Al Jazirah NewsPaper Sunday  07/06/2009 G Issue 13401
الأحد 14 جمادىالآخرة 1430   العدد  13401
أضواء
وجهة نظر إعلامية
جاسر عبد العزيز الجاسر

 

لم يعد خافياً أن هناك العديد من القنوات الفضائية تعمل لخدمة توجهات إعلامية وسياسة دول بعينها، فليس صعباً تحديد القنوات التي تخدم السياسة الإعلامية لإيران مثلاً، كما أن هناك محطات فضائية محسوبة على المملكة العربية السعودية وأخرى على قطر ورابعة على دول خليجية وشمال أفريقيا. وبخلاف القنوات الرسمية التي يفترض أن تهتم بخدمة التوجهات السياسية والإعلامية للبلدان التي تنشئها وتخصص لها الميزانيات والأموال الكبيرة، فإن هناك قنوات ينشأها مستثمرون يحملون جنسية بلد عربي بعضهم يحاول خدمة سياسة بلده بأن يكون توجه محطته الفضائية لخدمة السياسة الإعلامية للبلد الذي ينتمي إليه، خاصة وأن هؤلاء المستثمرين يحصلون على مساعدات مالية وبملايين الدولارات (ثمناً) لما يقدمونه من خدمات..!! ولهذا فإن الأمر لم يعد محصوراً بالانتماء والوطنية.. بل أيضاً هناك استثمار.

إلا أننا نلاحظ فروقاً كبيرة في المهنية والاحترافية، بل وحتى في إدارة وتوجيه تلك القنوات، فالقنوات الفضائية التي تخدم السياسة الإعلامية لجمهورية إيران الإسلامية نراها بأنها تؤدي عملها باحتراف ومهنية.. وبمستوى عال من الالتزام السياسي والمهني إلى حد الإيمان المطلق والصادق للخط السياسي والإعلامي لفكر نظام طهران، وبأسلوب مهني راق وخاصة في ثلاث أو أربع محطات من بين الأربع والثلاثين التي أطلقتها الجهات المؤيدة لإيران ولاية الفقيه.

أما المحطات الفضائية المحسوبة علينا، فإن القائمين على إدارتها يوظفونها كل حسب انتماءاته القطرية وقناعاته الفكرية والسياسية، فالمحطة الفضائية الكبرى التي تلتهم ملايين الدولارات بحجة دعمها للمواقف السعودية، نراها تهتم بقضية مقتل سوزان تميم، كنموذج لتركيزها على القضايا اللبنانية والتي تأخذ مساحات كبيرة من البث لا يمكن أن تقارن بها مساحات البث التي تهتم بالشأن السعودي، حتى إذا أضيفت التحقيقات والأخبار التي تسيء للسعوديين وتجد طريقها لشاشة تلك المحطة الفضائية الكبيرة، لأن الذي ينتقي الموضوعات هو من تلك النوعية التي تهيمن على المحطة والتي تنتمي لجنسية محددة أصبحت طاردة لكل ما هو سعودي وأن تركوا الإدارة العامة التي يجامل من يحتلها أفعالهم التي أوصلت إلى محاصرة المذيع السعودي الوحيد وإبعاده. وحتى اختيارات موضوعات الصحف التي تنقل من الصحف السعودية، فيجب أن تكون ذات توجه خاص يتوافق مع نهج التغريب الذي تسير عليه المحطة.

يقال إن المحطة إياها أُنشئت لمواجهة نجاح (الجزيرة الفضائية)، لا بأس، ولكن اعملوا مثل الجزيرة الفضائية التي أصبحت (الرافعة الإعلامية) للسياسة الخارجية لدولة قطر، في حين انشغلت المحطة الكبيرة بخدمة الشأن اللبناني من متابعة قضية مصير المغنية اللبنانية ومقتلها.. إلى الانتخابات البرلمانية اللبنانية التي ستفرض متابعتها ونتائجها علينا الأيام القادمة.



jaser@al-jazirah.com.sa

 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد