Al Jazirah NewsPaper Friday  05/06/2009 G Issue 13399
الجمعة 12 جمادىالآخرة 1430   العدد  13399
نقاط فوق الحروف
ممارسات نرفضها
محمد بن سليم اللحام

 

لا بأس أن تبحر في شوارع العزيزة الرياض قاصداً عملك في كل صباح لتجد نفسك كالسمكة في تيار متواصل من السيارات بشكل يمثل مفاجأة من همّ يومي لما يكتنفه من ممارسات من بعض السائقين - هداهم الله- وكأنه يقود في عالم غريب لا ينتمي لدين وقيم وعادات المجتمع!!.

فلك أن ترى من يقود سيارته أو سيارة كفيله في معزِل عن الناس في الشارع المزدحم برمته فهو يسير في المسار الأيسر بسرعة متدنية عن سرعة الشارع النظامية دون أن يعني له المسار الأيسر أي شيء كما أن المسار الأوسط يعتبره للسير على حسب المزاج ناهيك عن المسار الأيمن فذلك يحتوي على قاعدة خاصة في قاموس هذا السائق أنه ِملك خاص له وحده يسير فيه وفق ما يحلو له وليس لأحد الحق في ملامته على أي شيء يتخذه فيه ما دام قد تملّك المسار!!!.

وتخرج لنا صورة أخرى في خضم هذا الكم الهائل من السيارات فسائقنا في هذه الحالة يطبق سياسة الغاب فلديه سيارة دفع رباعي وكبيرة الحجم وبهذا الحال تراه قد أخذ خاصية شق الطريق دون النظر في المرآة وكأن من خلفه أو بجانبه حشرات يذروها على جانبي الطريق ورغم ذلك يسير بسرعة ذوقية لا تراعي أي مسار فهذا السائق يملك في واقع تفكيره جميع المسارات سرعة وإبطاءً.

كما لا يفوتني في هذه الأسطر لفت النظر إلى ذلك الذي اعتمد سياسة فرض النفس في التعدي على حقوق الآخرين الذين توقفوا على إشارة مرورية لأكثر من ثلث ساعة ويفاجئ هذا الحشد بمن يتعمد الدخول في مقدمة مسار المنتظرين على هذه الإشارة من اليمين دافعاً مقدمة سيارته بالقوة لا لشيء طارئ سوى أنه لا يطيق الانتظار في حين أن غيره مجبر على الانتظار!!!!!.

هذا بعض من كل وهي من الممارسات التي لا تحدث في جهة مظلمة في القمر إنها تحصل بيننا وبأيدي بعض سائقينا وهي ممارسات خاطئة تدخل هذا السائق وذاك في محاذير شرعية ناهيك عن خرق الذوق العام للمجتمع كما يترتب عليها منكرات جمة أبسطها الحوادث التي قد تنتج عنها والتي يتحمل نتيجتها عنصران من ثلاثة فهذا صاحب السيارة الذي وقع عليه الحادث تغرّم التعطيل والخسارة، وهذه الدائرة المختصة بالفصل في هذه النزاعات الإدارة العامة للمرور وقد أربكها هذا المستهتر بإقدامه على خطوة لا مسؤولة وتفيض بالإنانية والتجاوز على حقوق ورقاب الآخرين، أما الجانب الثالث فهو ذلك المستهتر والذي مهما أصابه فيظل أقل من الجزاء الرادع له.

إن مهمتنا جميعاً تعزيز قيم المجتمع الإيجابية والأخذ بها لتسمو ويتم تغليبها في المجتمع، والتعاون على القيم والممارسات السلبية لكي تخبو وتفقد مطبقيها وهكذا بتعاون كامل وتناصح.كما أن مهمة السائق الحكيم في هذه الأيام أن يتولى قيادة مركبته بطريقة أخلاقية تقّدر أخف الضررين وتغلّب المصلحة العامة وتبتعد عن الانتصار للنفس في التعامل مع هذه النوعية من السائقين.

كما لا يفوتني في هذه العجالة التأكيد على ضرورة المحافظة على أخلاقيات الطريق والحرص على إشاعة ذلك والالتزام بها لما في ذلك من التعاون على البر والتقوى وهو كذلك من إعطاء الطريق حقه ومن الأمر بالمعروف الذي يمثل رسالة مجتمع.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد