أيام قاسية وصعبة تلك التي عشناها بعد معرفتنا بمرضك، فيها عرفنا معنى أن تحب شخصاً وتراه يذبل أمامك كل يوم ولا تستطيع أن تفعل له شيئاً، ألمه ألم لنا ومعاناته معاناة لنا، فيها تتجلّى قدرة الله سبحانه لترينا الإنسان وكم هو ضعيف لا حول له ولا قوة، كانت تمر علينا أوقات نأمل فيها بالعافية، فالإنسان جُبل وخُلق بالأمل الذي يريح الإنسان قليلاً ويجعله يتطلع إلى الغد بتفاؤل.. لم يمهله الأجل طويلاً واختاره الله إلى جواره.
وإذا المنية أنشبت أظفارها
ألفيت كل تميمة لا تنفع
كان يوماً حزيناً لن أنساه ما حييت لم أشعر أبداً بقدر هذا الألم، صورته - رحمه الله - لا تبارح مخيلتي أبداً أراه في صحته وفي مرضه، والابتسامة والمرح لم يفارقاه إلى آخر يوم في حياته، كان الشيخ محمد بن عجلان بن عبد العزيز العجلان محباً للناس لم يحمل أبداً أي حقد أو ضغينة لأي أحد، صافي النفس طيّب القلب من يدخل بيته يشعر وكأنه في بيته، يفرح بالصغير والكبير ويسأل عن الجميع القريب والبعيد، يحثنا دائماًَ على الخير، كنت أرى فيه الحياة بكل معانيها الطيّبة، بموته فقدنا ركناً ولكن ما يخفف مصابنا حسن ميتته والذكر الطيّب الذي خلّفه وراءه ولا نقول سوى قدَّر الله وما شاء فعل و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.