فإن السباق إلى الله للفوز بجنته أمر تتشوق إليه النفس البشرية المؤمنة به وبما عنده سبحانه وتعالى، والمسابقة إلى الخيرات قد أمر بها رب الأرض والسماوات، وقد وفق الله هذه البلاد بأهلها وولاة أمرها حفظهم الله للحرص والعناية الشديدين بهذا الكتاب مما جعل أهل الخير يتسابقون للرفع من شأن القرآن الكريم بالبذل والعطاء والحث والترغيب ليشارك أكبر عدد من أبناء وبنات الوطن، فها نحن نرى المسابقات والجوائز تقام هنا وهناك برعاية كريمة من مسؤولي الدولة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين والنائب الثاني وسمو أمير منطقة الرياض حفظهم الله من كل سوء ومكروه ومن سلك مسلكهم من مسؤولي الدولة ومحبي الخير، سائلين الله أن ينالوا الخيرية التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم (خيركم من تعلم القرآن وعلمه) وما جائزة الشيخ فوزان الفهد إلا أنموذج فريد من نماذج خدمة كتاب الله والعناية به، فبارك الله في عمره وماله وجعل ما قدمه في ميزان حسناته، فلا شك أن هذه الجائزة لها أثرها الكبير في نفوس أبنائنا المتسابقين، وهي دافع مبارك للتنافس الطيب، كما أن لها الأثر البالغ على حافظ القرآن الكريم وعلى المجتمع عامة حينما يكون فيه هؤلاء النشء الذين تربوا على كتاب الله العزيز الذي هو مصدر عزتنا والمرجع في شؤون حياتنا الشرعية والاجتماعية والدنيوية والأخروية. وإني أتقدم بالدعاء الخالص لمعالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بأن يكتب الله خطاه وأن يرفع الله منزلته ويعلي درجاته ويعظم مثوبته، لتشريفه حفل جائزة الفهد، فلا شك أن هذا من أعظم الدعم لهذه الجائزة والقائمين عليها. كما أشكر القائمين على هذه المسابقة وغيرها من المسابقات وأسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء.