الجزيرة - سعود الشيباني:
قوة ضائعة
في قصة أخرى ضمتها يوميات مكافحة المخدرات، تم رصد أحد المروجين ومتابعة حركة المدمنين الذين يترددون على مكان ترويج سمومه، وعند ساعة الصفر للمداهمة، وعندما أراد الضابط إلقاء القبض عليه كاد أن يكسر يد الضابط لما يتمتع به من قوة في يديه الأمر الذي تطلب تدخل عدد من أفراد قوة مكافحة المخدرات الذين ألقوا القبض عليه وبحوزته ثلاثة أنواع من الكبتاجون والحشيش.
أحد رجال مكافحة المخدرات كان يتساءل: ترى لو أن هذه القوة والطاقة صرفت واستخدمت في شيء يعود عليه وعلى أسرته بالنفع والخير ألم يكن لذلك آثاره ونتائجه الإيجابية والمفيدة له ولأسرته..؟!!
مواجهة تقود إلى المستشفى
ثمة نوع آخر من أنواع المواجهات التي استخدم فيها مروج أداة قاتلة، حيث نما إلى علم إدارة المخدرات وجود مقيم باكستاني يروج المخدرات مما تطلب مراقبته مدة شهر حتى تم التأكد من حقيقة المعلومة ثم رسمت خطة للقبض عليه وهو متلبس بجريمته وبعد متابعة دقيقة تم القبض عليه بعد أن أبدى المروج مقاومة شرسة استمرت بعض الوقت حيث استخدم المروج خلالها مطرقة حديدية وجه بها ضربات للضابط مما تسبب في دخوله المستشفى لمدة أسبوع.
وبعد القبض على المقيم المروج وجد بحوزته كمية من المخدرات منها أربعة كيلوجرامات من الهيروين.
كان هناك أحد المروجين المشهورين قد وضع تحت المراقبة لفترة طويلة وقد أعد له رجال المكافحة كمينا محكما للقبض عليه متلبسا بجريمة ترويجه للمخدرات، وكانت المعلومات تشير إلى أن هذا المروج يحمل السلاح دائما معه أينما ذهب وقد أسفر هذا الكمين عن القبض عليه في منزل يستخدمه وكراً للترويج إذ بعد الرصد والمتابعة والمراقبة الدؤوبة تمت المواجهة وفي إحدى الليالي وقبيل الفجر بقليل تم شراء كمية من المخدرات بمبلغ 200 ألف ريال وبعد إتمام العملية تمت المداهمة وحدث عراك بين المروج ورجال المكافحة وبعد إطلاق نار متبادل بين الجانبين تم القبض على هذا المروج وأصيب أحد أفراد مكافحة المخدرات إصابة خفيفة.
ومن توفيق الله أن رجال المكافحة حصلوا على معلومات أثناء إعدادهم لمحضر العملية وجرد المضبوطات.. هذه المعلومات قادت إلى القبض على عدد من الأشخاص المدمنين كانوا يترددون على هذا المروج لشراء حاجتهم من المخدرات وعثر مع عدد منهم على أنواع من هذه المخدرات ولدى البعض الآخر عثر على أسلحة ولم يحدث خلال عملية القبض التي استغرقت 6 ساعات أي تبادل لإطلاق النار ولكن حدثت مقاومات ومواجهات بين الطرفين على شكل عراك غير مسلح.
يرهن أباه
هكذا تقود هذه السموم الشيطانية المرء بكامل إرادته إلى رهن ابنه أو ابنته بعد أن يكون قد استنفد مختلف الوسائل ومصادر المال الحرام من سرقة ونصب واحتيال وربا وغير ذلك.. ولكن ما فائدة الإدمان وتعاطي مادة تجعل الإنسان يرهن أقرب الناس إليه لدى عصابة مجردة من كل القيم الإنسانية؟!
أحد المدمنين أخذ كمية من المخدرات من عصابة المروجين ولم يكن لديه المال المطلوب فأتى بوالده المسن ووضعه رهينة لدى العصابة وهرب لأن عليه مبالغ مالية يجب دفعها.
وفور علم رجال المكافحة بهذا الأمر وضعوا خطة لفك أسر الرجل المسن الذي وضعه ابنه المدمن دون ذنب اقترفه رهينة لدى أولئك المجرمين، وحدثت مواجهة بين رجال المكافحة بالسلاح الأبيض انتهت بتحرير المسن والقبض على العصابة بعد تبادل لإطلاق النار استمر نحو ساعة فيما واصلت فرق المكافحة البحث عن الابن العاق المدمن.
