يطل علينا مساء اليوم سمو رئيس نادي الهلال الأمير عبد الرحمن بن مساعد إطلالة أرى شخصياً أن المكان ليس مكانها ولا الزمان زمانها في ظهور لم أكن أتوقع أن يقبل به الأمير فالشاشة التي ستقدمه لنا اليوم هي ذاتها التي شكلت وجهاً من عدة وجوه عانى منها الفريق الهلالي وأسهمت مع غيرها في عرقلة الفريق الأزرق وجيشت الجيوش ضده في أكثر من مناسبة!
وظهور الأمير اليوم يمنح القناة الحصرية تميزاً قناة الزعيم أولى به فهي قناة جمهور الفريق - على الأقل شكلاً - ودفعوا في مقابل الاشتراك فيها مبالغ معتبرة دون عائد مهني يذكر وهي بالمناسبة تجربة فاشلة لكونها إمتداد لمشروع يتوسع بهدف اكتساح الأخضر واليابس يعتمد في غالبيته على الكم أكثر من الكيف!
كما أرى أن توقيت ظهور الأمير غير مناسب حتى وإن كان سيخدم القناة الحصرية إعلامياً، فالأهم في مثل هذا التوقيت هو مراعاة الجمهور الهلالي الذي ينتظر قرارات لا تطمينات أو تبريرات وكنت أتمنى لو أن الأمير دعا لاجتماع عاجل لإدارته ووضع من خلاله النقاط على الحروف حول واقع الفريق ومستقبله!
أدرك تماماً بأن الأمير عبد الرحمن بن مساعد قدم في موسمه الرياضي الأول نموذجاً إدارياً يحتذى به حتى وإن خذلته النتائج الفنية تعامل مع الأحداث بوعي وعقلانية رغم ما حملته من مرارة وإحباط وقاد جماهير ناديه في أحلك الظروف بحكمة وعقل واتزان واجتهد في خدمة الفريق وبذل الكثير من جهده ووقته وماله لولا أنه حدث ما لم يكن في الحسبان إضافة إلى بعض الاجتهادات غير الموفقة في طريقة البحث عن بديل لكوزمين. وفي مسألة الأجانب وإدارة الكرة التي ستأتي على تفاصيلها لاحقاً ومثل هذه دروس يجب أن يستفاد منها في قادم الأيام.
ولأن الأمير كان يعلق الآمال على البطولة الآسيوية فقد كانت صدمة الخروج قوية خاصة وأنها جاءت على يد فريق مغمور متواضع، لكن ما حدث هو في رأيي إمتداد لما سبقه من أحداث بل هو نتيجة له، فالفريق الهلالي مر بأزمات عاصفة .. الأولى تمثلت في ترحيل الرجل القوي كوزمين ووسط الظرف القاهر والتوقيت الحرج اجتهدت الإدارة الهلالية لحسم بديل كوزمين ولم توفق في اجتهادها فاختلفت القناعات وتعدد المدربون ومع رحيل كوزمين إنهارت تركيبة الفريق وتكاثرت عليه الأيدي الفنية فأفقدته هويته وضعفت شخصيته ولعل آخر الشواهد على ضعف الشخصية وضع الفريق الفني أمام أم صلال وقصة المدرب الذي إحتفظ بالتغيير لتبديل حارس المرمى الذي لم يتم في الضربات الترجيحية وظهرت حقيقة أجانب الفريق وخطورة التعاقد معهم بناءً على طريقة مدرب الفريق وليس على حسب احتياجات الفريق الفنية فأجانب الهلال نجحوا مع كوزمين وعندما تم ترحيله في مرحلة حصاد الموسم نتيجة موقف لم يخطر على البال انكشف المستور وفقد بعض الأجانب قيمتهم الفنية التي منحتهم إياها طريقة كوزمين واكتشف الهلاليون أن مهارات التهديف لدى أجانبهم شبة معدومة حيث لا رأس ولا مراوغة ولا دقة في تنفيذ الضربات الحرة وأن فريقهم يحتاج ظهير أيمن ورأس حربة هداف أكثر من حاجته للاعبين تكتيكيين مثل سول وولهامسون وظلت الجماهير الهلالية تترقب وتتوقع تسجيل الهدف من ياسر أو العنبر أو الصويلح في حضرة أربعة أجانب وهذا يعكس مدى سلبية الأربعة في صناعة الفوز ولعل أبو شروان ودوره البارز في نتائج فريقه يكشف بوضوح مدى الفارق الذي يفترض أن يصنعه الأجانب في نتائج أي فريق!
.. أما الأزمة الهلالية الثانية فتمثلت في معاناة ياسر النفسية والفنية وهو رقم صعب في الطاقم الأزرق وقد أخفق الهلاليون إدارياً في التعامل مع الوضع إذ كان من المفترض وعلى الأقل تغييبه عن المشاركات المحلية حتى لا يقع تحت ضغط المدرجات بأجوائها الغير رياضية والثالثة كانت إصابة الفريدي الذي رغم بروده تجده في الأوقات الصعبة قتالياً وإيجابياً ومؤثراً بإمكاناته الفنية وبروحه العالية والرابعة تغييب الشلهوب مما أفقد الوسط الهلالي ميزة التنويع في صناعة اللعب التي ظلت محصورة في التايب!
