العملاق سيبستيان أبريو تحدث عن مستقبله مع فريقه ريال سوسيداد ومنتخب بلاده الارجواي عندما حل ضيفاً على موقع الفيفا كواحد من أبرز نجوم التصفيات الذين قد تكون لهم بصمة مباشرة في تأهيل منتخب بلاده لنهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010م
* سيبستيان أنت تلعب في دوري الدرجة الثانية في إسبانيا وأنت أساسي في منتخب الارجواي وعمرك 32 عاماً، ما هو شعورك حول تأخرك في اللعب في الدرجة الثانية الإسبانية؟
- وجدت الترحيب الحار من قبل المشجعين هنا والأحوال الاجتماعية والمالية جيدة، سجلت عشرة أهداف في سبع عشرة مباراة لعبتها وأعتقد أنه معدل جيد بالنسبة لي ومتأكد من أنني اتخذت القرار الصحيح باللعب في سوسيداد.
* وماذا عن منتخب بلادك الأرجواي؟
- نحن نعمل بشكل جيد حسب مشروع جدي وطويل المدى بقيادة المدرب الموسيقار أوسكار تاباريز الذي أشرف على الفئات السنية (الناشئين تحت 17عاما والشباب تحت 20 عاما) وبالتالي على المنتخب الأول، وكرة القدم في الأرجواي تسير على نفس المسار الجيد لها وبثبات نحو تقديم كرة جيدة ولاعبون ومواهب جدد، في التصفيات الحالية قدمنا مستويات جيدة ونهدف لتفادي المباراة الفاصلة لضمان مركز مؤهل للمونديال العالمي بشكل مباشر.
* الأرجواي لعبت المباراة الفاصلة المؤهلة لكأس العالم مرتين في تصفيات كأس العالم 2002 و2006م هل هي الآن في نفس الموقع لتلعب للمرة الثالثة مباراة فاصلة لتصل لكأس العالم؟ هل التأهل بالنسبة لكم شيء في متناولكم؟
- نحن الآن أقرب للتأهل بشكل مباشر للمونديال لأن مركزنا أفضل من المرات السابقة، كما أن منتخبنا صلب ويمتلك لاعبين مميزين قادرين على تحقيق الفوز في جميع المباريات المتبقية لنا في التصفيات، وحتى في أسوأ الأحوال سنصل للمباراة الفاصلة ونتأهل عن طريقها للمونديال ولكن الأهم هو الفوز في كل المباريات لنتأهل مباشرةً.
* لكن مواجهتكم القادمة ستكون ضد البرازيل؟
- بالنظر للإحصائيات الأرجواي دائماً تلعب مبارياتها أمام البرازيل بشكل ممتاز على مر التاريخ، نحن دائماً ما نكون في قمتنا النفسية عند مواجهة البرازيل وذلك شيء ثابت بالنسبة لنا في كرة القدم، وفي مواجهتنا الأخيرة في ملعب ساوباولو في البرازيل الجميع قال إن الأرجواي اليوم لن تظهر بالشكل المعتاد وتقف في وجه البرازيل (وما هي إلا تسع دقائق فقط إلا وشباكهم تهتز في المباراة التي خسرناها بنتيجة 2-1)، كذلك الحال في دور الأربعة في بطولة كوبا أمريكا 2007م كلما تقدموا واعتقدوا أن المباراة باتت سهلةً عليهم كلما سجلنا هدف التعادل حتى وصلنا بهم للركلات الترجيحية، وعاجلاً أم آجلاً نحن سنهزمهم.
* لماذا يرتفع مستوى الأرجواي عند مواجهتهم للبرازيل بالذات؟
- يأتي ذلك لنا من أسلافنا الذين سبقونا بلعب كرة القدم والذين ارتدوا قميص السيليست بالفخر (الشعور بالفخر والاعتزاز بالنفس). كرة القدم البرازيلية أكثر تقنية لكن المزاج والفخر لهما دور كبير في اللعبة، سبق وأن شاهدت المباريات المسجلة لمن سبقونا في اللعب ضد البرازيل والذين لم يستسلموا أبداً أمامهم ونحن كبرنا وغرس فينا ذلك. الأرجوانيين مثل الأرجنتينيين بذلك الاعتبار لا يعرفون الاستسلام لأحد، مع ذلك عندنا مسيرة كروية أقل.