التضحية بالابن
وفي الاتجاه نفسه كان أحد المروجين يستخدم ابنه البالغ من العمر 12 عاما في الترويج وتوصيل السموم إلى المدمنين في محاولة تعكس مدى الإهمال واللامبالاة التي يصاب بها المدمنون والمروجون لا سيما وأن ذلك قد يتيح لهذا المروج أن يوصل سمومه للمتعاملين معه بعيداً عن أعين رجال مكافحة المخدرات ومراقبتهم المستمرة، وذات مرة أرسل الطفل لإيصال كمية من المخدرات إلى بعض الضحايا المدمنين فاتصل به أحد رجال مكافحة المخدرات طالبا كمية من المخدرات فأبلغه المروج أن المبلغ ناقص وأنه لن يشتري بأقل من 200 ريال وصارت بينهما عدة اتصالات وصار المروج يثق في رجل مكافحة المخدرات على اعتبار أنه أحد المدمنين وذات مرة طلب رجل المكافحة كمية كبيرة وأعدت له خطة محكمة تم على إثرها القبض على المروج بعد تبادل لإطلاق النار لم تحدث خلاله إصابات تذكر.
حاول القفز من نافذة الشقة
هناك نوع آخر من ردود الفعل لحظات الكشف عن مقر عصابة أو إحباط محاولة تهريب مخدرات أو مداهمة عملية شراء؛ ففي هذه الأثناء يتصرف البعض من المدمنين تصرفات عشوائية قد تؤذيهم أو تؤذي غيرهم.. ومن نوع هذه المواجهات أن مقيماً إفريقياً مروجاً بعد أن تم شراء كمية من الحشيش منه وعند مداهمته ومواجهة رجال المكافحة وجهاً لوجه حاول الهرب والقفز من نافذة الشقة السكنية في الدور الثالث.. لكنه قبل أن ينفذ ذلك تمكن رجال المكافحة من السيطرة عليه بعد عراك استمر عدة دقائق.
معركة داخل استراحة
غالبا ما يلجأ المروجون إلى تحديد مواقع باختيارهم لأجل تسليم المخدرات للمدمنين وذلك في محاولة منهم أن لا يقعوا في فخ رجال مكافحة المخدرات وذات مرة توفرت معلومات أن هناك مروجين لديهم استراحة خارج المدينة بالصحراء يستخدمونها لترويج المخدرات وأنها بها حوالي 5000 حبة كبتاجون.
وللقبض عليهم متلبسين أعد كمين لذلك حيث حضر أحد الضباط لشراء 3000 حبة.. وحينما لم يكن المروج الكبير قد وصل بعد وعند إتمام عملية الشراء طالب (الضابط) وكان قد حضر بوصفه أحد المدمنين أو صغار المروجين أن يتصل الشخص الموجود بالاستراحة على المروج الكبير ووقتها لم تكن هناك دلالات بوجود قوة لمكافحة المخدرات حيث كانت السيارات التابعة للمكافحة بعيدة عن الموقع وعندما طلب المروج الصغير أن يتصل بالمروج الكبير سحب رشاشه قائلاً له: أشك بأنك ضابط مكافحة المخدرات فأنكر الضابط ذلك إلا أن المروج أطلق عدة أعيرة نارية في الهواء وطلب تفتيش الضابط وحينما أحس هذا الضابط أن المروجين قد يكتشفون أمره قام بإعطاب سيارة المروج بمسدس ثم اختفى داخل الاستراحة وأخذ المروج الصغير رهينة بعدها أتت فرق المكافحة وحاصرت الاستراحة لمدة ساعتين حيث جرى تبادل كثيف لإطلاق النار استسلم على إثره أفراد العصابة دون وقوع إصابات.
حشيش مقابل الحبوب
استطاعت إحدى فرق مكافحة المخدرات أن ترصد مروجاً للحشيش في مكان معين، وللقبض عليه متلبسا تطلب الأمر وضع خطة لمراقبته ومتابعته، وكان من الجوانب التي شملها ذلك أن تعامل معه أحد الضباط من مكافحة المخدرات على أنه مروج مثله ولكن لحبوب الكبتاجون، وذات يوم طلب المروج من الضابط أن يحضر له كمية من حبوب الكبتاجون مقابل كمية من الحشيش لأنه بحاجة إلى الحبوب فأعد له الضابط كمية من الحبوب البنادول في كيس.. وفي لحظة التسليم تمت مفاجأة المروج بالقبض عليه وبيده كمية من الحشيش قبل أن يبدي أي نوع من المقاومة وعثر بحوزته على رشاش ومسدس وكمية من الذخيرة الحية.
يريد أن يفضح نفسه
جاء في الحديث عن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تستح فاصنع ما شئت) رواه البخاري، والحقيقة أن أكثر المروجين والمدمنين لا يستحون إطلاقاً لأنهم لا يخافون الله لذا يتصرفون بجرأة تخلو من الحكمة والكياسة.
ولعل مما يؤكد ذلك أن إحدى فرق مكافحة المخدرات أعدت ذات يوم كميناً لأحد المروجين بعد أن ظلوا يراقبونه ويتابعونه عن كثب ولما أرادوا القبض عليه تم إيقاف سيارته بوضع سيارة أمامها وأخرى خلفها وعند التفاوض معه للخروج من السيارة أشهر مسدسه بوجه الضابط وأخذ يطلق عدداً من الأعيرة النارية باتجاهه، ولكن الضابط استمر بالتفاوض معه أكثر من نصف ساعة حتى تجمهر المارة بأعداد كبيرة، وبرغم أن ذلك سبب حرجاً كبيراً لرجال مكافحة المخدرات، لأنهم لا يريدون أن يطلع الناس على الرجل إلا أنه لم يعبأ بذلك، حيث ظل يقاوم وأراد تحويل عملية القبض عليه إلى مواجهة مسلحة، على الرغم من أن سيارات رجال مكافحة المخدرات كانت تحاصره من كل الجهات بجاهزية تامة.
الجدير بالذكر هنا أن كثيراً من أولئك المتجمهرين كانوا يشيدون ببسالة رجال المكافحة ويطالبونهم بقتل المروج في الحال غير أن رجال الأمن كعادتهم لم يكونوا يعيرون مثل هذه العواطف أي اهتمام وإنما ينفذون العملية وفق الخطة المعدة لذلك.
مسلح خطير
المخاطر التي تحيط برجال مكافحة المخدرات وهم يحاولون تطويق تجارة وترويج وأدمان المخدرات مخاطر كثيرة ومتنوعة ويتمثل أغلبها في المواجهات المسلحة مع المروجين ومتابعتهم لكن فطنة رجال مكافحة المخدرات وحكمتهم في التعامل مع كل حالة وفقاً للظروف المحيطة بها كان من أسباب نجاتهم من الخطر بفضل الله عليهم وحفظه ورعايته.
ومثالاً على ذلك اتفق أحد الضباط في إحدى العمليات مع مروج لشراء كمية من المخدرات منه وأن يأخذها منه من منزله وكانت دوريات مكافحة المخدرات تراقب الموقف من بعيد.
وفي الوقت المحدد حضر الضابط واستلم منه ما اتفق عليه، إلا أن الضابط خرج من منزل المروج وهو يحمل كيساً يشتمل على كمية من المخدرات ولم يعط لزملائه إشارة المداهمة فعرفوا أن ثمة تكتيكاً آخر يريده للقبض عليه.
بقي الجميع داخل السيارات واستمرت المراقبة وبعد ساعة من الزمن خرج المروج لشراء بعض احتياجاته الغذائية من أحد المحلات المجاورة لمنزله، عندها تمت محاصرته والقبض عليه بسهولة ويسر، وعند العودة إلى منزله عثر على رشاش وأكثر من (100) طلقة نارية وكميات من المخدرات.. بعد ذلك أكد المروج للضباط وفرقته أنه لو تمت مداهمته داخل المنزل لما سلم نفسه حتى تنفذ ذخيرته وبالفعل كان الضابط قائد العملية حكيماً ومحنكاً حينما لم يعطهم إشارة المداهمة خوفاً على أرواحهم.
وكر لمروج ونشالين
يقول المثل (الطيور على أشكالها تقع) فقد كان هناك منزل تشير كل الأصابع لاتهامه بترويج المخدرات خاصة بعد أن لوحظ كثرة من يتردد عليه من مختلف الأجناس وبأعداد ملفته للنظر، إذ تمت مراقبة المنزل ثم تم شراء كمية من المخدرات من المروج الباكستاني ثم تمت مداهمته والقبض عليه حيث وجد بحوزته (25) ألف حبة كبتاجون ولحظة القبض عليه عثر على (34) شخصا مقيماً كانوا معه في المنزل وكانوا جميعا يمتهنون سرقة مبالغ مالية من الحجاج والمعتمرين وحدث تشابك بين هذه العصابة ورجال المكافحة استخدم فيها السلاح الأبيض والسواطير والحديد وبعد قرابة حوالي الساعة تمت السيطرة على الموقف والقبض على أفراد المجموعة بما فيهم المروج دون حدوث إصابات تذكر.