جدة - عبدالله الزهراني - صلاح مخارش
واصل مؤتمر الأوقاف والشؤون الإسلامية الثامن فعالياته أمس بفندق الهيلتون بمحافظة جدة عقد جلساته بجلسة سادسة كان موضوعها (التجديد في الفكر الإسلامي والخطاب الديني بين الثوابت والمتغيرات) ورأسها معالي وزير الإرشاد والأوقاف بجمهورية السودان الدكتور أزهري التيجاني عوض السيد. وقد بدأ الدكتور سالم عبدالجليل من جمهورية مصر العربية ورقته مبيناً أن بدأ بالتجديد في الفكر الإسلامي والخطاب الديني هو النبي عليه الصلاة والسلام وعرف التجديد بأنه هو الإبداع والابتكار في طرح المفاهيم الإسلامية وإعادة نقل التراث بعد تحريره من الشوائب العالقة به ويكون التجديد بإحياء الفرائض المعطلة لإزالة ما علق بهذا الذين من الآراء وبتخليص العقيدة من الإضافات البشرية وإحياء الحركات العلمية في مجال النظر والعمل على صياغة حياة المسلمين صياغة شرعية إسلامية ولا يعني بأي حال من الأحوال إضافة شيء جديد إلى الدين. وتطرق إلى العلاقة بين الخطاب الديني والفكر الإسلامي مشيرا إلى أن هناك علاقة وثيقة وبينهما اتفاق وبينهما اختلاف وأن الاتفاق له ثلاثة أوجه من أوجه الأول كون كل منهما يهدف إلى خدمة الإسلام والثاني إمكانية الجمع بينهما من صنف فهو يفكر وهو يخاطب والثالث الطرح لكل منهما عن طريق وسائل الإعلام والعلاقة الثانية بين الفكر الإسلامي والإسلام هناك أوجه اتفاق وهناك أوجه اختلاف. بعد ذلك تحدث الباحث عن منزلة التفكير في الإسلام (لا يخفى عليكم وأنتم أصحابي) فآلة التفكير هي العقل وهو ما يميز الإنسان عن غيره من الكائنات والله تعالى أمرنا بالتفكير والتدبر والتفكر في نفوس كثير حتى أنه جل وعلا قال في سورة ص: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}فالقرآن ما جاء إلا للتدبر {وَفِي أَنفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ}. وأضاف الباحث أن هناك اتجاهات الاتجاه الأول يؤمن بضرورة التجديد مع الالتزام بضوابط التفكير في القرآن مثل الإمام محمد عبده والعلامة ابن عثيمين رحمهم الله. ثم تحدث عن سمات هذا الاتجاه وقال: إنها ثلاث سمات محددة ومن إعادة الروح إلى فكر الإسلام والاعتماد وعلى القرآن والسنة في هذا الأحياء وفي الفكر الإسلامي الاجتهاد بما يتناسب مع مستجدات العصر والاتجاه الثاني يرى أن التجديد فريضة وضرورة ماعدا الالتزام بقواعد التفكير في القرآن والسنة ومدخل هؤلاء المستغربين بالإسلامية من الصوفيين والعلمانيين.
وعن مجالات التجديد بين أن منها توجيه العقيدة الإسلامية نحو الإبداع في كافة العلوم والمعارف وإعادة النظر في مناهج الدراسة وتدريس مادة مناهج البحث العلمي والتركيز على البحوث التي تناولت التراث بالتحديد ولدينا رسائل محققة وربط العلوم والدراسات الحديثة بمشكلات العصر. وتحدث عن المعوقات حول ذلك ومنها قناعة الكثيرين بأن الأول ما ترك لآخر شيء والثاني القول بمخاطبة الرأي العام بقناعة الكثير بقداسة التراث وذكر ضوابط التجديد الموضوعية في البحث اعتماد الدليل التنزه عن الهوى. من جهة ثانية كشف معالي وزير الشؤون الدينية التونسي الدكتور أبو بكر الأخزوري أن تونس ستستضيف قريبا وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ حيث سيتم توقيع بروتوكول اتفاق للتعاون الثنائي. وأشار إلى أن ذلك يأتي ضمن تقوية شبكة الاتصال بين الدول الإسلامية معربا عن ارتياحه لجدية المناقشات التي شهدتها جلسات مؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية الثامن المنعقد حالياً في جدة. وبين أن الموضوعات وأوراق العمل المقدمة صيغت صياغة جيدة في منهج علمي قويم يربطها جامع مشترك يؤسس لكل ما ينبغي حتى ندرك الأمن الفكري في كافة جوانبه وهذا جميل جدا. وقال إن المؤتمر نهج سليم يجتمع فيه الوزراء والمفكرون، وأصحاب الفضيلة علمائنا للنظر فيما يجب أن نؤسسه حتى ندرك غرضنا، مشيرا إلى أن ًما قدم من مداخلات خلال جلسات المؤتمر تبين المنهج الملتمس والمستهدف من عقده. وأضاف أن الأمر المتعلق بالحوار فثمة اتجاهات نحو تقييم الحوار وما يجب مستقبلا حتى ننهض بهذا الحوار باعتباره ضرورة، مبيناً أن هناك من تحدث عن الحوار البيني باعتباره ضرورة ملحة واعتقادنا أن لذلك شروط وقع النظر فيها ومستقبل الأيام سيشهد تطورا بفضل الجهد المبذول من الجميع.