تُمثِّل مبادرة الأستاذ خالد بن عمر البلطان - رجل الأعمال المعروف بتحمل كافة تكاليف إنشاء مركز لجمعية الأطفال المعوقين في محافظة الرس إحدى صور المسؤولية الاجتماعية التي يتحملها قطاع رجال الأعمال في بلدنا، وتجسيداً مميزاً للتكاتف والتراحم بين أبناء المملكة.
وفي حوار خاص مع البلطان أكّد أن ما قام به هو جزء من رد الجميل الذي يحمله في عنقه لبلده الصغير (الرس) وللمملكة بوجه عام، مشيراً إلى أن القطاع الخاص بات يمثل لاعباً رئيسياً في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية... وفيما يلي تفاصيل الحوار:
* بادرتم بتبني فكرة إنشاء مركز لجمعية الأطفال المعوقين بمحافظة الرس... ما هي حيثيات هذه المبادرة ؟.
- بداية أود أن أعرب عن شكري لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز وللمسؤولين في جمعية الأطفال المعوقين الذين أتاحوا لي فرصة المساهمة في دعم هذه المؤسسة الخيرية، وأيضاً في خدمة أهلي من أبناء الرس ومنطقة القصيم من خلال هذا المركز الذي سيوفر بمشيئة الله رعاية متكاملة مجانية للأطفال المعوقين، وأود أن أشير إلى أن فكرة هذا المركز ما هو إلاّ جزء يسير من دين أحمله ويحمله الملايين من أبناء هذا البلد الطيب تجاه وطنهم الذي فضله على الجميع، ويجب أن نؤدي هذا الدين كلاً حسب استطاعته ومكانه، وهو ما تربينا عليه، و تعلمناه ونلمسه من خلال مبادرات أهل الخير في بلادنا، الأمر الذي تجسّد في انتشار المئات من مؤسسات العمل الخيري والإنساني في كافة مناطق المملكة العربية السعودية. كما يسعدني أن أسجل هنا تقديري لما حظيت به فكرة مشروع المركز من اهتمام ودعم من صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم وذلك في إطار ما توليه الدولة من مساندة لمشروعات العمل الخيري.
* يرى المسؤولون في جمعية الأطفال المعوقين أن تبنيكم لإنشاء مركز الرس يُعد نموذجاً للمسؤولية الاجتماعية لرجال الأعمال في المملكة... كيف ترون من جانبكم دور القطاع الخاص في التنمية الاجتماعية ؟.
- كما أسلفت أن كافة فئات المواطنين يحملون في أعناقهم ديناً لهذا الوطن، وما رجال الأعمال إلا قطاعاً يؤمن بهذا الفكر، ويعمل على بلورته على أرض الواقع، خاصة في ظل تنامي دور القطاع الخاص في الشأن الاقتصادي بما يحظى به من دعم وتسهيلات من الدولة، وأستطيع أن أؤكد أن المملكة العربية السعودية باتت نموذجاً رائعاً لتكاتف جهود الدولة مع مبادرات القطاع الخاص عطفاً على ما حظي به هذا القطاع من دعم ومساندة من حكومة خادم الحرمين الشريفين الأمر الذي كان وراء تنامي دوره وتعاظم تواجده، كما أن القطاع الخاص في هذا البلد الكريم أصبح قدوة تحتذى في المسؤولية الاجتماعية بتبنية مبادرات متميزة على صعيد العمل الاجتماعي والخيري والمساهمة في مشروعات تنموية حيوية تسير جنباً إلى جنب مع جهود الدولة في توفير حياة كريمة للمواطنين.
* أعلنت الجمعية عن نيتها لإنشاء وقف خيري مواكب للمركز تسهم مداخيله في دعم نفقات تشغيل المركز وما يقدمه من خدمات مجانية... ما تقييمكم لتلك الفكرة ووسائل مساندتها ؟.
- الوقف الخيري سنة إسلامية حسنة أسهمت على مدى التاريخ الإسلامي في تكامل المجتمع وتراحمه، ولها السبق في انتشار ثقافة الصناديق الخيرية الاستثمارية في الغرب التي تمول الآن الآلاف من المشروعات الخيرية في العالم، والتي تضمن استمرارية خدمات تلك المؤسسات وتطويرها.
ومن ثم فإن نهج جمعية الأطفال المعوقين في تبني إنشاء وقف خيري مواكب لمركزها في الرس بحيث تسهم إيراداته في دعم نفقات تشغيل المركز وما يقدمه من خدمات مجانية تصل ميزانيتها إلى نحو ثلاثة ملايين ريال سنوياً، هو توجه يجسد رؤية علمية تميزت بها هذه الجمعية وآلية عمل متطورة تستهدف تطوير خدماتها وتوسعها وضمان استمراريتها دون الاعتماد على التبرعات كمصدر رئيسي للدخل وأجدها فرصة لدعوة أهل الخير من أبناء القصيم وكافة مناطق المملكة للمساهمة في هذا الوقف الخيري والذي سأكون في ضوء التنسيق مع الجمعية أول المبادرين في إنشائه بحول الله.
* تقوم مؤسسات العمل الخيري في المملكة بدور محوري يواكب جهود الدولة في توفير خدمات ضرورية للمواطنين... إلى أي مدى نجحت تلك المؤسسات في الوصول برسالتها إلى المجتمع واستقطاب دعمه ؟.
- دعنا نتفق أن جذور الخير في هذا البلد الطيب متأصلة، تستمد من تعاليم الدين السمحاء ونور الرسالة التي بزغت شمسها على هذه الأرض، وعليه فإن ماجُبل عليه أبناء هذا الوطن من حب للخير هو جزء من قيمهم وثقافتهم وموروثهم العقائدي والسلوكي، ومن ثم فإن انتشار مؤسسات العمل الخيري في المملكة هو أمر طبيعي في تربة صالحة وبيئة مواتية، وفي ظل توفر القدوة ممثلة في قادة هذا البلد الكريم.
وأؤكد في هذا الصدد أن مؤسسات العمل الخيري تمكنت خلال العقود الأخيرة بفضل دعم الدولة وتفاعل أهل الخير من تحقيق نقلة نوعية متميزة في أسلوب عملها وفي تبنيها لخطط إستراتيجية تستهدف تحقيق تنمية مستدامة وتوفير خدمات حيوية، وهو أمر ما كان له أن يتم دون تفاعل المواطنين وثقتهم في أداء تلك المؤسسات وفي النتائج التي تحققت على أرض الواقع، ونرى في جمعية الأطفال المعوقين وتجربتها مثالاً متميزاً على النجاح في تنمية الوعي بقضية الإعاقة وكيفية التعامل معها، وحشد المساندة المجتمعية لرسالتها.