أجاز فضيلة الشيخ عبدالعزيز الفوزان أستاذ الفقه المقارن بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية (التصفيق) بهدف التشجيع، وقال: إن (علماءنا قد أخطأوا عندما حرموا التصفيق وأن ذلك فيه تضييق على الناس).
الشيخ الفوزان حل عقدة كانت تضيق على فئة من الناس في حفلاتهم وبرامجهم وكنا إلى زمن قريب قبل أن نقرب الكف إلى الكف لنصفق إعجاباً بموقف ما نلتفت يميناً وشمالاً لكي نتعرف على الجو العام، وهل هناك أكف مستعدة للتصفيق أم أن في الجو غيماً! وأن من سيصفق سترمقه العيون بنظرات لاسعة وستنطلق الحناجر مرددة حوله (تكبير) وبصيحات جماعية تلاشت الآن تماماً بعد زوال المتحمسين لتكوين جماعات عبر الهتافات وفرض طريقة معينة للتعبير عن الوجود!
وفتوى الشيخ الفوزان سبقها فتوى من فضيلة العلامة الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- لكن المتشددين لآرائهم لم يطبقوها وباتوا على انغلاقهم يمنعون التصفيق في حفلات المدارس والجامعات وغيرها! وأذكر أن أحد المعلمين الذين يمنع التصفيق في مدرسته ولديه تحفظ حتى على الضحك، ولو لم يستطع أن يمسك نفسه أمام مشهد مضحك وبانت نواجذه فإنه يستغفر الله بعد ذلك، وأثناء الضحك يضع طرف شماغه على فمه لأن تلك الضحكة جعلته يبدو على غير طبيعته المتجهمة!
ذلك الأحد أتذكر كنا نحضر حفلاً في مدرسته وطبعاً لا تصفيق ولا تشجيع وكأننا نشاهد تلفزيوناً وليس مسرحاً طلابياً يحتاج فيه الطلاب إلى التشجيع.. وفي نهاية الحفل كانت هناك فقرة من الفكلور الشعبي ولأن الطبول والدفوف ممنوعة أيضاً فقد قام أحد الطلاب بإحضار (تنكه) لضبط إيقاع الفقرة الشعبية عليها كما يفعل آباؤه وأجداده ولم يمنعهم أو يوبخهم أحد! وما إن بدأت الفقرة وبدأت الطرقات تتوالى على التنكة حتى غضب المعلم وهجم على التنكة يشبعها ركلاً ورفساً في مشهد مسرحي ارتجالي كان يستحق عليه التصفيق! وأمام دهشة الجميع أخذ التنكة ورمى بها معلناً أن ذلك حرام! ولم أكن أعلم أن (التنك) هي إحدى الأدوات الموسيقية إلا في ذلك الحفل المدرسي! في تلك الأجواء التحريمية استمرت المدارس تقدم أنشطتها مسايرة الأفق الضيق لكثير من المعلمين الذين لم يطبقوا فتوى الشيخ ابن عثيمين وبالتأكيد سيرفض بعضهم فتوى الشيخ الفوزان.. وهم الذين يعارضون تطبيق العرضة السعودية في المدارس رغم صدور ما يلزم المدارس بتطبيقها!
الشيخ عبدالعزيز الفوزان -جزاه الله خيراً على فتواه- ألا يرى أن هناك قضايا اجتماعية مهمة تتعدد فيها وجهات النظر وتحتاج إلى فتاوى واضحة تخفف عن الناس ضغوط الآراء المتشددة! وليسمح لي فضيلة الشيخ عبدالعزيز أن أقرب كفاً لكف لأصفق له تقديراً وإعجاباً بفتواه وإن جاءت متأخرة!
alhoshanei@hotmail.com