خلال شهر وبضعة أيام خسر الهلال نهائي دوري المحترفين السعودي أمام الاتحاد وغادر مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال بخسارته أمام الشباب في نصف النهائي وأمام تلك الخسائر المتتابعة كانت حالة الاحتقان في المدرج الهلالي تزداد يوما بعد يوم إلى أن بلغت ذروتها عندما فجّر الفريق القطري المغمور أم صلال المفاجأة المدوية في دور ربع النهائي في دوري المحترفين الآسيوي وأقصى زعيم آسيا على أرضه وبين جماهيره تلك المفاجأة أو قل إن شئت الكارثة لم تزل شظاياها تدمي قلوب عشاق المعسكر الأزرق صاحب الجماهيرية الأولى في المملكة على الإطلاق، انتهت المباريات ولم تنتهِ مشاعر الحيرة والذهول لدرجة أن بعض جماهير الهلال لم تزل تعيش في مرحلة الصدمة فلم يستوعبوها حتى الآن ولم يصدقوا أن حلم العودة للتخصص في حصد البطولات الآسيوية قد تلاشى وتحول إلى كابوس مزعج وباتت تلك الجماهير تبحث عن الأسباب الحقيقية التي لحقت بالزعيم وجعلته يودع البطولات الواحدة تلو الأخرى على غير العادة فلم يكن مقنعا أبدا الاكتفاء ببطولة كأس سمو ولي العهد، وهذه مشكلة أزلية تواجه سمو رئيس النادي وسبق أن عانى منها الرؤساء السابقون وسيعاني أيضا الرؤساء القادمون من نفس المشكلة فجمهور الهلال كالشخص الذي تعود على مستوى معين من المعيشة لا يقبل النزول أو التنازل عنه وبالتعبير الشعبي (ولد نعمة) لذلك لا يتعب هذا الجمهور في كل موسم من المطالبة بجميع البطولات! مهما كانت الظروف ومهما تنوعت التحديات، لذلك كان الله في عون كل من يجلس على كرسي رئاسة ناد طموح جماهيره بهذا الحجم، بالأمس القريب تحدث عبر الشاشة الفضية سمو رئيس نادي الهلال الأمير عبدالرحمن بن مساعد حديثا شاملا، الجميع أو الغالبية شاهدوه أو استمعوا إليه وأستطيع القول إن حالة الاحتقان الجماهيري الهلالي قد انخفضت إلى حد كبير أمام شجاعة الأمير عبدالرحمن عندما تقدم باعتذار للجماهير الهلالية كافة، مؤكداً تحمله مسؤولية ما حصل رغم أنه في الواقع لا ناقة له ولا جمل في ذلك السقوط المريع والخروج السريع من ثلاث بطولات، لذلك لم يملك المتابع المنصف إلا أن يحيي أبوفيصل على هذه الخطوة، باعتقادي أن الجمهور الأزرق لم يعد يهمه الآن من المسؤول الحقيقي هل هو تخاذل اللاعبين أو تخبيص الجهاز الفني أو التحفظ الذي أبداه الإعلام تجاه إدارة الكرة، لم يعد ذلك كله مهماً لأن الكارثة وقعت وبالتالي لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد إنما الاهتمام الآن بالموسم القادم وضرورة حصد جميع البطولات كنوع من المصالحة ولعل أهمها بالتأكيد بطولة آسيا التي لم يزل الهلال يتربع على قمتها بست بطولات غير مسبوقة حتى الآن، ومما يشجع على التفاؤل في المرحلة القادمة تعاقد الإدارة مع جهاز فني جديد بحجم البلجيكي ايريك غيريتس بالإضافة إلى اللغة الصارمة التي تحدث بها الأمير خلال اللقاء عندما شدد على أنه لن يرتدي شعار الهلال إلا من يستحقه فعلاً، معطياً بذلك شارة البدء للاستغناء عن الأشباح الذين عبثوا بتاريخ الهلال هذا الموسم ممن انتهى عمرهم الافتراضي في عالم كرة القدم، الأمير عبدالرحمن تحدث في اللقاء التلفزيوني في محاور عدة ومهمة تستحق التعليق عليها وإفراد مساحة واسعة لقراءة أبعاد آراء سموه في كل ما يتصل بالبيت الهلالي وأتمنى أن يتاح لي لاحقاً الكتابة فيها، غير أنه من الإنصاف عدم تأجيل الحديث عن جزئية مهمة قام بها سموه الكريم خلال ما مضى من أشهر وهي مشروعات البنى التحتية في النادي التي يقف لها الجميع احتراماً وتقديراً، فبعد أن تكفل عضوا شرف الهلال الفاعلان الأمير سلطان بن فهد بن سلمان والأمير أحمد بن فهد بن سلمان ببناء مقر مركز الأمير فهد بن سلمان الإعلامي بنادي الهلال قبل عامين، ها هو الأمير عبدالرحمن بن مساعد يدشن خلال فترته الرئاسية معسكر الأمير هذلول بن عبدالعزيز رئيس هيئة أعضاء شرف الهلال بالإضافة إلى مكاتب الإدارة والنادي الصحي التي أوشكت على الانتهاء وفق ما ذكره سموه في اللقاء التلفزيوني وهذه البادرة تعبر بصدق عن مدى الرؤية العميقة للأمير عبدالرحمن بن مساعد والبعد الإستراتيجي الذي يحكم كل خطوة تطويرية يخطوها داخل النادي على أمل أن تكون منجزات الفريق الأول خلال الموسم المقبل متناغمة مع العمل الذي يقدمه أبوفيصل ومتوازية مع ما تم صرفه من أجل تهيئة كل سبل الراحة وتوفير كل أدوات الانتصارات وهذه بلا شك مسؤولية مشتركة تقع على عاتق اللاعبين والمدرب وإدارة الكرة، يا كل الهلاليين دعوة صادقة من الأعماق.. أغلقوا صفحة الماضي وتفاءلوا فلا يزال الهلال زعيماً وبطلاً يتوج دائماً من أرض الملعب وليس من أماكن أخرى، وعلى دروب الهلال المجد والانتصارات دوماً نلتقي.
بالمختصر المفيد
- خالص التهاني والتبريكات لرئيس المجلس الأولمبي الآسيوي ورئيس اللجنة الأولمبية الكويتية سمو الشيخ أحمد الفهد الأحمد الصباح بمناسبة الثقة الأميرية السامية باختياره نائباً لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية ووزير دولة لشؤون التنمية والإسكان، متمنياً لسموه دوام التوفيق والسداد.
- كل من أتيحت له فرصة مشاهدة نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال عبر راديو وتلفزيون العرب وبعده بيوم نهائي كأس سمو أمير قطر عبر قناة الكأس لمس بلا شك الفرق الكبير في الإخراج والرؤية الفنية وتغطية الحدث قبل وأثناء وبعد المباراة.
- مع كامل احترامي من الظلم المقارنة بين القناتين وأعتقد أن راديو وتلفزيون العرب ربما سيحتاجون لعشرات السنين لكي يصلوا إلى نصف مستوى قناة الكأس!
- القادسية الكويتي جمع كأس سمو ولي العهد إلى جانب كأس الاتحاد الكويتي لكرة القدم وبطولة الدوري فهل سيكمل عقد الرباعية بإحراز كأس سمو الأمير؟!
- لا شك بأن الملكي قادر على تحقيق ذلك -بإذن الله- بوجود النجم بدر المطوع والمتألق خلف السلامة وصمام الأمان نهير الشمري والحارس الجسور نواف الخالدي.