بريدة - عبدالرحمن التويجري
عدَّ مدير المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بوسط بريدة في منطقة القصيم الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله المهنا المكتبة الإسلامية باللغة الإنجليزية التابعة للمكتب التعاوني بشرى خير ونعمة من بشائر النعم التي أنعم الله بها على المملكة وشعبها في ظل قيادة ولاة أمرها - حفظهم الله -.
وأكد الشيخ المهنا في حديث ل(الجزيرة) أن نشاط المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات وسط بريدة لم يقف عند حد معين، بل كل يوم تزداد أنشطته وبرامجه النافعة والمفيدة - بإذن الله - خصوصاً للداخلين في الإسلام، ومن جهوده المثمرة إيجاد مكتبة متميزة تضم بين جنباتها أغلب ما كتب عن الإسلام باللغة الإنجليزية، حيث تتوفر فيها المراجع العلمية؛ لتكون أول مكتبة نموذجية باللغة الإنجليزية في جاليات وسط بريدة، وهي تُعدّ من المكتبات الإسلامية الفريدة في العالم الإسلامي، وسوف تتوسع المكتبة - بإذن الله تعالى - باللغات الأخرى المتنوعة في فنون العلم والطب وغيرها، ومما يشجعنا في الاستمرار بالتطوير والمزيد، هو حاجة الوافدين إليها، وإدخال الوسائل الحديثة كمواقع الإنترنت والوثائق العلمية، وغيرها.
وشكر الشيخ المهنا - في ختام حديثه - الأستاذ إبراهيم السيف مؤسس ومشرف المكتبة لإهدائه (المكتبة الإسلامية باللغة الإنجليزية) التي تحتوي على أربعة آلاف كتاب بمختلف الأحجام؛ لتوعية الجاليات وسط بريدة، جعلها الله صدقة جارية، وأن يكون ذلك في ميزان حسناته ووفقه لكل خير، داعياً فضيلته أهل الخير والإحسان إلى الإسهام في العمل الدعوي بالمنطقة ودعمه بالمصادر والمراجع العلمية باللغة الإنجليزية.
كما تحدث ل(الجزيرة) المشرف على المكتبة الإسلامية الإنجليزية ومؤسسها الأستاذ إبراهيم بن عبدالعزيز السيف فقال: لقد يسَّر لنا الله بفضله وتوفيقه إنشاء أول مكتبة متميزة تضم بين جنباتها أغلب ما كتب عن الإسلام باللغة الإنجليزية. واستمرت عملية جمع هذه الكتب والبحث عنها عدة سنوات يحدونا فيها الرجاء لنؤسس مكتبة نموذجية تعنى بالكتاب الإسلامي المنشور باللغة الإنجليزية. ولا يخفى على ذي لبّ الحاجة الضرورية لوجود مثل هذه المكتبة في أحضان منطقة القصيم، حيث تمَّ إنشاء أول مركز لتوعية الجاليات منذ أكثر من 20 سنة.
وأبان السيف أن من أهداف المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات بوسط بريدة الرئيسة تأسيس هذه المكتبة الإسلامية الإنجليزية، وكذا الإسهام في ترشيد العمل الدعوي بالمنطقة، ودعمه بالمصادر والمراجع العلمية اللازمة والمكتوبة باللغة الإنجليزية، خاصة إذا علمنا أن أغلب من يسلم من الوافدين من غير المسلمين هم الجالية الفلبينية التي تستخدم اللغة الإنجليزية في التواصل المهني واليومي بالمملكة. كما نسعى من خلال إنشائنا لهذه المكتبة هو خدمة الباحثين والمترجمين والطلاب وسائر المهتمين بهذا المجال الدعوي المهم.
وقال المشرف على المكتبة: إننا نطمح في المستقبل القريب - إن شاء الله - أن نعدّ قاعدة بيانات للكتب الإسلامية الإلكترونية مساهمة منّا للتعريف بالإسلام وإبلاغ كلمة الحق للمسلمين وغير المسلمين في أرجاء المعمورة، موضحاً أن هذه المكتبة تتميز بخصائص عديدة من أهمها احتضانها لأربعة آلاف كتاب باللغة الإنجليزية، إضافة إلى العديد من نسخ القرآن الكريم ومعظم ترجمات معانيه الإنجليزية وعلومه، والحديث وعلومه، والعقيدة الإسلامية، والسيرة النبوية والتراجم، والفقه والفتاوى، والآداب والأخلاق، وفضائل الأعمال والأذكار والأدعية، والملل، والنحل، والدعوة إلى الإسلام، وكتب عن المرأة، وأدبيات الأطفال، والدراسات الإسلامية في مجالات الفكر، والثقافة، والحكم، والاقتصاد، والتاريخ، والحوار الحضاري، والمعاجم اللغوية، والقواميس الإسلامية الأحادية والثنائية اللغة، وقسم يضم الأشرطة السمعية والأقراص.
وأشار المشرف على المكتبة إلى أن من أبرز خصائص هذه المكتبة الشمول والتنوَّع، أما خاصية الشمول فظاهرة لكل من يزور المكتبة، ويلقي نظرة على اللوحات المبينة لتصنيف الكتب والهدف من شمولية موضوعات المكتبة هو تزويد الباحث، أو الداعية بالمعلومات الوافية في أي جانب من جوانب العلم الشرعي والثقافة الإسلامية، والخاصية الثانية هي التنوع وتتعدد أشكال هذه الخاصية، حيث يجد الزائر للمكتبة تنوعاً في موضوعات الكتب وطرق تناولها المقاربات والمنهجية المتبعة في دراسة القضايا المطروحة فيها كما يتجلى مبدأ التنوع في توفر المكتبة على ترجمات متنوعة للكتاب الواحد ومثال ذلك القرآن الكريم، حيث توجد أكثر من (10) ترجمات لمعانيه وتفاسيره، وينطبق هذا على كتب أخرى كثيرة، وفي مثل هذا التعدد والتنوع فوائد جمَّة، إذ يتسنَّى للباحث أن يطلع على صيغ متنوعة للأصل الواحد، ويتعلم منها لغوياً ومعرفياً، كما يسهل عليه المقارنة بينهما وبين الكتاب الأصلي. وكما يتعرف كذلك خلال الاطلاع على الترجمات المتعددة لنفس الكتاب على معانٍ جديدة وأساليب لغوية متنوعة. وكل هذا يساهم في تكوين الباحث وتدريبه وتطوير مهاراته اللغوية والعلمية.
واختتم المشرف على المكتبة الأستاذ إبراهيم السيف حديثه بأن هناك نموذجاً آخر للتنوع يحسن الإشارة إليه وهو احتواء المكتبة على كتب باللغة الإنجليزية حسب الأساليب المتعارف عليها في الدول الناطقة بالإنجليزية، وفي هذا اطلاع على طرق متنوعة لاستعمال الإنجليزية من قبل كتاب من أجناس وثقافات متنوعة ومن أمثلة ذلك توفر المكتبة على كتب مؤلفة من قبل شخصيات من أمريكا وبريطانيا ونيجيريا وجنوب أفريقيا وشبه القارة الهندية ومسلمي العالم الإسلامي والغرب.