نعلم أن المرأة نصف المجتمع، ونعلم أن الشريعة الإسلامية أمرت بإعطاء المرأة حقها بالأمور الحياتية من نفقة وإنصاف، والمرأة لا نعتقد أنها في وقتنا الحاضر تعاني من عدم إنصافها في أمور حياتية، هناك اضطهاد في أمور قليلة، ولكن ليست من الأمور الضرورية، إن حصلت ما تريد فبها ونعمت، وإن لم تحصل فليس نهاية العالم.
نقرأ كثيراً ونتابع ما يدور في الصحافة من مقالات عدة من كتَّاب يسطرون عن المرأة الشيء الكثير، ونجزم أن معظم هؤلاء النسوة لم يطالبن بذلك. المرأة لدينا هي عجلة التقدم بالمشاركات الحياتية ونلاحظ أن ما يحصل في الآونة الأخيرة من مطالبات يعكس ما هو متواجد في الحاضر!
السؤال الذي يفرض نفسه:
هل المرأة لدينا حبيسة في المنزل؟
لننظر إلى الدوائر الحكومية الموجودة، يوجد بها أقسام نسائية، وتعمل المرأة بكل أريحية، الجوازات، الأحوال، البلديات، وغيرها من الأقسام النسائية لاستخراج ما يخص معاملة للمرأة، ناهيكم عن القطاع الخاص من بنوك.. إذاً لنصارح أنفسنا بالشيء الذي ينقص المرأة وتحتاجه فعلاً، فهناك الاضطهاد من الزوج، وهناك الاضطهاد من سوء المعاملة، وهناك ما ينقص المعلمة من تحفيز في المدارس الأهلية، وبعض المدارس الحكومية، هناك مسائل الطلاق. إذاً فالمسألة تحتاج للأقلام للإنصاف وليس دفعها لأشياء هي ليست بحاجة لها، فمثلاً لا ضير بعدم قيادتها للسيارة، ولا ضير بعدم إنشاء أندية رياضية، المرأة لدينا لم تجد المنع بعدم العمل، لم تجد المنع بعدم المشاركة بالحوارات، متواجدة في الإعلام المرئي والمقروء.. إذاً ما يريدون منها؟ كتبنا سابقاً عبر هذه الصحيفة قبل أربع سنوات مقالة كان عنوانها: هل أخذت المرأة حقها إعلامياً وثقافياً؟
المقصود بالمقالة بمشاركتها بالأندية الأدبية النسائية ومشاركتها بالحوارات المفيدة للمرأة، ولكن لم نطالب بخروجها بشيء لا يسمن ولا يغني من جوع.. هناك كمسائل تحتاجها المرأة لمناقشتها وطرحها، المقصود ونوجه السؤال للكاتب: عندما تطرح مقالة عن المرأة وما تحتاج.. هل هي فعلاً متذمرة؟
ولنفرض جدلاً أن هناك تذمراً.. فهناك العديد من الكاتبات لم يتطرقن ويدافعن عن المرأة إلا القليل.. إذاً ما هي المبررات التي دفعت الكاتب لطرح تلك المسائل.. أين الكاتب من مواضيع ومشاكل متواجدة عند المرأة.. لا تحتاج من يؤيدها للقيادة، ولا تحتاج من يعطيها الطريق لعمل شيء ما.. هي مسألة وقت وسف تكون المعالم واضحة.. لننظر للمرأة قبل عشر سنوات تقريباً ونقارنها بالمرأة في الوقت الحالي.. انظروا إلى ذلك وسوف تعلمون أن هناك فرقا شاسعا وشتان بين السنين الماضية والوقت الحالي.
يقول البعض: إن مشكلة المرأة في التعليم وغيره مشكلة قديماً جداً.. وقد تطرق الكثير حول هذه المسألة ولم تأت بنتيجة، نقول: نعم، لم تأتِ بنتيجة، ولكن مع مرور الوقت والتغيرات سوف تتغير تلقائياً.. فمع تطرق الكاتب لأمور حياتيه للمرأة هي لا تحتاجها: فلماذا لا نوجه السؤال لهؤلاء ونقول:
هل سوف تتغير المرأة من مقال ما؟
هناك قضايا كثيرة جداً في المجتمع تخص الجنسين، الكاتب الذي تهمه المصلحة العامة هو ما يحتاجه المواطن، فروقات بين الكاتب (توجهه خدمي اجتماعي) وكاتب توجهه (فكري) الحيز يكون ضيقا، ولكن المعالم واضحة، فلا نكترث إلا بما يهم الجميع، ولكن لا نصبُّ أعيننا على جنس معين فقط!!
دعوها وهي تلقائياً ترى ما يضرها وما ينفعها فهي مربية للأجيال وتعلم ماذا تعمل.. فهي ليست حبيسة بين أربعة جدران.. أخذت التعليم وأخذت المناصب، وشاركت في المؤتمرات، وتذهب للأسواق وتحضر المناسبات.. ماذا بقي؟
سؤال.. لا نعتقد أن هناك إجابة مقنعة حول ذلك.
s.aq1972@gmail.com