليفهم عملاً بمضمون الحديث الشريف: (إنما الأعمال بالنيات..).

* لهذا: هم لا يكرهون الهلال يا زميلي العزيز بقدر ما هم يتعاملون معه بدافع قوي من حالة صعبة ومستعصية مما يختلج في أنفسهم من حقد وغل، ولكنهم لم ولن يفلحوا في تحقيق مآربهم، وسيظلون يمثلون حطب النار التي ستأكلهم إن هم بقوا على حالهم تلك.

* نسأل الله العافية مما أصابهم.

بفلوسنا يضحكون علينا؟!

* الاستغفال، والاستكراد بلهجة الأشقاء في مصر، أشكال.. غير أن أكثرها إيلاماً إلى درجة الغبن.. هي تلك التي تستهدف أعرض شرائح المجتمع بكل جرأة وبكل أريحية (!!).

* المؤسف والمحزن في آن واحد.. أننا كسعوديين، أصبحنا مرتعاً وأرضاً خصبةً لممارسة أنواع متعددة ومختلفة من الاستغفالات والاستهبالات المفضوحة وكأن الأمر لا يعنينا.

* يتضح ذلك بجلاء مع تكرار تلك الممارسات، كدليل على أننا لا نتعلم ولا نريد أن نتعلم (!!).

* ولعل الأنكى من ذلك.. أننا أصبحنا في نظر أصحاب المهارات العالية في فنون الضحك على الذقون والابتزاز والغش مجرد جماعة من (الهبل) والسفهاء الذين لا يحسنون التصرف في أموالهم وبالتالي سهولة اصطيادهم والضحك عليهم (؟!!).

* هنا لن أتحدث عن سلسلة طويلة من المسابقات والبرامج الفضائية التي تندرج ضمن هذا الإطار.. سواء على مستوى الأدب الشعبي أو غيره من المجالات الأخرى التي ظلت وما زالت ميداناً لسباق الفضائيات بغية الظفر باصطياد أكبر قدر ممكن من الشرائح اللاهثة خلف تلك الفضائيات وبرامجها ومسابقاتها الخداعية (؟!).

* ولكنني سأتحدث عن آخر المهازل في هذا الجانب، والمتمثل بما يطلق عليه - زوراً - مسابقة اختيار النجم السعودي الأبرز للموسم المنقضي، والذي أعلنته إحدى الفضائيات منذ عدة أشهر.

* ذلك أنه مع بدء الإعلان عن المسابقة.. تم تحديد مؤهل كسب الجائزة بالأفضلية فقط.. دون إخضاع عملية التقييم للآراء الفنية وحصر مهمة تحديد البطل المنتظر على رسائل المشاهدين.. في خطوة أولى من خطوات الغوص في الشبهات والتلاعب والخداع (؟!).

* وفي منتصف المشوار (الشبهة)، وعندما لاحظوا بأن الأمور تسير في الاتجاه المعاكس لشرط ومضمون المسابقة المعلن عنه، وأن ثمة من بدأ يتساءل صراحة عن الآلية الحقيقية المتبعة للمسابقة المزعومة.. عندئذ اضطروا إلى إضافة عنصر الجماهيرية إلى الأفضلية.. وذلك في سبيل تمرير (المهزلة) وبالتالي ضمان استمرار تدفق شلالات التصويت (البلهاء) حاملة معها الأموال الطائلة.. لا سيما في ظل النجاح الباهر في تحقيق الغرض الأساسي من (لعبة) المسابقة المتمثل بالكسب المادي أولاً، والانتشار ثانياً على حساب (هبل وسفهاء) السعودية (؟!!).

* ولأنهم من أتباع (البحبحاني) لذلك لم يجدوا غضاضة في (لحس) المرتكز الأول للمسابقة المتمثل بشرط الأفضلية عند إعلانهم عن بطل مسابقتهم كون الشرط الأساسي المعلن عنه في البدء، لا يتوفر فيه لسبب أو لآخر.. لذلك استبدلوه بمؤهل الأكثر جماهيرية (؟!!).

* مهزلة أخرى تمثلت في ذهاب مسيري البرنامج إلى أبعد مدى في الكذب واحتقار عقول الناس عندما زعموا بأن بطل مسابقتهم هو صاحب الشعبية الأولى على المستوى السعودي وليس على مستوى ناديه.. رغم إدراكهم ويقينهم بأن الذين منحوه أصواتهم من خلال سيل الرسائل.. هم جمهور ناديه فقط وهنا مكمن السخرية (!!).

* السؤال: هل كان الفائز بعدد أصوات جماهير ناديه بحاجة إلى شهادة كهذه مدفوعة الثمن لإثبات حقيقة كونه صاحب الجماهيرية الأولى بين زملائه في الفريق (؟!!).

* بئس الشهادة.

المعنى

وش بقى ما صار يا دنيا العجائب

ويش هذي المضحكات المبكيات


 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد