«الجزيرة» - الرياض
أثنى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء على رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للمؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري الذي تنظمه جامعة الملك سعود ممثلة في كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري.
وأكد سماحته في كلمة بهذه المناسبة أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الأبوية لهذا المؤتمر تأتي امتداداً لما سارت عليه القيادة السعودية من التمسك بتعاليم الإسلام وغيرة منه - وفقه الله - على شباب الأمة الإسلامية من السقوط في هاوية الانحراف ومراتع الفتن. وقال سماحته: المملكة العربية السعودية منذ تأسيسها وحتى الآن في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ترعى العلم الشرعي الصحيح المبني على نصوص الكتاب والسنة، وهو الكفيل وحده بإذن الله ببناء مجتمع متكامل متماسك، قوامه المحبة والرحمة وأساسه خدمة الإسلام ورعاية قضايا المسلمين، ومنهجه: السمع والطاعة لولاة الأمر والتقدير والإجلال لأهل العلم والرجوع إليهم، والصدور عن رأيهم في دقيق الأمور وجليلها. وقد سارت هذه الدولة - ولله الحمد والمنة - أزمنة عديدة وما زالت على منهج الإسلام، تترسم خطاه، وتسير وفق تعاليمه وتوجيهاته، ولم تعرف الإرهاب بمفهومه المعاصر، وما وجد هنا أو هناك من حوادث توصف بالإرهاب فهي صادرة ولا بد عن جماعة خارجة عن منهج الإسلام، متنكرة لأحكامه وأوامره ونواهيه كالخوارج ومن سار على منهجهم أو المحاربين الساعين في الأرض الفساد.
وأضاف سماحة المفتي العام للمملكة: المملكة العربية السعودية جزء من هذا العالم الكبير الذي أصبح بتطور وسائل إعلامه كالقرية الصغيرة تتأثر بما تتأثر به الدول والأمم من أفكار واتجاهات ومشارب ورؤى، الأمر الذي أدى إلى تسرب عدد من الأفكار الدخيلة والأنشطة المنحرفة، والممارسات السيئة إلى عقول وتصرفات بعض الشباب والناشئة ممن عرف بقلة العلم وضعف البصيرة. وطالب سماحته العلماء والدعاة بضرورة النزول للميدان والإجابة على تساؤلات الناس، والرد على ما يثار عبر القنوات الفضائية وكافة وسائل الإعلام، مؤكداً أن تقاعس العلماء وعدم قدرتهم على التواجد الإعلامي سيشكل خطراً على الأمن الفكري، محذراً في الوقت نفسه من كتمان العلم ومشدداً على العلماء بالوقوف الشجاع أمام أي فكر سيئ أو تصور سيئ أو أي طرح بلا علم أو بصيرة.
وأكد في حديثه على دور هيئة كبار العلماء والشيخ عبدالعزيز بن باز في تعزيز الأمن الفكري.
وقال إن هيئة كبار العلماء ليست غائبة عن قضايا الأمة وأن الهيئة تؤدي دورها كما ينبغي، مؤكداً أن الهيئة مع الناس ومع مشاكلهم وواجب عليها وعلى العلماء شد أزر القيادة دفاعا عن الدين وحماية الوطن. وشدد المفتي على أهمية الحوار وعلى أن يكون ذلك بحكمة وأدب وحسن تعامل ورفق ولين سعيا لايضاح الحق مؤكداً أن الإعلام متعدد الجهات لابد لأهل العلم والعلماء من وضع خطة لمجابهته وإيضاح الحق فعليهم رصد ما يثار في القنوات الفضائية والاعلام عموما من شبهات وأباطيل والاجابة عليها وتوضيح الحقيقة للناس، فلابد من الدفاع عن الحق لكي لا يروج الباطل وفق كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
وطالب سماحته العلماء بإغلاق أبواب الشر والإعلام الجائر، وتطرق الى دور التعليم مشيرا الى أن له أثراً عظيماً للمحافظة على الفكر ويجب الاعتناء به، كما استعرض جهود الشيخ عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - في المحافظة على الأمن الفكري، حيث كان رحب الصدر حريصا على الاجابة على كل المسائل ويتلمس مطالب الناس. مشيراً أن رعاية خادم الحرمين الشريفين الأبوية لهذا المؤتمر تأتي استجابة لهذا الواقع الذي يمر به العالم، وامتداداً لما سار عليه ملوك هذه البلاد الظاهرة من التمسك بهذا الدين، والحرص على تعاليمه، وغيرة منه - وفقه الله - على شباب الأمة الإسلامية عموماً، وهذه البلاد خصوصاً من الوقوع في مزالق الضلال ومراتع الفتن، والسقوط في هاوية الانحراف الفكري والسلوكي.
وعن أهمية المؤتمر في بناء المفاهيم الصحيحة والتصورات السليمة المؤدية إلى تحصين أفراد المجتمع من الأفكار المنحرفة المهددة لأمنه وازدهاره أشار سماحته إلى أن إقامة هذا المؤتمر وغيره من الأنشطة العلمية أمر مطلوب شرعاً لإبراز سماحة هذا الدين ووسطيته، ونبذه الغلو والتطرف، وتنوير عقول الشباب، وإزالة بعض الشبه العالقة في نفوسهم، وتهذيب سلوكهم وأخلاقهم، وبناء شخصيتهم الإسلامية وتقوية دينهم، وتنشئتهم تنشئة إسلامية سليمة، موضحاً أن هذا المؤتمر يساهم في خدمة المجتمع، وتبصير أفراده من المخاطر التي تحاك ضد المسلم وأهله، فالمسلمون في هذا العصر يعيشون بلاء وامتحاناً لم يسبق لهم مثيل فيما مضى من العصور، فهم في ابتلاء مع أعدائهم الحاقدين عليهم، وفي ابتلاء مع أبنائهم الجاهلين بأحكام الدين وتعاليمه والذي وقعوا في بلبلة فكرية، وفوضى ومفاسد أخلاقية شقت صفوفهم، وبددت وحدتهم، وجعلتهم فريسة سهلة لأعدائهم. واستطرد سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ أنه لا نصر لأمة الإسلام، ولا خلاص لها من هذه الفتن المتلاحقة، والأهواء المتلاطمة، والمكائد الحاقدة إلا بالعودة الصادقة إلى الإسلام الصحيح واستلهام مبادئه الحقة وشريعته السمحة. وثمن سماحة المفتي العام للمملكة أهداف كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري فقال: صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز، النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية هو رجل الأمن الأول في هذه البلاد منذ ما ينيف على الأربعين عاماً، تولى خلالها قيادة الأجهزة الأمنية بكافة أفرعها، الأمر الذي مكنه من الاطلاع على خفايا وأساليب كثير من المؤامرات والدسائس التي تحاك ضد هذه البلاد وشبابها وشاباتها، سواء ما يخص تغريب أفكارهم عن دينهم، وإيقاعهم فريسة لعصابات المخدرات وقادة الجرائم المنظمة، أو ما يخص انحراف فئة منهم عن منهج هذه البلاد، وتأثرهم ببعض الدعوات والجهات التي تسعى إلى الإخلال بأمنه وتكدير وحدته وشق صفه.