Al Jazirah NewsPaper Friday  05/06/2009 G Issue 13399
الجمعة 12 جمادىالآخرة 1430   العدد  13399
د. صالح الفوزان.. عضو هيئة كبار العلماء لـ(الجزيرة):
مهمتنا إعداد النشء وإبعادهم عن جلساء السوء والتجمعات المشبوهة

 

الطائف - غازي القرشي

أنعم الله - عز وجل - على هذه البلاد المقدسة بالإيمان والإسلام، الذي وقف ضد أعداء الأمة الإسلامية، وخذلها الله، ونصر المسلمين، فارتفع لواء الإسلام، فارتفع شأن الأمة الإسلامية، وعزز قوتها الإيمانية، وقوي شأنها وعزتها، والشباب الإسلامي هم عماد الأمة، وسفراء الدعوة لدين الله، وبفضل الله - عز وجل - ثم بتطبيق الشريعة الإسلامية من قبل قادة هذه البلاد الذين بذلوا قصارى جهدهم لرفع عزة الإسلام من خلال المراكز الإسلامية المتفرقة في أنحاء العالم، وإيفاد الدعاة للإسلام، والمساهمة في حل الكثير من الخلافات بين الدول الإسلامية، حرصاً منها على توحيد كلمة المسلمين.

(الجزيرة) التقت معالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان - عضو هيئة كبار العلماء وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء.. فكان لنا مع معاليه هذا الحوار.

* معالي الشيخ: الشباب يعد الدعامة الأساسية للدعوة والبناء.. كيف يكون إعداده الإعداد الصحيح؟

- ليكون الشباب أعضاء صالحين في المجتمع، فإن إعدادهم الواجب أن يكون إعداداً صحيحاً، فعلى القائمين عليه من أولياء أمورهم أن يبذلوا قصارى جهدهم بتربيته تربية فاضلة وصحيحة على الدين والأخلاق، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مروا أولادكم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع)، وكذلك الاهتمام بتعليمهم وتوجيههم وإبعادهم عن جلساء السؤ، وعن التجمعات المشبوهة، والعناية باختيار الكتب والمجلات التي يقرؤونها، والأشرطة التي يستمعون إليها، لأن كثيراً من الأفكار المشبوهة صارت تغزوهم من خلال هذه القنوات، فإن لم يتنبهوا لها أثرت فيهم.

* يعاني الشباب من عدة مشكلات، بعضها يتعلق بالتدين، وعدم الملاءمة بين الحياة العصرية، وبين الالتزام بالدين.. كيف نجعله يوفق بين هذا وذاك؟

- لا تنافي - والحمد لله - بين الدين والحياة العصرية المفيدة، لأن الدين الإسلامي صالح لكل زمان ومكان، أما الحياة المنحرفة فإنها ضرر على البشرية، والدين جاء بسعادة البشرية، فلا توافق بينهما لأنهما متضادان، فعلى الشباب وغيرهم بأن يفهموا هذه الحقيقة، وهي: أن الدين الإسلامي لا يعارض الحياة المفيدة وإنما يعارض الحياة الضارة، وهو بهذا من مصلحة البشرية لأنه جاء بما ينفعها، ومنع ما يضرها.

* أيضاً يعاني الشباب من صعوبات التغلب على تكاليف الزواج، وهي لازالت مشكلة قائمة.. كيف يذلل المجتمع هذه الصعاب حتى نحمي شبابنا من الرذيلة والفساد؟

- تعالج مشكلة الزواج بتوعية المسلمين بمصالح الزواج، ومضار تركه، وبيان حث الشارع على تيسيره، ونهيه عن عرقلته والوقوف في طريقه، ثم حث الشباب على الزواج، وتحمل ما فيه من مشقة، لأجل العواقب الحميدة المترتبة عليه، وقد جاء في الحديث (إن من الذين تكفل الله بإعانتهم المتزوج يبتغي عفافاً).

* الأمة الإسلامية تعاني من الوهن الذي يجعلها في ذيل ركب الحضارة.. ما أسباب هذا الوهن، وما طرق علاجه، حتى يحصل على الصدارة التي أرادها الله عز وجل؟

- إن دين الله الإسلام دين التقدم والرقي بأهله، إذا تمسكوا به حق التمسك، وما حصل للمسلمين من تأخر في الحضارة سببه ضعف التمسك بدين الإسلام، والاكتفاء بمجرد الانتساب إليه، أو إدخال ما ليس من الدين فيه كالبدع والخرافات والشركيات التي يظن أهلها أنهم على شيء من الدين، وهم ليسوا كذلك، كما هو واقع كثير من المنتسبين إلى الإسلام اليوم.

* معالي الشيخ: كيف نحمي شبابنا من الأفكار الهدامة التي لا تمت للإسلام بصلة، وكيف يمكن استغلال الأفكار الناضجة لدى الشباب وتسخيرها لخدمة الأمة الإسلامية؟

- نحمي شبابنا من الأفكار الهدامة إذا تنبهنا لما يحاك ضدنا، ورجعنا إلى ديننا وطبقناه تطبيقاً عملياً صحيحاً، وحاربنا الأفكار الهدامة، وأبعدنا عن شبابنا كل العناصر الفاسدة من دعاة السؤ، وحملة الفكر المسموم، وحذرناهم من الانتماءات الحزبية، والأفكار الاعتزالية التي تروج اليوم عند كثير من المجتمعات، وتغزو بلادنا بشكل خاص.

* قضايا أمتنا الإسلامية، كيف ينتصر فيها المسلمون أصحاب الحق على عدوهم؟

- على إخواننا في هذه البلاد، والبلدان الأخرى، تقوى الله، والعمل بما يستطيعونه، لقوله تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ)، وما لا يستطيعونه فإنهم لا يورطون أنفسهم ويورطون غيرهم فيه، ولهم في رسول الله أسوة حسنة حينما كان في مكة قبل الهجرة، كان مقتصراً على الدعوة إلى الله، ومنهياً عن الجهاد والإنكار باليد، لأنه لا يستطيع ذلك، ولما يترتب عليه من الإضرار بالدعوة، والإضرار بالمسلمين الذين معه، فلما هاجر إلى المدينة، ووجد الأنصار والأعوان أمر بالجهاد، والتغيير باليد، فليكن للمسلمين المستضعفين قدوة بالنبي صلى الله عليه وسلم.

* هناك عدة أسباب لاختلاف الأمة الإسلامية، ما هذه الأسباب؟ وما دور المنظمات الإسلامية ذات الأهداف الواضحة والصادقة تجاه توحيد كلمة المسلمين، وتوحيد صفوفهم؟

- إن الله - عز وجل - نهى المسلمين عن الاختلاف الذي يسبب فرقتهم، ويضعف قوتهم، وأمرهم بالاجتماع وتوحيد الصف، والسمع والطاعة لولاة أمورهم، فالتفرق والتحزب ليس من الإسلام، لأن المسلمين أمة واحدة لقوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ)، ولا عزة للمسلمين إلا باتحادهم على كتاب الله، وسنة رسوله، ورجوع مخطئهم إلى الصواب، كما قال تعالى: (فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً).




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد