هذا لسان حال الجماهير الهلالية وفريقها يودع البارحة الأولى دوري أبطال آسيا مكرراً نفس السيناريو الذي رسمه طوال السنوات السابقة في البطولة القارية الأهم.
** هذا لسان حال الجماهير الهلالية وهي ترى فريقها يعجز عن الوصول إلى شباك أم صلال طوال 120 دقيقة.. ويؤكد من جديد أن زعيم القارة الآسيوية يحتاج إلى الكثير والكثير والكثير من الجهد والعمل الجبار حتى يعود إلى سيرته الأولى بطلاً كبيراً مغواراً يهابه المنافسون ويخشى جنابه المتسابقون!!
** خرج الهلال.. ولم يعد لدى مسيريه إلا فتح صفحة جديدة بالكامل في الموسم المقبل.. ولأنها السنة الأولى للإدارة في النادي فحري بها أن تستفيد من أخطائها وتعمل على علاجها بعد أن بات من غير المجدي البكاء على اللبن المسكوب!!
** خرج الهلال من البطولات تباعاً.. ولولا بطولة مسابقة كأس ولي العهد.. لكانت كبيرة جداً على بني هلال وإن كنت أرى أن لا شيء أكبر من أن تخسر الدوري وكأس خادم الحرمين ودوري أبطال آسيا في أقل من أربعين يوماً!!
** خرج الهلال لأن الهلاليين انشغلوا بأمور أخرى.. (هل يبقى التايب أم يرحل؟.. ولا يوجد مدرب غير كوزمين.. والظروف والمشاكل... و... و... إلخ) ونسوا أن لديهم فريقاً لم يكن طوال 53 عاماً من عمره يعتمد على لاعب واحد أو مدرب واحد أياً كان هذا اللاعب.. وأياً كان هذا المدرب!!
** أمس الأول.. ومنذ انطلاقة صافرة البداية كانت كل الأمور توحي بأن الهلال سيتوقف في دوري أبطال آسيا عند محطة أم صلال.. فريق غير منظم.. كرات عشوائية.. اتكالية.. تمريرات مقطوعة.. أخطاء بدائية.. بطء في الحركة.. ضعف في ردة الفعل.. ثم عدم القدرة على اتخاذ القرار الصحيح فيما يتعلق بالتبديلات.. وفي النهاية كان ما كان.. وراح حظ الهلال في خبر كان!!
** أمام أم صلال.. أكد الهلال للمرة المليون بأن الغربلة يجب أن تكون أول قرارات الإدارة في إطار التحضير للموسم الجديد.
لو كان الفريق الهلالي رجلاً لصاح بأعلى صوته (خلااااص) وطالب بسلخ جلده وتجديده بجلد جديد.. فالفرق الأخرى تعمل وتطور نفسها وتبدل في قوائمها.. وليس من المعقول أن يظل الهلال عاجزاً عن فعل الشيء نفسه إلا بنفس بطيء جديد لا يوحي بأي تبديل.
** أمام أم صلال.. أكد عبد اللطيف الحسيني أنه قد يكون مدرباً جيداً وكفؤاً في الأمور اللياقية.. لكن التعامل الفني مع الفريق داخل الميدان يحتاج إلى أكثر من ذلك.. ولعل في طريقة لعب الفريق وتبديلات المدرب ما يوحي إلى الكثير والكثير من أسباب الوداع الحزين..
** في مناسبات عدة.. أكد الهلاليون أن بطولة آسيا هي الهدف الأهم.. ها هو الهدف الأهم ضاع.. وها هو الأمل يصبح سراباً.. وها هو الأزرق.. يعجز عن تجاوز ثُمن النهائي.. وعن هز شباك أم صلال!!
** عملت إدارة الهلال الكثير.. وطوَّرت النادي.. وصرفت الملايين.. ولكن الحظ خذلها.. والظروف وقفت أمام خططها.. وعليها إن أرادت ملامسة المزيد من النجاح والنجاح أن تقلِّب صفحات موسم صعب وشاق.. وأن تقرأ ما فيه وما بين سطوره.. وأن تتعرف على كل أسباب الإخفاق.. وهي لن تتوقف بالتأكيد على إبعاد مدرب أو إصابة لاعب.. وكان الله في عون الراقع الهلالي على شق لم يكن في الحسبان.
sa656as@yahoo.com