كما ظهرتة إفرازات أولى قضايا الموسم الهلالي حيث الازدواجية بين عمل المشرف على الفريق ومدير الكرة وهي الازدواجية التي حسمها رئيس الهلال بتثبيت سامي على حساب عادل البطي ويومها تحدث بعض الهلاليين عن الصداقات وتأثيرها على قرارات الرئيس لكنني لم أذهب مع هؤلاء وأيدت عدم الازدواجية ولم أقلل من تعيين الجابر إنطلاقاً من خبراته وتجاربه التي قد تساعده في مهمته رغم قناعتي باحترافية العمل الذي يؤديه عادل البطي بإتقان تام لكن حصيلة الموسم والرغبة في الاستعانة بمنصور الأحمد من جديد كمدير للكرة مع سامي المشرف العام على الفريق حملت مؤشرات توحي بعدم الرضاء عن محصلة عمل سامي كمدير للكرة وان الازدواجية المرفوضة مع عادل البطي باتت مقبولة مع منصور الأحمد فالمشكلة لم تكن في الازدواجية بل هي في شخصية عادل القوية الذي كشفت الأيام والأحداث أنه رجل صاحب موقف يستحق كل احترام وتقدير.
ولكل ما تقدم لا أتصور أن الأمير عبد الرحمن بن مساعد بحاجة لمثل حديث الليلة الذي قد يحمل في طياته المزيد من الإسقاطات التي كثيراً ما بحث عنها مستضيفه في هذا اللقاء بقدر ما هو بحاجة لمراجعة مسيرة عمل إدارته في موسمها الأول ومراجعة قراراته كرئيس للنادي وتفحص وتمحيص اختياراته وإعادة النظر في تعاملاته المثالية الراقية مع بعض اللاعبين الذين لم يقدروا ذلك وتدارس كل ما من شأنه تطوير العمل الفني والإداري بالهلال الذي يحتاج بالإضافة إلى ما سبق إعادة ترتيب بعض الأوراق الإدارية وغربلة شاملة تخلصه من بعض عناصره التي إنتهت صلاحيتها الفنية والعودة لاكتشاف عناصره الشابة الموهوبة التي توقفت عند محمد الشلهوب وتوسيع دائرة بحثه عن عناصر محلية فاعلة وأن لا يحصرها في الرهيب أو حسن معاذ وتطوير اختياراته الأجنبية!
وسع صدرك!
** بفكره ووعيه وعمقه وبعد نظره قدم سمو الأمير خالد بن عبد الله دروساً مجانية للمشغولين بالنتائج الوقتية داخل الميدان والملاسنات خارجه فبعد الأكاديمية ها هو سموه يقدم للوسط الرياضي مركز الأمير عبد الله الفيصل لقطاع الناشئين والشباب ويضع التخطيط لمستقبل الكرة الأهلاوية نموذجاً حضارياً نأمل أن يحتذى به.
** فريق الاتحاد خسر أمام الشباب عندما حضر الحكم اليوناني القوي الذي ردع العنف والتهور بطرد إثنين من لاعبي الفريق وعندما عاد التحكيم الآسيوي الضعيف فاز الإتحاد على الشباب بعد أخفى الحكم الأوزبكي البطاقة الحمراء واكتفى بالصفراء كعقوبة لأنبراشة المولد الخطيرة في الربع ساعة الأولى من المباراة كان يمكن أن تقلب موازينها لصالح الفريق الشبابي!
** يقول البيان رقم 5555 (الوسط الرياضي فيه ما فيه من الطرح المتشنج والمتعصب والشحناء وهو بحاجة إلى لغة راقية وتعامل طيب يقلل من توتراته ويحبب جماهير الرياضة في التنافس الأخلاقي) والشاعر يقول (يا أيها الرجل المعلم غيره..هلا لنفسك كان ذا التعليم)..!
** متعصب وينتقد المتعصبين.. ما يصير!
** السير فيرغسون قال بعد خسارة فريقه أمام برشلونة (خسرنا من فريق أفضل منا وسنتعلم من الهزيمة)!
قارنوا هذا التصريح بتصريحات حبايبنا!
** حرص عدد من أصدقائي النصراويين على التعبير عن سعادتهم بخسارة الهلال من أم صلال فقلت لهم أشكروا الهلال الذي جعلكم تعيشون أجواء من الفرح لم تعيشوها مع فريقكم طيلة العشر سنوات الماضية!
** بعد تكرار المناوشات البعيدة عن الروح الرياضية في المنصة وحتى لا تتكرر الصور الغير حضارية لا بد من التفكير في وضع المنصة أو البحث عن موقع آخر لرؤساء الأندية!
** أغلب تصريحات عدم الرغبة في البقاء أو التجديد هي للبحث عن المزيد من الأموال!