Al Jazirah NewsPaper Thursday  04/06/2009 G Issue 13398
الخميس 11 جمادىالآخرة 1430   العدد  13398
رحم الله الراحلة الغالية
حمد بن عبدالله القاضي

 

رحيل الأخيار والخيرات في هذه الدنيا يشعر الإنسان كأن أضواء لامعة اختفت، وأن أنهاراً من الخير والسماحة والوفاء جفت!.

إنني أشعر بهذا الإحساس كلما رحل عن دنيانا عزيز أو عزيزة أو غال أو غالية!.

أمس تملكني هذا الإحساس المؤلم وأنا أتلقى نبأ وفاة خالتي والدتي العزيزة حصة بنت صالح العليان رحمها الله وغفر لها.

***

هذه الراحلة العزيزة كانت بحيرة من السماحة، وغيمة من النقاء تغمدها الله بواسع رحمته.

لقد كنت عندما ألتقي بها هي وخالتي شقيقتها منيرة أشم فيهما رائحة أمي - غفر الله لهما - أحس بكثير من السكينة والسعادة وأنا أستمع إلى حديثهما وقصصهما وطرفهما.. تلك التي تعيدني إلى طفولتي في (عنيزة)، وإلى حكايات مؤثرة أسمعها عن والدتي ولم أعشها لوفاتها وأنا صغير.

***

لقد كانت هذه الراحلة أم محمد الصالح عنواناً للصبر وسماحة النفس.. لقد عاشت حياتها عابدة لربها راعية لأولادها، مكرمة لزوجها رحمه الله، متواصلة مع الصغير والكبير من أقاربها، لقد عانت من المرض في السنوات الأخيرة.. فكانت صابرة لا تشكو إلا لله ولا تتضرع إلا إليه وقد لقيت بحمد الله من البر والوفاء والرعاية ما أراح نفسها سواء في أوقات صحتها وعافيتها أم إبان كبرها ومرضها.

***

لقد كان أبناؤها البارون حولها يحيطون بها ويهتمون بصحتها وبكل شأن يعنيها وكذا الشأن في بناتها فقد كن قريبات منها بارات بها، وبخاصة ابنتها الأخت لولوة التي كانت بجوارها لا تفارقها فضلاً عن شقيقتها وبنات شقيقتها فقد كانوا وكن معها براً ووفاءً لها تماماً كأبنائها وبناتها، فقد كانت والدة لنا ولهم قبل أن تكون خالة رحمها الله.

***

لقد ارتاحت إن شاء الله برحيلها بمجاورتها الغفور الرحيم، وبانتقالها من هذه الدنيا الفانية بآلام فراقها ومواجع أمراضها إلى جوار ربها في جنات ونهر، ونعيم مقيم في جنة عرضها السماوات والأرض لا أمراض ولا أسقام ولا فراق فيها، ولا رحيل عنها.

إنني بقدر ما أعزي نفسي أعزي شقيقة الراحلة خالتي العزيزة منيرة التي لم تفترق عنها منذ أن أطلتا على هذه الدنيا وحتى آخر لحظة في حياتها، وأعزي خالي ووالدي شقيق الراحلة الذي كان رغم إقامته بعنيزة وضع له برنامجاً ثابتاً لزيارة شقيقته الراحلة وأختها العزيزة، وأعزي أبناءها الأعزاء محمد وحمد وناصر وعبدالرحمن، وبناتها الغاليات والعزاء لأخي الشاعر أ. أحمد الصالح واخواته.

***

أكتب هذه السطور الرثائية وأنا أستذكر حكاياتها الجميلة عندما نأنس بزيارتها -رحمها الله- فتضفي علينا برداء محبتها ما يسعدنا، ويبهج آذاننا وقلوبنا بأحاديثها، وتنثر الفرح على وجوهنا بابتساماتها -رحمها الله- وحفظ لنا والدنا شقيقها وشقيقتها لنهنأ بهما بقية حياتنا وليذكرانا بها وبوالدتي -رحمهما الله.

***

أسأل الله أن يتغمد الراحلة العزيزة بواسع رحمته، وأن يسكنها فسيح جناته وأن يجعل قبرها روضة من رياض الجنة، وأن يجزيها جزاء الصابرين الذي يقال لهم يوم القيامة: {سَلاَمٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} كما أسأله أن يلهمنا نحن أبناؤها وبناتها مع شقيقها وشقيقتها الصبر والسلوان على رحيلها، وأن يجمعنا بها مع والدينا وكل الغالين الراحلين عن دنيانا في جنات ونهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر.




 
 

صفحة الجزيرة الرئيسية

الصفحة الرئيسية

رأي الجزيرة

صفحات العدد