الإنسانية جمعاء بحاجة ماسة إلى الأمن الفكري، وحينما بادر سمو النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله - إلى تأسيس كرسي باسمه لدراسات الأمن الفكري في الخامس من شهر رمضان المبارك عام 1428هـ كانت تنحصر مهام هذه الدراسات للأمن الفكري في بناء المفاهيم الصحيحة والتصورات السليمة المؤدية إلى تحصين فكر أفراد المجتمع المسلم من الأفكار المنحرفة التي ابتُلى بها المجتمع المسلم، والتي تهدر أمنه ومكتسباته وخواصه التي أمر بحفظها الله سبحانه، فأدخل عليها بعض مرضى العقول المتطرفة ما لا يليق بالمسلم العاقل السليم حقاً. ولأن الأمن بوجه عام نعمة كبرى أنعم الله بها على هذه البلاد المملكة العربية السعودية منذ عهد مؤسسها وموحدها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله - وحافظ على هذه النعمة أبناؤه من بعده الملوك سعود وفيصل وخالد وفهد - رحمهم الله تعالى - ويحافظ عليها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - تعتبر المملكة العربية السعودية من أفضل بلدان العالم أمنا وأمانا. ولأن صاحب السمو الملكي النائب الثاني وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز - حفظه الله - هو المسؤول الأول عن أمن هذه البلاد فقد بادر إلى تأسيس كرسي الأمن الفكري لما له من أهمية عظيمة للمجتمع السعودي المسلم وللإسلام بوجه عام؛ لأن باختلال الأمن لا سمح الله تتغير الموازين والقيم الأخلاقية. وحينما يرعى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز المؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري فهذا يعطي الدلالة العظمى لاهتمام القيادة الحكيمة بأمن الوطن والمواطن؛ فهو علاج فاعل وحصار قوي للأفكار المنحرفة المتطرفة ذات طابع الغلو والجهل. وبالله ومن الله التوفيق.
- مكة المكرمة