فيما يتجه إعلامنا الفضائي إلى إغراق الفضاء وتسطيح المتلقي العربي المسلم بالتفاهات وإبعاده عن قضاياه المصيرية، بل وحتى إحداث انفصام بينه وبين بيئته العربية الإسلامية الصحيحة.. وفي الوقت الذي اتجه فيه أغلب رجال أعمالنا وممن رزقهم الله بالمال الوفير لإنشاء المحطات الفضائية الهابطة، يستغل الآخرون هذه التقنية المتقدمة لنشر أفكارهم وتوجهاتهم المنحرفة لتكون المأساة مضاعفة: تغريب لأبناء المسلمين العرب وإبعادهم عن العقيدة الصحيحة، وتقديم فكر ضال ومنحرف ليكون الطريق أمامهم محصوراً بين خيارين، إما متابعة القنوات الفضائية الهابطة، أو القنوات التي تبث الفكر المنحرف.

وبمناسبة الانتخابات الرئاسية الإيرانية والانتخابات البرلمانية اللبنانية، وبما أنني أتابع هذه الانتخابات وأرصد كل ما يقال عنها في كل وسائل الإعلام التي يتيسر لي متابعتها والاطلاع عليها، فقد وجدت أن هناك 34 قناة فضائية تبث الفكر الشيعي الصفوي، وبتمويل مفضوح من نظام إيران؛ لأن كل التعليقات السياسية والتحاليل والآراء تتطابق تماماً مع ما يريده نظام الملالي في إيران، بل إن بعض هذه القنوات التي تحاول أن توحي بأنها تبث من دول عربية تحمل عداءً صريحاً وواضحاً لتلك البلدان العربية التي تزعم أنها تبث من أراضيها، والمأساة أن هذه القنوات تبث على قنوات القمر العربي المصري (نايل سات)، وبهذا يقدم هذا القمر خدمة لمبشري المذهب الصفوي الذي لم يُخفِ عمله وسعيه لتخريب أمن واستقرار مصر.

وأمام هذا الهجوم الكاسح من القنوات التي تبث الفكر المنحرف، ينشط إعلامنا الفضائي العربي في نشر وبث الإعلام الفضائي العابث والتغريبي الذي يبعد الإنسان العربي المسلم عن بيئته ومحيطه الإسلامي الصحيح؛ فهناك 88 قناة غنائية تبث الأغاني و(الكليبات) الفاضحة، و60 قناة للأفلام والمسلسلات، و50 قناة للرياضة، و20 قناة للشعر والإنشاد (وهذه تحمل موجة تبشير للصوفية والدروشة الدينية) التي لا يقرها الإسلام الصحيح، وثماني قنوات للإعلانات، وست قنوات للطبخ وأزياء ومستلزمات النساء، إضافة إلى 78 قناة متنوعة، ومن بينها القليل والقليل جداً من المحطات التي تبث النشرات والبرامج الهادفة، ولا نجد من يتصدى لقنوات التبشير الصفوي سوى قناة واحدة أو اثنتين، وحتى عملهما يتم بخجل وبلا وضوح عكس الصفويين الذين لا يترددون في نقل خطب المرجفين الذين يكيلون من خلالها الشتائم والإهانات للصحابة والخلفاء الراشدين.