منذ نعومة أظفاري، وأنا ممن شرف برؤية ومعايشة شيخي وأستاذي الدكتور حسن بن فهد الهويمل ذلك الرصين في كلمته الرزين في رأيه الأريب في تعليمه الوافي في أدبه المتزن المتعقل في نقده، وأجدني مضطراً للتوقف لأرجع القهقرى إلى ما صدرت به تلك الكليمات عن روعة وجمال أسلوب شيخي الدكتور حسن فما أن تقرأ لهذا العالم الأدبي مقالة الثلاثاء في هذه الصحيفة العزيزة الجزيرة إلا ويشدك ذهنك وعقلك وتفكيرك لهذا المقال وإطلالاته المباشرة المتميزة التي تجعلك تجمع بين كتاب الله وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- وأبيات وحكم العرب. وكم نحن بحاجة إلى ألف حسن كحسن الهويمل الذي يقرئك بأفكاره كتاب ربك وإليكم مقتبساً، مما كتب في عدد (الجزيرة) ذي الرقم 13368 بتاريخ الثلاثاء 10 جمادى الأولى 1430ه تحت عنوان هو أجمل ما قرأت من العناوين وكل عناوين إطلالاته جميلة بديعة رائعة.. (لكيلا ننسى أو نتنكر أو نجازف بالمثمنات..!) حيث قال ما نصه (أما غير العدول فلهم أعين لا يبصرون بها ولهم آذان لا يسمعون بها إذ كل شيء عندهم بمحض الصدفة ولربما أنهم يعرفون نعمة الله ثم ينكرونها ولا يذكرون المنعمين من عباده إلا قليلاً، أشحة في القول والعمل يعرفون حقوقهم ولا يوفون بواجباتهم وليس غريباً أن يكون من بيننا من هم أشبه شيء بالدهريين الذين يقولون كما قال سلفهم (وما يهلكنا إلا الدهر)... ا.أ.ه. في تلك المقطوعة الصغيرة مرّ بك الدكتور حسن بثلاث سور من القرآن الكريم هي الأعراف والنحل والأحزاب وأنت تقرأ باقي ما طرحه حتماً ستقرأ شيئاً من كتاب ربك شعرت أم لم تشعر وقد مر فيما طرحه الدكتور حسن في هذا المقال فقط بأكثر من إحدى عشرة سورة هي: البقرة، الأعراف، النحل، الأحزاب، فصلت، الزمر، القصص بالإضافة إلى الدخان، ق، الحج، ناهيكم عما استشهد به وعرف قارئه أنه آية.. أما الأحاديث فقد مر بثلاثة أحاديث أو تزيد وقل مثل ذلك في الشعر.. وقد يقال إن هذا هو الأصل وإن الأفكار لا تخرج إلا من تلك المصادر، فيرد عليه أن الكل قادر على استخراج الأفكار من تلك المصادر، غير أنه يضنيك الجهد والتعب والإعياء على صياغتها واتساقها وتنسيقها وربما تنسحب إلا من آتاه الله ملكة في الطرح وعذوبة في البوح وجمالاً في الأسلوب وغني أن نقول مثل ذلك عن الدكتور حسن بن فهد الهويمل غير أنها إيحاءات إلى طلابه ومتعلميه أن ينهلوا من منهله وأن يبادروا إلى الاستزادة من نهجه ومنهجه الذي اختصره ب(قال الله وقال رسوله) في أسلوب أدبي رزين، كما أنها في ذات الوقت دعوة إلى سرعة تدوين وحفظ ما سطرته أنامله قبل أن يكون الحق الذي لا مفر منه ليستفيد منها الجيل ويورثها إلى الأجيال إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، ولكي تكون صدقة جارية يرده خيرها وأجرها في برزخه ومعاده في مقعد صدق عند مليك مقتدر بإذن الله وما ذلك على الله بعزيز.
Ahmadh2003@hotmil.com