«الجزيرة» - وهيب الوهيبي:
أكد وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ على ضرورة عرض السنة النبوية وإحياء علومها بفهم صحيح للأجيال الجديدة والاهتمام بعلوم اللغة العربية، لأن الإعراض عن السنة وعلومها قد يكون بسبب ضعف في علوم اللغة العربية.
وقال معاليه: إن الاهتمام بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فريضة لازمة لأن البديل عن الاهتمام بالسنة إحياء البدعة، لافتاً إلى أن ما نشهده الآن من هجوم على سنة رسول الله، بإثارة الشبه لاستهداف سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هي ادعاءات ومزاعم باطلة.. وقال: أخشى ما أخشاه أن نجد في المستقبل من يسيء فهم القرآن وفهم السنة وفهم كلام علماء الملة، إذا استمر الإهمال في تعليم اللغة العربية وفهمها، وقصرت الأفهام عن فهم لغة القرآن. ورد وزير الشؤون الإسلامية على ادعاءات البعض الذين يزعمون بأن بعض ما جاء في السنة يتعارض مع العقل، وقال: المهم هو ثبوت صحيح السنة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -.
جاء ذلك في الكلمة التي افتتح بها وزير الشؤون الإسلامية (ندوة فهم السنة.. الضوابط والإشكالات) التي نظمتها شبكة السنة النبوية وعلومها, مساء أمس - الخميس - بمشاركة حشد من العلماء والمختصين بالسنة وعلومها، ومشاركة أكثر من مائة من الداعيات والمتخصصات في السنة والسيرة النبوية.
وكان الشيخ فالح بن محمد الصغير عضو مجلس الشورى، المشرف العام على شبكة السنة وعلومها) قد ألقى كلمة أكد فيها أنه لا سبيل إلى تحسين فهم السنة، وفهم مقاصدها إلا وفق منهج منضبط يجنب الباحثين الزلل في الفهم، والشطط في الاستنباط ويرشدهم إلى سبيل الرشاد، لافتاً إلى أن الراسخين في العلم من أبناء هذه الأمة اهتموا بأسس ذلك المنهج وقواعده الكلية.
وأبان أن هذه الندوة تأتي في وقت برز فيه قصور في التعامل مع السنة النبوية وشطط في الفهم لها، والذي ترتب عليه سوء في التطبيق والعمل، مشيراً إلى أنه نجم عن هذا إعراض بعض المسلمين عوامهم ومثقفيهم عن الهدي النبوي، لما رأوه من غلو في فهمه وتطبيقه من جهة، حيث أوقع أصحابه في فتن الغلو والتكفير، والتبديع والتجريح بدون مسوغ شرعي، وما تبعه من خروج على الأنظمة والحكام، فافتتن بها بعض شباب الأمة ووقعوا في مزالق خطيرة، وفتن عمياء. وقد قابل هذا الغلو والإفراط، اتجاه آخر فرط في فهم الحديث النبوي فتجرأ على تفسيره دون مراعاة لقيود أو ضوابط، فبرروا واقعا انحرف عن المسلك اليقين فسوغوا محدثاته، وطوعو له الأحاديث النبوية، كي تتلاءم مع أهواء بعض الناس وما يهوونه ويحبونه بدعاوى متنوعة ومختلفة وهكذا ينتبه كثير بين إفراط وتفريط، وهو ما انعكس سلباً على الفهم الصحيح للسنة النبوية.
وكانت الندوة قد ناقشت عدداً من المحاور في ضوابط فهم السنة وتحديد الإشكالات في فهم النصوص النبوية من خلال عدة جلسات.