الجزيرة - عبدالرحمن السريع
بعد إقامة امتدت لسنوات.. استطاع أحد الوافدين بعد أن تعرف على طبيعة الشعب السعودي أن يوظف مكامن الخير وحب البذل والعطاء والتآخي لصالحه.. ولكي يحقق ثروة طائلة بعد أن هداه تفكيره لطريق جديد تستغل هذه الصفة الطيبة.. حيث بدأ بنسج قصة شبيهة بالواقعية.. ثم يتجه إلى أحد المحسنين ويبدأ في شرح سيناريو فكرته التي تبدأ بذكر أن هناك امرأة فقيرة جداً ومحتاجة إلى المساعدة المالية وتسكن منطقة في أخرى وتبقى عليها مبلغ بسيط لاستكمال قيمة إيجار منزلها.. وأنها مهددة بالطرد من المنزل إن لم تستكمل هذه المبالغ.. ولتأكيد كلامه فإنه يقوم بتزويد ضحاياه بأرقام الهواتف المحمولة لتلك المرأة المزعومة.. وصاحب مكتب العقار.. متوقعاً من الطرف الآخر أن يقوم بالتأكد بنفسه.. وعند اتصال المحسن بأرقام الهواتف للتأكد منها يجدها صحيحة.. حيث يرد عليه في الطرف الآخر امرأة.. وتؤكد له الحكاية والقصة بالكامل.. وفي الاتصال الآخر بصاحب مكتب العقار أيضاً يرد عليه شخص يدعي أنه صاحب مكتب العقار وأن هذه السيدة متأخرة في دفع الإيجار وأنها مهددة بالطرد.. وأنه لا يملك حق مساعدتها لأنه مؤتمن على العقار وليس مالكاً له.. فلا يكون أمام المحسن في هذه الحالة إلا أن يطلب رقم حساب السيدة أو صاحب العقار ليودع فيه المبلغ المستحق.. وبالفعل هذا ما تم في أكثر من حالة.. والحقيقة أن السيدة التي تتحدث في الطرف الآخر وكذا صاحب العقار ليسا سوى المحتال نفسه الذي أوصل القصة للمحسن.. بعد أن غير صوته مستخدماً عدة هواتف محمولة.. أحد المحسنين ارتاب في أمره وساوره الشك والريبة في صحة كلامه فتقدم لمركز شرطة الملز ببلاغ عن القصة التي تعرض لها.. مركز شرطة الملز بدأ في جمع المعلومات عن المدعى عليه.. وبعد أن تأكدت الشكوك فيه بنسبة كبيرة.. أوقفه رهن التحقيق حيث اتضح أنه جمع مبلغ مائة وخمسين ألف ريال من عدة أشخاص بطرق مماثلة , المدعى عليه لا يزال موقوفاً لاستكمال إجراءات التحقيق معه.