أتحيّن الفرصة لملاقاتك
للتحدث معك، للنظر إليكِ
فقد سئمت الانتظار وبناء الأوهام
تسألين وما الذي أعرفه عنك حتى أتحيّن الفرصة تلك
وأقول
أعلم جيداً ما يروقني وما لا أستهويه
علمني ذلك كثرة أوهامي وطول انتظاري
ربما تتعجبين من غروري
لكنه حقيقة وجدان
ونوع من تكريس إيجابي للذات
للواقع، للحقيقة
* * *
الحقيقة التي عرفتها وحدي
واختبرتها بمقياس آدم
حتى تذوقت طعم وجودها وغيابها
وجدان الحقيقة
الذي يثور في فوهة الخيال
ويزهو في ظلمة الحلم وسواده
فنحن في زمن كل ما فيه محبط
ولا بد أن نعارك
لنستطيع أن نكمل الحياة بحلم الخيال أو واقع الحلم
أوه
ما الذي أبعدني
* * *
جميل أن يفيض القلم
ويسرد العمق
بدون تمهيد أو رسم
لما تكتب
وكأنك تمتطي صهوة جواد
تتركه ينطلق
عبر الأزمان
أترانا عندما نكتب شيئاً وجدانياً
نمتطي صهوة القلم
أم ساعة الزمن
* * *
وصفتيني بذاك اللفظ
نعم
لقد صدقتِ
فأنا (قادر لكنني لست فاجراً)
فخيالي غني
وفقره يؤلمني
أتلذذ به
يأخذني من واقعي
لواقع أعيشه بالخيال
يسكنني
وأستأنس به
أتواءم معه
وأبني طريقي معه
أسعد به ويسعد بي
لا أبالي بالعودة
عندما نعود من مدن الخيال
إلى هِجر الواقع
يكفي أن أعيشه لحظات
حتى لا تستضيفني ميتافيزيقيا الخيال
فقد تعاهد خيالي وواقعي
أن لا يحارب كل منهما الآخر
* * *
لا أعرفك يا سيدتي
قرأتكِ
وفتحت لكِ صفحة
فوجدت نفسي أسيركِ
أستوعبكِ كما خيالي
لكن
أتستوعبين شغب قلمي
آه
حالم يبحث عن مرفأ
واقعٌ يبحث عن خيال
* * *
أتأمل في كل شيء
الواقع والخيال
الحلم واليقظة
الصباح والمساء
النور والعتمة
الليل والنهار
البحر والصحراء
الشوك والزهور
تأملتكِ ليس لمشاهدة ملامحك
فلست ممن يقف عند ملامح امرأة
ولكن لعلي أتفحص ملامحكِ
لأقرأ ما وراءها
أعذريني
فقد نذرت لك خاطرة بطعم ملامحك
فالكلمة سيدتي هي وجداني
والحرف سيدتي هو سلاحي
أنا من الذين يفضحهم حرفهم
لأنني لا أجيد غيره
وألمس شغف الرومانسية
يتجسد رغم كل شيء
أتراني تنقلت بكِ بين الواقع والحلم
بين الخيال والحقيقة
لا تستعجبي
فقد تعلمت كيف أستطيع التنقل من حال لحال
تعلمت أن أخسر عذوبتي
تعلمت قسراً أن لا أجاهر بخيالي
تعلمت أن أقسو على وجداني
وأجلد ذاتي
أتعرفين
كيف يكون للخيال عنوان
نتواءم معه
نسايسه حتى نغيره
المهم يا حلم
أحببت أن أخطرك
بلغتي
بطريقتي
خاطرة
بها واقع الميتافيزقيا وخيال العالم
أحببت أن أبعد عنك طيف الملل
عبر سطوري الطويلة
لعلي أجدك
لا عليكِ
فقد نسيت أن أقول إنني تعلّمت الحرمان
عايشته
بل أكاد أشك أنه غير موجود
أحببته فأحبني
سيدتي
dr.aobaid@gmail.com