التواصل مع القراء الجادين بهدف الإثراء المعلوماتي متعة، سيما ردود المثقفين وأصحاب المعاناة.
***
في مقال (التبرع بالأعضاء، واجب أم مروءة؟!) تساءلت القارئة الكريمة إيمان سليمان الخليفة بقولها (فعلا هل أترك جسدي للدود؟ فلو فكر المرء بأن تبرعه بأحد أعضائه سينقذ حياة إنسان موحد يذكر الله، يصلي، يصوم؛ فلن يتردد حتما لأن هذه القطعة ستكون أشبه بالصدقة الجارية، وحياة آخرين بقطعة مِن جسدي أفضل مِن أن يأكلها الدود، فالجسد لا قيمة له دون روح.) وترى إيمان أن المجتمع بحاجة للتوعية حول أهمية هذا العمل الإنساني.
***
في مقال (تمثيلية الدروس التطبيقية) احتجَّت إحدى المشرفات التربويات وقالت لمعلماتها في أحد الدروس إن الكاتبة مغرضة، ولا تصدقوها! وقد توقف بعضهن عن قراءة عمودي حتى لا تتزعزع ثوابتهن، ولقد سعدتُ بردَّة فعلها حيث كنت أتوقع أن المشرفات التربويات لا يقرأن إلا دفاتر التحضير، ولا يعرفن إلا كتابة الانتقادات في دفتر الزيارات الميدانية!
وعلقت القارئة العنود بقولها: (شيء مضحك فعلاً)، وترى أن (السبب في فشل هذه الطريقة انكشاف حقيقة خطأ المعلمة من خلال هذا الدرس النموذجي وهي عدم الإخلاص لله سبحانه وتعالى، فلو كانت مخلصة لما غيرت طريقتها قيد أنملة، فحضور هؤلاء وغيابهن سيان. ولكن كيف تقبل المشرفات باستمرار هذا الخلل العظيم؟ وآسفاه على الجيل ومربياته).
بينما يرى القارئ المثقف ناصر العتيبي (أن الدرس التطبيقي تنسيق مسبق كما هو متعارف عليه في معظم الدوائر الحكومية التي تعج بالفساد، وضعف الإنتاجية. وعندما يقوم مسؤول بزيارة لإحدى الإدارات توزع نشرات تبليغية بأخذ الحيطة وللظهور بأحسن مظهر).
***
عبر مقال (مشاهد من العنف المدرسي) عبَّرت طالبة في المرحلة المتوسطة بقولها (يا ماما رقية تعبنا من العنف والسخرية من بعض المدرسات إيش نسوي؟ كل مرة تجينا مدرسة عنيفة، ولما نشتكي عليها يزيد الطين بلة، صرنا نكره الدراسة وأبوها بسبب ها المدرسات اللي طفشونا، أنا يا ماما رقية أحس إني طفشانة من كل المدرسات لأن بشرتي سمراء وكل اللي معايا بالصف مو مثلي ومعظم المدرسات يسخرن من لوني، أبغضت الدراسة وكرهت نفسي) مع التحية لإدارات التربية والتعليم وقد انشغلت بالبرامج والأنشطة والاحتفالات والأيام المفتوحة والعقول المغلقة، وابنتي التلميذة تعاني من سخرية معلماتها من لون بشرتها! فأي عنف هذا؟ وأي قسوة؟
وعلقت (طالبة متفوقة) بقولها: (مقالك أعاد لي ذكريات الثانوية حينما عُينتْ مديرة جديدة، وفي أول صباح انهالت علي بالسخرية والكلام الجارح في وسط جمع كبير من معلماتي، لأن لون مريولي رمادي فاتح! وخفف علي الرعب من تلك المفترسة وقوف معلماتي اللائي كن بحالة حرج من موقفها المتوحش مع طالبة يشار لها بالتفوق ويشهد لها بالأخلاق).
أما متعب الصعنوني فيقول: (والله ما حدث لي سابقاً في مراحلي الدراسية جعلني أحاول الضغط على نفسي مادياً لأعلم أطفالي (رأس مالي) في مدارس خاصة لعدم ثقتي بمن يقف خلف التعليم الحكومي. أما الأسباب كثيرة ومنها عدم وضوح الدور التربوي للمعلم بشكل رسمي، وانعدام الرقابة الصارمة التي نفتقدها في جميع مؤسساتنا الحكومية تقريباً).
وللأستاذ شاكر الشراري تعليق جميل يقول (العنف المدرسي يؤدي بالطلبة لحالة من الخوف الشديد والقلق الدائم، وإلى حالة نفسية سيئة تنعكس سلبا على مستوى تكيفهم الذاتي والاجتماعي، من خلال استخدام الكلمات الجارحة، والتهكم والسخرية والأحكام السلبية لحد إنزال العقوبات الجسدية المبرحة بالطفل أو المراهق وتكون مصدر تعذيب واستلاب كامل لسعادتهم في حياتهم المستقبلية).
***
علقت أستاذتي في الحرف د. خيرية السقاف بعد قراءتها لمقال (أبو الدحداح والنخل المداح) بقولها (كان صباحا مخضبا بالدموع رقية من فرط الإحساس بكرم الله، وطاعة العبد، نقلتِ مشهدَ تقوى، آمل أن يكون درسا عن إغواء الدنيا) دام قلبك يا دكتورة معشبا بالإيمان.
لقائي مع القراء الشهر القادم إن شاء الله.
rogaia143 @hotmail.Com
ص.ب 260564 الرياض11342