* دائماً ما تتألق ضد البرازيل.. أليس ذلك صحيحاً؟
- نعم هم يعرفونني جيداً.. لعبت مرتين ضدهم وزرت شبكاهم ثلاث مرات (ليس من السهل أن تهز شباك البرازيل ثلاث مرات في مباراتين) لكنهم لا يحفزونني عندما ألعب ضدهم أنا فقط أحترم قميص منتخب بلادي وكما قلت غرس فينا أن نلعب ونحن نشعر بالفخر والاعتزاز وهو ما يساعدنا على تقديم أعلى المستويات.
* بعد تسجيلك هدف التعادل في مرمى البرازيل في كوبا أميركا انتابك نوبة بكاء بعد الهدف.. لماذا بكيت؟
- بعد أن أحرزت الهدف سقطت على ركبي ووقتها لم أستطيع أن أحبس الدموع لأن صور طفولتي أومضت أمام عيني حيث أني تذكرت أنني كنت ألعب مع أصدقائي وكنت دائماً أتظاهر بالتسجيل في مرمى البرازيل، تذكر كل ذلك في هذه اللحظة كان مؤثراً حقاً.
* إذاً.. هل سيحدث هذا مرةً أخرى لو سجلت في مرمى البرازيل؟
- لا أعرف، لكن الشيء الأكثر أهمية هو الاحتفال مع بقية المجموعة ككل تعلمت ذلك بعد الفوز ببطولة كوبا أميركا في فنزولا.. فرحة الطاقم الإداري والمدرب واللاعبين وكل العاملين كانت رائعة.
* لماذا أضعت ضربة الجزاء في دور الأربعة ببطولة كوربا أميركا 2007م ضد البرازيل؟
- هو ليس شيئاً تكون مستعداً له مقدماً عندما تتقدم للتسديد فإنك تقرر في لحظة التسديد القرار النهائي إلى أين ستتجه الكرة لأنه يجب عليك أن تراقب وتحلل نفسية الحارس وإلى أي زاوية سيتجه ومع تسديدك للكرة فإن الأدرينالين يحدد رؤيتك للكرة وهي تذهب للشباك أو ليدي الحارس أو لخارج المرمى وعلى كل الأحوال أنت تعمل على تنفيذه.
* هل تعتقد أن الفوز بالنقاط الثلاث سيعطي دفعة معنوية هائلة للفريق في مشواره نحو التأهل؟
- بكل تأكيد لأن فوزنا بالنقاط الثلاث سيعني أننا ضربنا منافس قوي ومباشر، العديد من الناس لا يعتقدون أننا قادرون على ذلك لكني أعتقد أننا قادرون على أخذ النقاط الثلاث في مواجهتنا يوم الخميس ضد فنزويلا.
* الجماهير البرازيلية ستتذكر دييجو لوجانو قائد منتخب أروجواي الموقوف منذُ لقائكم بالبرازيل في مباراة الذهاب في ساوباولو.. ما هو مقدار تأثر الفريق بغيابه؟
- كل لاعب له مساهمة مختلفة عن غيره من اللاعبين، نحن نتحدث عن قائدنا ولاعبين البرازيل يعرفونه ويحترمونه جيداً، ولكننا سنحظى بعودة بعض اللاعبين الذين كانوا غائبين وهو ما سيخفف علينا بكل تأكيد غياب القائد.. فعلى سبيل المثال هناك عودة المهاجم الفذ دييجو فورلان (هداف الدوري الأسباني) الذي استطعنا في السابق تغطية غيابه ونأمل هذه المرة أن نقوم بتغطية غياب لوجانو.
* أخبرتنا في مقابلة سابقة أنه لو خيرت أن تنضم لأي جيل من الأجيال التي مثلت منتخب أروجواي لاخترت الجيل الفائز ببطولة كأس العالم 1950م هل مازلت ستختار نفس الجيل؟
- بالطبع سأختار أن أكون في ذلك الجيل البطل الذي هزم البرازيل وهم في قمة مستواهم وأمام 200 ألف مشجع أروجوياني، قاموا بصدهم وتحويل نتيجة المباراة لمصلحتهم، لا أعتقد أن ذلك سيحصل مرةً أخرى، ولو كان عندي آلة الانتقال عبر الزمن لذهبت عن طريقها وشاهدت المباراة حتى وإن كان كمشجع فقط، ذلك الجيل هو ما جعل الكرة في الأروجواي على ما هي عليه اليوم.